الجمعة 05 يوليو

تعدين وطاقة

شل تجمد مشروع بناء أحد أكبر مصانع الوقود الحيوي في أوروبا


مجمع الطاقة والكيماويات التابع لشركة شل في روتردام الهولندية

أعلنت شركة النفط متعددة الجنسيات شل (Shell) تعليق بناء أحد أكبر مصانع الوقود الحيوي في أوروبا، بخطوة مفاجئة كشفتها قبل قليل.

 وفي سبتمبر 2021، أعلنت الشركة اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروع بناء مصنع لإنتاج الوقود الحيوي من المخلّفات بقدرة 820 ألف طن سنويًا، داخل مجمع الطاقة والكيماويات التابع لها بمدينة روتردام الهولندية.

وفي خطوة مفاجئة، أعلنت شل اليوم الثلاثاء 2 يوليو وقفًا مؤقتًا لأعمال البناء داخل المشروع الذي كان من المقرر أن يبدأ الإنتاج خلال العام الجاري (2024).

وحسب تعريفه من منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الوقود الحيوي مصدر أكثر استدامة مقارنة بالمصادر التقليدية التي تعتمد على النفط، ويُنتج من الكائنات الحية مثل الحيوانات والنباتات كالحطب والخشب، لإنتاج الديزل والإيثانول الحيوي لاستعمالها وقودًا للسيارات أو الكهرباء.

وسبقَ شل، قرار شركة النفط البريطانية بي بي (BP) التي أعلنت -أيضًا- تعليق تطوير مشروعين لإنتاج الوقود الحيوي في ألمانيا والولايات المتحدة.

ومنذ تولّي الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان مهام منصبه في يناير/كانون الثاني (2023)، ألغت شل، وباعت، مشروعات لإنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين، وركّزت على المشروعات الأكثر ربحية وعلى رأسها النفط والغاز.

تقول شركة شل، إن قرار وقف بناء أحد أكبر مصانع الوقود الحيوي سيكون "مؤقتًا" بغرض ضمان التنافسية المستقبلية في ضوء ظروف السوق الحالية.

ونتيجة لذلك التوقف، ستنخفض أعداد المقاولين بموقع البناء، وتتباطأ وتيرة الأنشطة هناك، ما يساعد في التحكم بالتكاليف وتحقيق الاستفادة المثلى من تسلسل الأعمال بالمشروع.

وستُجري الشركة مراجعة بسبب اضمحلال قيمة المشروع، ومن المقرر كشف التطورات ذات الصلة خلال إعلان النتائج الفصلية للنصف الثاني من العام، والمقرر صدورها في شهر يوليو/تموز الجاري.

وتحدث تلك المراجعة إذا كانت الأحداث وتغير الظروف المحيطة تشير إلى أن القيمة الدفترية للأصل الثابت قد لا تكون قابلة للاسترداد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويقول مدير شؤون التكرير والطاقة المتجددة وحلول الطاقة في شركة شل، هيوبرت فيجيفينو، إنّ توقُّف البناء المؤقت سيسمح بتقييم أكثر الطرق التجارية فعالية للمضي قدمًا في المشروع.

وأكد أن أنواع الوقود المستدام ما زالت "مكونًا رئيسًا" في إستراتيجية شل، مشيرًا إلى التزام الشركة بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، باستعمال المصادر الحيوية لمساعدة شل وعملائها في إزالة الكربون بصورة مربحة.

وأضاف أن الشركة ستواصل استعمال رأس مال حملة الأسهم بطرق مدروسة ومنضبطة لتحقيق مزيد من القيمة مع خفض الانبعاثات بصورة أكبر، وفق البيان الصحفي الذي نشرته شل عبر موقعها الإلكتروني.

يوجد مصنع روتردام لإنتاج الوقود الحيوي داخل مصفاة برنيس التابعة لشل، وكان من المقرر إنتاج وقود الطيران المستدام والديزل الحيوي بوساطة زيت الطهي المستعمل والدهون الحيوانية.

وبحسب الشركة، كان المصنع سيُنتج ما يكفي من الديزل الحيوي لخفض الانبعاثات بمقدار 2.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل إبعاد مليون سيارة عن الطريق.

وبذلك، سيساعد المصنع هولندا وبقية دول أوروبا في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات المُلزمة، وأيضًا هدف شل لتحقيق الحياد الكربوني في 2050.

وتستهدف شل خفض إنتاج الوقود التقليدي بنسبة 55% بحلول عام 2030، وتوفير أنواع وقود منخفضة الكربون مثل الوقود الحيوي لأغراض النقل والطيران والهيدروجين.

وتعدّ شل إحدى أكبر شركات تجارة الطاقة التي تستعمل الوقود الحيوي في مشروعاتها.

ومن خلال مشروعها رايزن (Raizen) المشترك في البرازيل، تكون شل هي أكبر منتج للميثانول الحيوي، ورائدة عالمية في إنتاج الإيثانول من قصب السكر.

وفي إعلان سابق، كشفت الشركة خططًا لاستثمار ما يتراوح بين 10 و15 مليار دولار حتى عام 2025، لدعم تطوير حلول طاقة منخفضة الكربون، ومن بينها التنقل الكهربائي والطاقة المتجددة والهيدروجين واحتجاز الكربون وتخزينه.