تتخارج شركة "إنرجين" (Energean) من مشاريعها في مصر وإيطاليا وكرواتيا لصالح "كارلايل إنترناشيونال إنرجي بارتنرز" الأميركية بهدف تحرير رأسمالها لإعادة استثماره في إسرائيل والمغرب واليونان، بحسب رئيسها التنفيذي ماثيوس ريغاس.
أبرمت شركة "إنرجين" نهاية الأسبوع الماضي اتفاقية ملزمة لبيع مشروعاتها في الدول الثلاث إلى "كارلايل" في صفقة قد تصل قيمتها إلى 945 مليون دولار. ومن المتوقع إتمامها قبل نهاية العام الحالي، بعد الحصول على الموافقات التنظيمية.
ريغاس نفى بمقابلة مع منصة "الشرق"
أن يكون السبب وراء بيع مشاريع الشركة في مصر هو التأخر في سداد المستحقات؛
"رغم أن التأخر في تحصيل المستحقات يمثل مشكلة لشركة إنرجين نظراً لحاجتها
إلى التدفقات النقدية".
كانت مصر سددت 1.5 مليار دولار من
مستحقات شركات النفط الأجنبية في مارس الماضي، ما قدّرته "بلومبرغ"
حينها بـ 20% من المستحقات، وذلك بعد تدفق مليارات الدولارات على البلاد من صندوق
النقد الدولي، واتفاقية تطوير منطقة "رأس الحكمة".
وذكر مسؤولان نفطيان مطلعان على الملف
تحدثا مع "الشرق"، شرط عدم الإفصاح عن هوياتهما، أن الحكومة المصرية
تخطط لسداد 20% "جديدة" من مستحقات شركات النفط والغاز الأجنبية العاملة
بالبلاد خلال يونيو.
استثمرت "إنرجين" في مصر
نحو 250 مليون دولار منذ استحواذها على أصول مصرية قبل 4 سنوات، وفق ريغاس، الذي كشف
أن حجم إنتاج الغاز في مصر يُمثل جزءاً مهماً بمحفظة الشركة، فمن ضمن قدرة إنتاجية
يومية تبلغ 40 ألف برميل مكافئ تمّ بيعها إلى "كارلايل"، تستحوذ مصر على
30 ألف برميل وإيطاليا على 10 آلاف.
تخطط الشركة لاستثمار أكثر من مليار
دولار في حقل "كاتلان" الإسرائيلي، بحسب ريغاس الذي أشار إلى أن
"إنرجين" تنتج حالياً نحو 750 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز في
إسرائيل، وهو ما يشكّل حوالي 60% من استهلاك سوقها المحلية. وأوضح أن إنتاج
إسرائيل من الغاز يزيد عن احتياجاتها، بما يمكّنها من تصدير الفائض إلى مصر عبر
الأنابيب.
تعتمد مصر على الغاز الإسرائيلي
لتلبية جزء من الطلب المحلي، مع تصدير الفائض على شكل غاز مسال إلى أوروبا بشكل
أساسي خلال أشهر الشتاء فقط، عبر مصانع التسييل في إدكو ودمياط بطاقة إنتاجية 2.1
مليار قدم مكعب يومياً.
وفي المغرب، توقع ريغاس انتهاء
"إنرجين" من عملية حفر أول بئر غاز منتصف أغسطس القادم، وتعهد بأن تقوم
شركته في المملكة بنفس ما قامت به في مصر وإسرائيل ليحقق المغرب استقلالاً في
الطاقة.
كانت شركة "شاريوت ليمتد" (Chariot Limited) البريطانية للغاز وقعت اتفاقية نهاية العام الماضي لبيع جزء من حصصها
في رخص بحرية في المغرب لشركة "إنرجين"، بقيمة تصل إلى 925 مليون دولار.