تعدّ روسيا من أهم المصادر التي يشتري منها المغرب الغاز المسال، بالإضافة إلى 3 دول أخرى، تمدّ المملكة بكميات معقولة من هذا الغاز.
وقالت مصادر في وزارة الطاقة، إن المملكة تستورد الغاز المسال من روسيا بصفة أساسية، إذ يجري إعادة تغويزه في إسبانيا، ثم ضخه في أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي المشترك، الذي كان يُستعمل سابقًا في تصدير الغاز الجزائري إلى إسبانيا.
وأكدت المصادر، في تصريحات خاصة إلى
منصة المتخصصة، صحة تفسيرات "الطاقة" بأن ظهور المغرب ضمن قائمة مستوردي
الغاز من روسيا المقصود به الغاز المسال وليس الغاز الطبيعي.
كما أكدت المصادر صحة ما نشرته منصة
الطاقة من أن إسبانيا تتولى إعادة تغويزه ثم ضخّه من جديد، لتستفيد منه المملكة في
تشغيل محطتي كهرباء تهدارت وعين بني مُطهر تهدارت، اللتين زارتهما
"الطاقة" خلال جولتها في المغرب.
قالت المصادر، في تصريحاتها إلى منصة
الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن المغرب -إلى جانب شرائه الغاز المسال من
روسيا- يستورد من 3 دول أخرى، بشكل غير مباشر عن طريق إسبانيا، إلّا أنها لم تكشف
أسماء تلك الدول.
يشار إلى أن المغرب يؤمّن نحو 90% من
احتياجاته من الغاز عبر الاستيراد، إذ يوفر الإنتاج المحلي 110 ملايين متر مكعب
فقط من إجمالي الطلب البالغ مليار متر مكعب سنويًا، لذلك أمّنت الحكومة احتياجاتها
خلال 32 شهرًا الماضية، بعد وقف الجزائر صادرات الغاز إلى إسبانيا عبر أراضي
المملكة.
وتعتمد البنية التحتية للغاز الموجودة
حاليًا في المملكة على خط الغاز الممتد إلى أوروبا، وكان يُستعمل سابقًا في نقل
الغاز الجزائري، الذي أدى التقارب مع إسبانيا إلى تشغيله للضخ في الاتجاه العكسي،
بداية من 29 يونيو/حزيران (2022)، الذي شهد ضخّ الغاز الطبيعي باتجاه الرباط.
وعلى الرغم من أن المصادر لم تكشف
أسماء الدول التي يستورد منها المغرب الغاز المسال، فإن المصدر الرئيس للغاز هو
إسبانيا، التي تحصل على كميات ضخمة من الغاز من الجزائر في المرتبة الأولى، وروسيا
في المرتبة الثانية، ونيجيريا في المرتبة الثالثة.
وتصدّرت الجزائر قائمة المصدّرين إلى
إسبانيا في أبريل/نيسان 2024، بنسبة 46.1%، عند 12.35 تيراواط/ساعة، ثم روسيا
بنسبة بنسبة 19.9%، بإجمالي 5.34 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، ونيجيريا بنسبة
10%، وبإجمالي 2.68 تيراواط/ساعة.
يشار إلى أن شركات الغاز في أوروبا
عادةً ما تستعمل وحدات القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في
تعاملاتها الأوروبية، إذ إن غيغاواط/ساعة تساوي 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز،
بينما تيراواط/ساعة تساوي 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز.
حلّت الرباط، خلال شهر مايو/أيار
الماضي 2024، ضمن قائمة تتكون من 7 دول، تشتري إمدادات الطاقة الروسية، وهي
السعودية والكويت والإمارات ومصر والمغرب وتونس وليبيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة
المتخصصة.
وبينما جاءت مصر ضمن مستوردي الفحم
الروسي، كانت الإمارات والسعودية من مشتري النفط الخام والمشتقات النفطية، وتشتري
تونس وليبيا المشتقات النفطية، في حين ظهرت الكويت ضمن مستوردي الغاز المسال
الروسي، والمغرب من مشتري الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، بحسب ما جاء في التقرير
الشهري الصادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.
ويعدّ شهر مايو/أيار هو الظهور الثاني
للمغرب ضمن بيانات مستوردي الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، ولكنه تصنيف غير دقيق،
إذ إن المملكة لا ترتبط مع روسيا بأيّ خطوط أنابيب، وإنما تحصل على الغاز من
إسبانيا عبر خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا.
لذلك، رجّحت "الطاقة"
-حينها- أن يكون المقصود بذلك هو الغاز المسال الروسي الذي يستورده المغرب ويعاد
تغويزه في إسبانيا، وهو ما أكدت المصادر -التي تحدّثت إليها المنصة- دقّته.