الأثنين 23 ديسمبر

تعدين وطاقة

ناقلات النفط العملاقة تتحول إلى الوقود النظيف بعد هجمات الحوثيين


صورة من مقطع مصور تُظهر استيلاء الحوثيين اليمنيين على السفينة "غالاكسي ليدر كارغو" على ساحل البحر الأحمر قبالة الحديدة

بدأت بعض أكبر ناقلات النفط العملاقة في العالم في تحميل كميات هائلة من الديزل، في أحدث مؤشر على مدى تأثير هجمات الحوثيين في اليمن على حركة الشحن العالمية.

تُبحر ناقلة نفط خام كبيرة جداً واحدة على الأقل، والتي تسمى اختصاراً (VLCC) وتستطيع نقل مليوني برميل نفط من الشرق الأوسط إلى أوروبا بينما تقوم أخرى بتحميل شحناتها حالياً، وفقاً لبيانات "كبلر" (Kpler) وبيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرغ".

وتتوقع شركة وساطة السفن "برايمار" (Braemar Plc) أن تتحول خمس ناقلات أخرى على الأقل إلى نقل ما يُعرف بالمنتجات البترولية النظيفة، والتي تشمل الديزل. ويعني هذا أن حوالي 14 مليون برميل من الوقود قد ينتهي بها المطاف على متن هذه السفن العملاقة.

يُعزي هذا التحول جزئياً إلى هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، مما أثار اضطراب بعض المسارات التجارية التقليدية.

عززت هذه الهجمات أرباح السفن الأصغر حجماً التي تنقل وقوداً مثل البنزين والديزل -والمعروفة في الصناعة باسم الناقلات النظيفة- حيث تبحر السفن آلاف الأميال الإضافية حول أفريقيا. وفي الوقت نفسه، تراجعت الأسعار القياسية لناقلات النفط الخام، مما حفز مُلاك السفن لتحويل نشاط سفنهم بعيداً عن نقل النفط الخام.

بالرغم من عدم وضوح كمية وقود الديزل التي ستُنقل بواسطة ناقلات النفط العملاقة وما هي وجهتها النهائية، يبدو أن بعضها يتجه من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

رفعت شركة الشحن التي يقع مقرها في كوبنهاغن توقعاتها للأرباح مساء أمس الاثنين، حيث أدت الاضطرابات إلى تقليص قدرة الأسطول العالمي بشكل فعال

قالت سفيتلانا لوباسيوفا، كبيرة المحللين لدى شركة وساطة السفن "إي أيه جيبسون شيب بروكرز" (EA Gibson Shipbrokers)، إن "ناقلات الوقود النظيف الأكبر حجماً واجهت تقلبات متزايدة وأسعار أعلى بشكل ملحوظ هذا العام"، ويرجع ذلك جزئياً إلى إبحار السفن لمسافات أطول حول أفريقيا. وتابعت أنه "في المقابل، كان أداء ناقلات (سويزماكس) وناقلات النفط الكبيرة جداً ضعيف نسبياً، حيث كانت أرباحها الفورية في بعض الأحيان أقل نسبياً في الأسعار المعتادة، مما كان كافياً لتحفيز ناقلات النفط الخام الأكبر على تنظيف نفسها، والمنافسة في سوق ناقلات الوقود النظيفة".

يمكن أن يظهر التحول في مسافات الإبحار نتيجة لهجمات الحوثيين على مقياس طلب الشحن، والذي يطلق عليه اسم "الأطنان الميلية"، ويحسب معدل البضائع حسب المسافة المنقولة. وهذا يعطي فكرة عن مدى كثافة استخدام أسطول الشحن العالمي.

قبل عام، كان يُتوقع أن يرتفع مقياس الوقود المكرر الذي يجري شحنه من الشرق الأوسط بنسبة 13% في 2024، وفقاً لشركة "كلاركسون ريسيرش سيرفيزس" (Clarkson Research Services)، وهي وحدة تابعة لأكبر شركة وساطة سفن في العالم. وتشير التقديرات الحالية إلى ارتفاع هذا المقياس بنسبة 17% هذا العام.

وعلى نحو مماثل، كان من المتوقع أن ترتفع واردات الوقود إلى شمال غرب أوروبا بنسبة 16% هذا العام، وإلى البحر الأبيض المتوسط ​​بنسبة 7%. وتبلغ هذه التقديرات الآن 22% و23% على التوالي، مما يؤكد الضغط المتزايد على الأسطول العالمي، ويفسر سبب تحول التجار إلى السفن الأكبر حجماً.

يؤدي وصول كميات كبيرة من الوقود دفعة واحدة إلى تدفق مفاجئ للإمدادات، وهو ما قد يكون له تأثير متقلب على أسعار الديزل القياسية. وعادةً ما يكون هناك تدفق أكثر سلاسة لتفريغ حمولات السفن الصغيرة.

تواجه سوق الديزل العالمية تدهوراً متواصلاً، فيما يعد إشارة مقلقة للاقتصاد، وأمراً يستحق الحذر بالنسبة إلى تجار النفط الذين يتوقعون ارتفاع أسعاره.

خلال أمس الأربعاء، أشارت عقود الديزل المستقبلية ذات الآجال المختلفة في بورصة إنتركونتيننتال إلى زيادة المعروض لأول مرة منذ نحو ثلاثة أسابيع، ويُنظر إلى هذه العقود كمعيار لتداولات الوقود في أوروبا.

إضافة إلى الناقلات العملاقة، بدأت ناقلات النفط الخام التي تنقل مليون برميل والمعروفة باسم "سويزماكس" في التحول أيضاً نحو الديزل. وتتوقع شركة "برايمار" أن تتحول 12 سفينة منها تقريباً إلى نقل المنتجات البترولية النظيفة في المستقبل القريب. وذكرت شركة "جيبسون" سابقاً أن 10 سفن على الأقل تحولت بالفعل إلى نقل الوقود النظيف هذا العام.

كتب محللو "برايمار" في تقرير أنه "مع شحن كميات أكبر من المنتجات البترولية النظيفة لمسافات أطول حول رأس الرجاء الصالح، يمكن خفض تكاليف النقل لكل برميل من خلال الاستفادة من اقتصاديات الحجم، واستخدام عدد أقل من السفن الأكبر حجماً".