ارتفعت أسعار النفط هامشيًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 9 يوليو/تموز (2024)، في محاولة لتعويض بعض الخسائر التي لحقت بها في الجلستين السابقتين، وسط توقعات بانتعاش الطلب في الصيف.
واستهلّت الأسواق تعاملاتها الصباحية على انخفاض، بعد أن تسبَّب إعصارٌ ضربَ مركزًا رئيسًا لإنتاج النفط في الولايات المتحدة في تكساس، بأضرار أقلّ مما توقعته الأسواق، مما خفَّف المخاوف بشأن الإمدادات.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الإثنين 8 يوليو/تموز على تراجع بنسبة 1%، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، وسط مؤشرات على زيادة الإمدادات.
وارتفعت أسعار الخامين القياسيين (برنت، وغرب تكساس الوسيط) بنسبة 7% و9% على التوالي، خلال الأسابيع الـ4 الماضية، مع انتعاش الآمال بزيادة الطلب خلال الصيف، وتراجع الإمدادات، بدعم من تخفيضات أوبك+.
بحلول الساعة 05:57 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:57 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم سبتمبر/أيلول 2024، بنسبة 0.10%، لتصل إلى 85.84 دولارًا للبرميل.
كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أغسطس/آب 2024، بنسبة 0.05% إلى 82.37 دولارًا للبرميل، حسب الأرقام التي قارنتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحقّق الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) مكاسب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.8% و2% على التوالي، وجرى تداولهما قرب أعلى مستوياتهما منذ أواخر أبريل/نيسان، بفضل آمال الطلب القوي على الوقود في الصيف، وبعض المخاوف بشأن الإمدادات.
قال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي، ييب جون رونغ: "كانت هناك بعض التراجعات بأسعار النفط في جلسة اليوم، إذ يتطلع المشاركون في السوق إلى تقدُّم محتمل في مفاوضات وقف إطلاق النار على جبهة الشرق الأوسط، في حين كان تأثير الإعصار بيريل بتعطيل الإمدادات محدودًا أكثر مما كان متوقعًا بدايةً".
على الرغم من تباطؤ نشاط تكرير النفط وإخلاء بعض مواقع الإنتاج، فإن المصافي الكبرى على طول ساحل الخليج الأميركي بدا أنها شهدت تأثيرًا ضئيلًا من الإعصار بيريل، الذي ضعف إلى عاصفة استوائية بعد ضرب ساحل تكساس.
وقال المحللان في آي إن جي وارن باترسون وإيوا مانثي: "تشير المؤشرات الأولية إلى أن معظم البنية التحتية للطاقة نجت من الأضرار"، وأضافا أن تحركات الأسعار في أسواق النفط الخام والوقود المكرر تعكس القليل من القلق بشأن انقطاع الإمدادات بسبب الإعصار.
وخفّف ذلك من مخاوف السوق بشأن خطر انقطاع الإمدادات في تكساس، إذ يُنتَج 40% من النفط الخام الأميركي.
كانت المواني الرئيسة لشحن النفط حول كوربوس كريستي وجالفستون وهيوستن مغلقة قبل العاصفة، وأعيد فتح قناة كوربوس كريستي للشحن أمس الإثنين، ومن المتوقع أن يستأنف ميناء هيوستن عملياته بعد ظهر اليوم الثلاثاء.
كما يستعد العديد من شركات التكرير الرئيسة، مثل شركة ماراثون بتروليوم، لإعادة تشغيل وحدات التكرير الخاصة بهم.
يراقب المشاركون في السوق أيضًا الوضع في الشرق الأوسط للحصول على المزيد من المؤشرات التجارية، إذ استقرت أسعار النفط على انخفاض بنسبة 1% أمس الإثنين، وسط آمال في أن يؤدي التوصل لاتّفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة إلى تقليص المخاوف بشأن تعطّل إمدادات الخام العالمية.
وقال البيت الأبيض، إن مسؤولين أميركيين كبارًا كانوا في مصر لإجراء محادثات أمس الإثنين، لكن الفجوات ما تزال قائمة بين الجانبين، وقالت حماس، إن الهجوم الإسرائيلي الجديد على غزة يهدد الاتفاق المحتمل.
وتنتظر الأسواق أيضًا صدور بيانات التضخم الرئيسة في الولايات المتحدة، إذ من المقرر أن يظهر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس يومي الثلاثاء والأربعاء، وراهن المستثمرون على أن سلسلة من بيانات سوق العمل الضعيفة زادت بشكل كبير من فرص خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول إلى 80%.
وقال ييب من آي جي: "مع ارتفاع وتيرة البيانات الاقتصادية الأميركية في الآونة الأخيرة -مما يرفع الرهانات على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول-، فإن أيّ تأكيد على التقدم القادم في التضخم قد يساعد في دعم بيئة المخاطر الأوسع، وهو ما قد يوفر بعض المجال لاستقرار أسعار النفط في ظل توقعات الطلب الأكثر إيجابية"، حسبما ذكرت رويترز.