قالت شركة "كوفيسترو" (Covestro AG) الألمانية إنها دخلت في مفاوضات جادة بشأن صفقة استحواذ من قبل "شركة بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك)، يمكن أن تُقدر قيمتها بحوالي 11.7 مليار يورو (12.5 مليار دولار).
تدرس أدنوك تقديم عرض بقيمة 62 يورو للسهم، مع خضوعه لمراجعة وإتمام إجراءات الفحص النافي للجهالة، وفقاً لبيان صدر أمس الاثنين، وأكد ما نشرته "بلومبرغ نيوز" في وقت سابق. وأوضحت الشركة الألمانية أن هذه الخطوة تمثل "نقطة البداية" للمفاوضات بشأن اتفاقية الاستثمار.
وافقت "كوفسترو" على تبادل
المعلومات مع أدنوك لمساعدتها على تأكيد العرض. وقالت "أدنوك" في بيان
منفصل إن عرض الشراء المحتمل البالغ 62 يورو للسهم هو عرضها النهائي، مما يشير إلى
أنها لن تزيد السعر بعد أن رفعته عدة مرات على مدار عام من عرضها الأول البالغ 55
يورو للسهم
ستمثل الصفقة حال إتمامها أكبر عملية
استحواذ لأدنوك على الإطلاق. بدعم من عشرات المليارات من الدولارات من أموال
النفط، كانت الشركة الإماراتية تجوب العالم بحثاً عن صفقات. ويعد قطاع المواد
الكيميائية جزءا كبيرا من هذا التوجه، حيث ترى الشركة أن الطلب على المنتجات
المستخدمة في صناعة السلع مثل المواد البلاستيكية مستمر في الارتفاع خلال العقود
القادمة حتى مع احتمال أن يؤدي تحول الطاقة إلى تباطؤ الطلب على النفط.
قال آرني روتنبرغ، مدير المحفظة في
"يونيون إنفستمنت" (Union Investment)
التي تمتلك أسهم في
"كوفسترو"، إن العرض المحتمل بقيمة 62 يورو للسهم يعتبر "أساس
معقول" للدخول في مفاوضات ملموسة.
وأضاف: "ومع ذلك، من وجهة نظر
المستثمر، أنه لا يزال هناك مجال للتفاوض لتحسين العرض. (كوفسترو) اليوم في وضع
تفاوضي أفضل مما كانت عليه قبل عام. صناعة الكيماويات تتعافى عالمياً، وكذلك آفاق
أرباح المصنعين".
كانت "بلومبرغ نيوز" أفادت،
في وقت سابق من يوم الاثنين، بأن المجلس الإشرافي لشركة "كوفسترو" كان
يناقش خطوته التالية بعد أن أرسلت "أدنوك" خطاباً رسمياً بشأن نيتها
تحسين عرضها إلى 62 يورو للسهم، مقابل 60 يورو للسهم سابقا، وذلك إذا سارت إجراءات
العناية الواجبة المتعمقة على النحو الجيد.
قفزت أسهم "كوفسترو" بأكثر
من 7.3% في تداولات البورصة الألمانية أمس، لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال اليوم
منذ فبراير 2022. وأغلقت عند 54.34 يورو بارتفاع 6% في تمام الساعة 3:35 مساءً
بتوقيت فرانكفورت.
في الأيام الأخيرة، تلقت
"أدنوك" الضوء الأخضر من كبار المسؤولين الحكوميين لتعزيز عرضها بشرط أن
تنجح في إجراء مراجعة دقيقة ومستفيضة، بحسب ما قاله أشخاص مطلعين على الأمر.
قالت "أدنوك" في بيان عبر
البريد الإلكتروني: "نرحب بقرار (كوفيسترو) بدء إجراءات العناية الواجبة على
أساس عرضنا النهائي". وأضافت: "أدنوك شريك ذو قيمة مضافة ومسؤول وطويل
الأمد ومستثمر يركز على النمو، ونحن نتطلع إلى العمل المشترك مع (كوفيسترو) لإحراز
تقدم سريع في العناية الواجبة لهذه الصفقة المهمة".
كانت "أدنوك" أشارت بالفعل
شفهياً إلى استعدادها لزيادة عرضها الأخير بقيمة 60 يورو للسهم الواحد، بقيمة
إجمالية تبلغ حوالي 11.3 مليار يورو، حسبما ذكرت "بلومبرغ نيوز" في وقت
سابق من هذا الشهر. ومع ذلك، قال بعض الأشخاص إن المديرين التنفيذيين لشركة
"كوفيسترو" كانوا يسعون للحصول على ضمانات رسمية ومكتوبة أكثر من
المشتري المحتمل قبل المضي قدماً.
وقالت "كوفيسترو"، أمس،
إنها تعتزم المضي قدماً في مفاوضات الصفقة في الوقت المناسب.
أضافت الشركة في البيان: "أظهرت
المناقشات حتى الآن أن كوفيسترو وأدنوك يمكنهما التوصل بشكل عام إلى تفاهم مشترك
فيما يتعلق بالجوانب الأساسية لصفقة محتملة بما في ذلك دعم استراتيجية النمو
الإضافية لكوفيسترو".
تجري شركة صناعة البلاستيك، ومقرها
ليفركوزن، وشركة "أدنوك" محادثات منذ عام حول صفقة محتملة ستكون أكبر
عملية استحواذ على شركة أوروبية من قبل مشترٍ من الشرق الأوسط. وأفادت
"بلومبرغ نيوز" أن "أدنوك" أبلغت إدارة "كوفيسترو"
لأول مرة باهتمامها بالاستحواذ في منتصف العام الماضي، ثم قامت بعد ذلك بتحسين
عرضها الأولي غير الملزم بقيمة 55 يورو للسهم الواحد إلى 57 يورو ثم إلى 60 يورو
للسهم الواحد.
بينما تتفاوض "أدنوك" لشراء
"كوفسترو"، استمرت الشركة في إبرام صفقات أخرى في الأسابيع الأخيرة. في
الشهر الماضي، استحوذت على حصص في مشاريع غاز في الولايات المتحدة وموزامبيق،
ولديها طموحات للتوسع في مجال المواد الكيماوية والعمليات التجارية عالمياً. كما
تقوم أيضاً بزيادة قدرة إنتاج النفط محلياً.
ومع ذلك، انهارت محاولات شراء شركة
"براسكيم" (Braskem SA) البرازيلية، كما تم تعليق خطط الاستحواذ على شركة إسرائيلية بسبب
الحرب في قطاع غزة. وتم أيضاً تعليق المحادثات مع شركة "أو إم في" (OMV AG) النمساوية حول
دمج وحداتهما لإنشاء شركة عملاقة بقيمة 30 مليار يورو قبل الانتخابات النمساوية
التي تُجرى في وقت لاحق من هذا العام. وأثار هذا التوقف تكهنات بأن صفقات استحواذ
"أدنوك" قد فقدت زخمها.
دافع كلاوس فروليش، المصرفي السابق في
بنك "مورغان ستانلي"، والذي يقود معظم خطط التوسع الدولي لشركة
"أدنوك"، عن موقف الشركة في مقابلة الشهر الماضي، قائلاً إنها لا تزال
تمضي قدما في الصفقات.
وأضاف أن "كوفسترو"
"منصة رائعة مع فريق إدارة رائع"، مؤكدا أن شركته "تؤمن بقوة في
مستقبل صناعة الكيماويات".