طالب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الصين بضرورة التخلّي عن الفحم، الذي شكّل ما يصل إلى 60% من إمدادات الكهرباء لديها خلال العام الماضي (2023)، مؤكدًا أنه لا غنى عنها لتحقيق أهداف المناخ العالمية.
وبحسب تقرير اطّلعت نشرته منصة الطاقة المتخصصة، فإن الوزير الألماني طالب الاتحاد الأوروبي بضرورة منافسة بكين، ولكنه حذّر في الوقت نفسه من المغالاة في هذه المنافسة، بحيث تشمل أوجهًا للتعاون أيضًا.
وأوضح هابيك -خلال مؤتمر صحفي ضمن
زيارته إلى مدينة هانغتشو في جنوب البلاد- أن المسؤولين في الصين قد أخبروه بأن
بلادهم تعمل على التوسع في إنتاج الفحم لأسباب أمنية.
ولفت إلى استيراد بكين كميات ضخمة من
النفط والغاز، وقد شهدت ما حدث في أوروبا عامة وألمانيا بشكل خاص خلال العامين
الماضيين، بعد انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
بالإضافة إلى مطالبته بضرورة التخلّي
عن الفحم في الصين، قال وزير الاقتصاد روبرت هابيك، إن هناك ضرورة للتعاون مع
الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، إذ إنه دونها لن يكون من الممكن تحقيق أهداف المناخ
العالمية.
وأكد هابيك أنه ليس على أوروبا أن
تُعلم بكين أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ضارة بالمناخ، لقد فهموا ذلك بالفعل،
مضيفًا: "يجب أن تعمل بكين على تحقيق المستوى نفسه من الأمان، مع خفض عدد
محطات الكهرباء العاملة بالفحم".
وخلال لقائه مع طلاب من جامعة
"تشجيانغ" الصينية، قال وزير الاقتصاد الألماني، إن الصعوبة تكمن في دمج
أشكال مختلفة من الطاقة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في نظام مصمم للعمل على
أنواع وقود أكثر قابلية للتنبؤ بها.
وأوضح أن مضاعفة القدرات هي الطريقة
القديمة لتنفيذ هذه الخطوة، لكنها ليست الأكثر كفاءة لذلك، وفق التصريحات التي
جاءت في تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها
واشنطن).
ولفت إلى أن توسيع شبكة الكهرباء
واستعمال البطاريات لتخزين الطاقة يمكن أن يقلل عدد المحطات العاملة بالوقود
التقليدي اللازمة لتلبية احتياجات الصين، إذ إن النمو الاقتصادي والعمل المناخي
ليسا متعارضين، وتحويل الاقتصاد إلى اقتصاد محايد مناخيًا يخلق فرصًا جديدة للثروة
والنمو.
يشار إلى أن الصين تعمل في الوقت
الحالي على زيادة إنتاجها من الفحم، لكنها تمكنت -بالتوازي- من تركيب ما يقرب من
350 غيغاواط من الطاقة المتجددة الجديدة في عام 2023، أي أكثر من نصف الإجمالي
العالمي.
نبّه وزير الاقتصاد الألماني روبرت
هابيك إلى أن وجود تعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين يعني عدم النظر إلى الآخر
بصفته خصمًا أو عدوًا، ولكنه يعني تطوير التفاهم المتبادل بين الجانبين وتعزيز
مصالح كل طرف.
وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت
خلال الأسبوع الماضي، فرض رسوم جمركية بنسبة 38.1% على السيارات الكهربائية
الصينية، وهو الإجراء الذي رفضته بكين، وتسبَّب في مزيد من التراجع في مستوى
العلاقات التجارية، وسط مخاطر بأن يتخذ ثاني أكبر اقتصاد في العالم إجراءات عقابية.
وأوضح روبرت هابيك أن العالم يستعد
الآن للمنافسة، والدول الكبرى لديها خطة دقيقة للغاية حول الأهداف التي تريد
تحقيقها بين 10 و30 عامًا، وتوفر لتنفيذ هذه الخطة الوسائل المطلوبة، ابتداءً من
الموارد المالية حتى انتهاج سياسة قوية في الشؤون والتجارة الخارجية، لكن أوروبا
لا تملك خططًا كافية.
وخلال زيارة هابيك إلى بكين، التي
بدأت السبت 22 يونيو/حزيران الجاري، قال مسؤولون صينيون وأوروبيون، إنهم اتفقوا
على إطلاق محادثات بشأن التعرفات الجمركية المقترحة على السيارات الكهربائية
المصنّعة بالصين، والتي تستوردها الأسواق الأوروبية.