جاءت شركة "روساتوم" الروسية المملوكة للدولة، في صدارة المتنافسين لبناء ثاني محطة للطاقة النووية في تركيا، في أحدث مؤشر على تنامي العلاقات بين أنقرة وموسكو في مجال الطاقة.
تتمتع "روساتوم" بالفعل
بخبرة في قطاع الطاقة النووية في تركيا، حيث بدأت العمل في أول محطة نووية في
البلاد في منطقة "أكويو" في أبريل. وهذا يعزز وضعيتها لبناء محطة
"سينوب" أيضاً، وفقاً لما ذكره وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار
في مقابلة.
قال بيرقدار: "هذا هو السبب
الرئيسي لاهتمامهم الطبيعي، وفي هذا السياق نعتقد أنا وآخرون أن الشركة الروسية في
المقدمة". وأضاف أن "روساتوم" "شركة استثمرت في تركيا،
واكتسبت خبرة".
تعد كوريا الجنوبية الدولة الأخرى
التي أجرت محادثات حول بناء المنشأة المخطط لها، والتي تضم أربعة مفاعلات على ساحل
البحر الأسود. أوضح بيرقدار أن محطة سينوب قد تكون مشروعاً مشتركاً بين القطاعين
العام والخاص، ومن المتوقع أن تستغرق عملية الترخيص سنتين أو ثلاث سنوات.
تصدير الطاقة النووية الخالية من
الكربون هي أحد مجالات التصدير الروسية الواعدة في ظل الزيادة العالمية في استهلاك
الطاقة
تؤكد تصريحات الوزير العلاقة
الاستراتيجية بين تركيا والكرملين في وقت يخفض فيه حلفاء أنقرة في حلف
"الناتو" من الاعتماد على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. تعد روسيا المورد
الرئيسي للنفط الخام والغاز الطبيعي لتركيا، وسوف تمنحها مشاركتها في الطاقة النووية
موطئ قدم في سوق الكهرباء التي تزود حوالي 85 مليون شخص.
تهدف تركيا حالياً إلى إضافة أكثر من
20 غيغاواط من القدرة النووية إلى مزيج الطاقة لديها بحلول عام 2050. لكن يمكنها
الوصول إلى هذا الهدف خلال العقد الرابع من القرن الجاري إذا تم توسيع موقع
"سينوب" ومحطة نووية أخرى مخططة في منطقة تراقيا إلى أقصى سعتهما
البالغة ثمانية مفاعلات لكل منهما، وفقاً لبيرقدار.
لا تزال المفاوضات مستمرة مع الصين
بشأن مشروع تراقيا، ومع الولايات المتحدة بشأن المفاعلات النووية الصغيرة، حسبما
صرح بيرقدار. أبدت شركة "وستنغهاوس إلكتريك" الأميركية، العملاقة في
مجال التكنولوجيا النووية، اهتماماً بالمشاريع النووية الصغيرة والتقليدية في
تركيا، حيث من المقرر أن يزور المسؤولون بالشركة تركيا في وقت لاحق من الشهر
الجاري.