الأربعاء 04 backend.Sep

تعدين وطاقة

إجراءات روسيا لمواجهة العقوبات تصعّب تتبع ناقلاتها النفطية


ناقلة نفط عملاقة تشق طريقها في البحر

ناقلتا نفط شبه متطابقتين تحاولان التغلب على العقوبات الغربية. الخام الروسي يُنقل سراً في منتصف الطريق بين إيران وعمان، فيما تعطي ناقلة نفط عملاقة موقعاً زائفاً. أهلاً بكم في التجارة الحديثة للنفط الروسي مع تزايد صرامة العقوبات الغربية.

في وقت سابق من هذا الشهر، جمعت الناقلة العملاقة "أوكسيس" التي يبلغ طولها 1089 قدماً حوالي مليون برميل من خام الأورال الروسي الرئيسي من سفينة أخرى. وكانت سفينة التسليم واحدة من اثنتين تملكهما وتديرهما شركة الناقلات الحكومية الروسية "سوفكومفلوت" (Sovcomflot PJSC)، وفقاً لموقع "تانكر تراكرز دوت كوم" (TankerTrackers.com)، المتخصص في الكشف عن تحركات البضائع السرية.

مع ذلك، فإن التعرّف على أي منهما بشكل حتمي أمر صعب، لأن السفينتين المقصودتين تشتركان في نفس الأبعاد، ولا يمكن تمييزهما عن بعض من الأعلى.

تُظهر هذه المناورات كيف يمكن لروسيا أن تلتف على العقوبات، ومدى التحدي الذي سيواجهه الحفاظ على تتبع دائم لتدفق النفط في البلاد، إذا استخدمت بشكل متزايد مفاتيح الشحن المخفية.

لكن حقيقة أن شركات شحن النفط الروسية تشعر بالحاجة إلى بذل هذه الجهود، تشير أيضاً إلى أن المشترين ليسوا على استعداد لتحدي العقوبات الأميركية علناً من خلال قبول الشحنات الروسية التي يتم تسليمها على متن الناقلات الخاضعة للعقوبات. وسيزيد ذلك من تكلفة نقل البراميل على تلك السفن.

اختفت الناقلتان المقصودتان، اللتان تخضعان لعقوبات من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية منذ فبراير، من أنظمة التتبع الرقمية عبر الأقمار الاصطناعية منذ أسابيع.

من المياه المتجمدة لبحر البلطيق في روسيا إلى شواطئ فلاديفوستوك على المحيط الهادي، أصبحت عشرات الناقلات التي كانت تنقل نفط موسكو فارغةً خاملةً.

الأولى، "براتسك"، حمّلت شحنةً تبلغ حوالي مليون برميل من خام الأورال في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود في مايو، وفقاً لمعلومات حول الشحن اطلعت عليها "بلومبرغ". والثانية، "بيلغورود"، فعلت الشيء نفسه في أوائل يونيو.

تم بعد ذلك العثور عليهما بواسطة أنظمة تتبع آلية أثناء مغادرتهما البحر الأسود عبر مضيق البوسفور التركي، وتم تعقبهما خلال رحلتيهما عبر المحيط الهندي إلى مواقع جنوب الهند، حيث توقفت إشارات التتبع الآلية.

اختفت سفينة "براتسك" عن التتبع في 13 يونيو، واختفت سفينة "بيلغورود" بعد 11 يوماً. كلاهما لهما نفس الطول والعرض، ويشتركان في نفس لون السطح البرتقالي المحمر، ولديهما أنابيب لا يمكن تمييزها. والأهم من ذلك، أنه لا توجد سفن خارج أسطول "سوفكومفلوت" تحمل نفس الخصائص، وفقاً لسمير مدني، مؤسس موقع "تانكر تراكرز".

تُصدر ناقلة النفط العملاقة "أوكسيس" إشارة موقع آلية كاذبة تظهر أنها راسية في مضيق هرمز، بالقرب من محطة جاسك النفطية الإيرانية. ومع ذلك، لا تظهر صور الأقمار الاصطناعية أي سفينة في موقعها المحدد، ويشير خط الطول والعرض المعلن إلى أن جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها قد تحرك بأقل من متر واحد بين أي إشارتين من بين 1400 إشارة في أسبوعين تقريباً.

تتجمع ثلاث ناقلات نفط خام تعرضت مؤخراً لعقوبات من قبل المملكة المتحدة في بحر البلطيق، إذ تظهر اثنتان منها في برامج التحميل لميناءي بريمورسك وأوست لوغا الروسيين.

في الواقع، كانت سفينة "أوكسيس" على بعد حوالي 100 ميل إلى الجنوب الشرقي، في منتصف خليج عمان، عندما تم تبديل الشحن، كما تظهر صور الأقمار الاصطناعية.

ظهرت السفينة "بيلغورود" مرة أخرى على أنظمة التتبع الآلية يوم الثلاثاء، وهي تبحر على طول الساحل الجنوبي لسلطنة عمان باتجاه البحر الأحمر، بعد أن أفرغت حمولتها على ما يبدو. لا يوجد حتى الآن أي علامة تدل على مكان وجود "براتسك".

كانت السفينة "أوكسيس" تبحر تحت اسم "أوزور" حتى وقت سابق من هذا العام، وتم تحديدها من قبل منظمة "يونايتد أغينست نيوكليار إيران" (United Against Nuclear Iran) على أنها تأخذ شحنات من الخام الإيراني، عبر نقلها من سفينة إلى أخرى في أكتوبر وديسمبر 2021.

مديرها التجاري هي شركة تدعى "أمبرا نافي شيب مانجمنت" (Umbra Navi Shipmanagement) في ألماتي، كازاخستان، وفقاً لقاعدة بيانات السلامة البحرية الدولية "إيكويسيس" (Equasis). ولا تتوفر تفاصيل التأمين الخاصة بها في قاعدة البيانات الخاصة بالمنظمة البحرية الدولية.

لم يتم العثور على أي شركة تدعى "أمبرا نافي شيب مانجمنت" في السجلات العامة التي تديرها الحكومة الكازاخستانية.