الجمعة 22 نوفمبر

تعدين وطاقة

الصين تحتضن ثلثي محطات الطاقة المتجددة قيد الإنشاء في العالم


مشروعات للطاقة المتجددة في الصين

تشهد مشروعات الطاقة المتجددة في الصين نموًا كبيرًا، في إطار مساعي بكين لخفض انبعاثات قطاع الطاقة، وتأمين الطلب المتزايد على الكهرباء.

وكشفت دراسة حديثة، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عن أن قرابة ثُلثي محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح قيد الإنشاء على مستوى العالم تقع في الصين.

تعمل بكين على إنشاء بنية تحتية لتوليد الطاقة المتجددة من هذَين المصدرَين، بقدرة إنتاجية 339 غيغاواط، وهو ما يعادل 64% من إجمالي المشروعات المماثلة قيد الإنشاء عالميًا.

وأعلنت بكين مؤخرًا عددًا من السياسات الجديدة التي تُعزز من إمكانات الطاقة النظيفة، ويشمل ذلك تسريع وتيرة تركيبات تخزين البطاريات، وزيادة قدرات بناء خطوط الكهرباء؛ لاستيعاب نقل الكهرباء الفائضة من الطاقة المتجددة في الصين.

أظهرت دراسة غلوبال إنرجي مونيتور للأبحاث، ومقرها الولايات المتحدة، أن الزيادة الكبيرة في مشروعات الطاقة المتجددة في الصين تسبّبت في ضغط حصة الفحم بتوليد الكهرباء إلى مستويات منخفضة جديدة.

وبحسب التقرير فإن قدرات محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصين تعادل نحو 8 أضعاف المشروعات التي يجري العمل عليها في الولايات المتحدة، التي تحتلّ المرتبة الثانية بقدرة إجمالية 40 غيغاواط فقط.

وقال مؤلفو التقرير، إن وتيرة الصين تجعل الهدف العالمي المتمثل في مضاعفة القدرة على توليد الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول نهاية عام 2030 "في متناول اليد" حتى دون المزيد من الطاقة الكهرومائية، داعين الصين إلى رفع أهدافها في تعهداتها المناخية للأمم المتحدة العام المقبل.

وقالت مؤسسة تمويل الطاقة المناخية (Climate Energy Finance)، ومقرها سيدني، خلال الأسبوع الماضي، إن بكين في طريقها أيضًا إلى تحقيق هدفها لعام 2030 بتثبيت 1200 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول هذا الشهر، قبل 6 سنوات من الموعد المحدد.

قال المحلل في شركة "غلوبال إنرجي مونيتور"، أيكون يو، إن استيعاب الطفرة في مصادر الطاقة المتجددة لا يزال يشكّل تحديًا لشبكة الكهرباء التي تعتمد على الفحم في الصين، وهناك حاجة إلى تسريع تطوير خطوط النقل.

ومع ذلك، دفعت القدرة الجديدة توليد الطاقة المتجددة إلى مستويات قياسية مرتفعة في الآونة الأخيرة، وفقًا لتحليل منفصل نشرته شركة كاربون بريف، اليوم الخميس.

وأنتجت الصين 53% من توليد الكهرباء لديها من الفحم في مايو/أيار، وهو مستوى منخفض قياسي مقارنة مع 60% في مايو/أيار 2023، في حين جاءت نسبة قياسية بلغت 44% من مصادر الوقود غير الأحفوري.

ويشير ذلك إلى أن انبعاثات الكربون ربما بلغت ذروتها العام الماضي إذا استمر هذا الاتجاه، وفقًا للتحليل الذي أجراه الزميل في معهد سياسة جمعية آسيا، لوري ميليفيرتا.

ارتفعت حصة الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء إلى 12% في مايو/أيار، وطاقة الرياح إلى 11%، مع إضافة الصين كميات كبيرة من الطاقة الجديدة، كما شكّلت الطاقة الكهرومائية 15%، والطاقة النووية 5%، والكتلة الحيوية 2% بقية الطاقة غير الأحفورية.

وأدت زيادة توليد الطاقة المتجددة في الصين إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة، التي تشكّل نحو 40% من إجمالي انبعاثات بكين، بنسبة 3.6% في مايو/أيار.

وكتب ميليفيرتا: "إذا استمرّ النشر السريع الحالي لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، فمن المرجح أن يستمرّ انخفاض إنتاج ثاني أكسيد الكربون في الصين؛ ما يجعل 2023 هو عام الذروة لانبعاثات البلاد"، حسبما ذكرت رويترز.

وتوصل تحليله إلى أن توليد الطاقة الشمسية ارتفع بنسبة قياسية بلغت 78% على أساس سنوي في مايو/أيار إلى 94 تيراواط/ساعة.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء في الصين زيادة قدرها 29%، لكن البيانات استثنت الألواح الشمسية على أسطح المنازل، وبالتالي فقدت نحو نصف الكهرباء من الطاقة الشمسية.

وارتفعت طاقة الرياح بنسبة 5% على أساس سنوي إلى 83 تيراواط/ساعة، وارتفعت الطاقة الكهرومائية بنسبة 39% عن العام الماضي، عندما تضررت بسبب الجفاف.

وانخفض توليد الكهرباء من الغاز بنسبة 16%، وتراجع توليد الكهرباء من الفحم بنسبة 3.7%، حتى مع زيادة الطلب الإجمالي على الكهرباء بنسبة 7.2% على أساس سنوي.