الأثنين 25 نوفمبر

تعدين وطاقة

تقنية مصرية لإنتاج لدائن صديقة للبيئة من زيوت الطهي المستعملة


تدوير النفايات بهدف الحفاظ على البيئة

نجح فريق طلاب مصري بإنتاج لدائن صديقة للبيئة من خلال إعادة تدوير زيوت الطهي المستعمَلة، في خطوة جديدة ضمن المساعي إلى تحقيق الاستدامة وتطبيق نظام بيئي مرن، وفق رؤية مصر 2030 لمواجهة التغيرات المناخية.

ودفعت تلك المساعي العلماء والباحثين للتنافس حول ابتكار تقنيات وسبل جديدة للاستفادة من الموارد المحلية وتدوير النفايات لتصنيع مواد جديدة لاستعمالها في الصناعة.

وتوصَّل إلى التقنية الجديدة -التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- طلاب بقسم هندسة البتروكيماويات في جامعة فاروس بالإسكندرية.

ونفَّذ الفريق الطلابي هذا الابتكار خلال مشروع تخرُّجه تحت إشراف خبيري الصناعة بقسم هندسة البتروكيماويات في كلية الهندسة بجامعة فاروس الدكتور أشرف مرسي والدكتور حسام أنور والمدرّسة بالقسم نفسه الدكتورة آية سليمان.

وحصل هذا الفريق البحثي -بهذا المشروع- على المركز الثاني في مسابقة الكلية للاستدامة.

واللدائن -أو البلاستيك- هي مواد اصطناعية، قد تكون عضوية أو شبه عضوية، أو شبه اصطناعية، وتتميز باللدونة التي تجعل من الممكن تشكيلها بالحقن أو البثق أو القولبة بالضغط الحراري في أجسام صلبة بأشكال مختلفة، وتُستعمل بشكل واسع لتميزها بخاصية التكيف.

خبير الصناعة بقسم هندسة البتروكيماويات في كلية الهندسة بجامعة فاروس الدكتور أشرف مرسي

قالت المُدرّسة بقسم هندسة البتروكيماويات في كلية الهندسة بجامعة فاروس الدكتورة آية سليمان، إن هناك مئات الأطنان من زيوت الطهي تنتج سنويًا عن صناعة الوجبات الخفيفة ومؤسسات الأغذية.

وأضافت -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن عدم وجود نهج علمي ومنهجي للتخلص من هذه النفايات يجعلها تشكّل مخاطر كبيرة على البيئة وصحة الإنسان.

وتابعت أن هذه الزيوت والنفايات تتسرب إلى التربة والمياه؛ ما يؤدي إلى تلوّث بيئي واسع النطاق، فضلًا عن تأثيراتها الصحية السلبية في المجتمعات المحلية.

واستطردت قائلة، إن هذا المشروع البحثي يُعدّ بمثابة خطوة مهمة نحو تقليل النفايات، وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال استغلال زيوت الطهي المُستعملة، وتحويلها إلى لدائن صديقة للبيئة.

كما يُظهر هذا المشروع كيفية توظيف الإمكانات العلمية والبحثية لدى الطلاب لحلّ مشكلات بيئية حيوية وتحقيق فوائد اقتصادية.

أوضحت المدرّسة بقسم هندسة البتروكيماويات في كلية الهندسة بجامعة فاروس أن هذا المشروع يهدف إلى استعراض جدوى استخدام نفايات زيت الطهي بوصفه مادة وسيطة لإنتاج زيوت ملدنة لمعالجة بولي فينيل كلوريد.

وتتضمن عملية إعادة التدوير تحويل مادة مُلوثة إلى منتج ذي قيمة مُضافة يمكن استعماله في مجموعة متنوعة من التطبيقات الصناعية من خلال عملية الإيبوكساشن التي تُستعمل لتحقيق هذا الهدف.

وأشارت الدكتورة آية سليمان إلى أن هذه العملية تعتمد على حمض الستريك بمثابة مكون حمضي.

وتعتمد عملية الإيبوكساشن على استعمال النانو من حمض الستريك الذي يتميز بعدم إنتاج أيّ بقايا صلبة، وأقلّ سمّية مقارنة بالعمليات التقليدية.

وينتج عن هذه العملية تحويل زيوت الطهي المستعمَلة إلى لدائن صديقة للبيئة يمكن استعمالها في إنتاج أفلام الفينيل المرنة (PVC).

ويُعدّ حمض الستريك خيارًا مثاليًا لهذه العملية، بسبب خصائصه البيئية الجيدة وكفاءته في التفاعل.

خبير الصناعة بقسم هندسة البتروكيماويات في كلية الهندسة بجامعة فاروس الدكتور حسام أنور

أثبتت النتائج أن المواد الملينة المنتجة من زيوت الطهي المُستعملة تتمتع بخصائص تلدين ممتازة، مما يجعلها منافسة قوية للفثالات (أملاح وإسترات حمض الفثاليك) التقليدية.

ويمكن لهذه المواد أن تحلّ محلّ الفثالات في العديد من التطبيقات؛ ما يقلل من الاعتماد على المواد الكيميائية الضارة، ويعزز من استعمال المواد الصديقة للبيئة.

علاوة على ذلك، تسهم هذه العملية في تقليل مخاطر التخلص من زيوت الطهي المستعمَلة؛ ما يقلل من التأثيرات السلبية في البيئة وصحة الإنسان.

وتمثّل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو الاستفادة من الموارد المُهدَرة، وتحقيق الاستدامة في الصناعات البلاستيكية، وتحقيق فوائد اقتصادية، من خلال إنتاج مواد ذات قيمة مضافة.

كما يعزز هذا العمل من إمكان تطوير تقنيات مبتكرة وصديقة للبيئة في مجال صناعة البلاستيك، ويفتح آفاقًا جديدة لإعادة تدوير النفايات وتحقيق التنمية المستدامة.