بيعت شحنة من النفط الخام في بحر الشمال -الذي يلعب دوراً أساسياً في تحديد الميعار العالمي لسوق النفط- بسعر منخفض للغاية إلى إحدى الدول الآسيوية، ما يشير لاستمرار ضعف الطلب.
أشار تجار على دراية بالموضوع إلى بيع شحنة بحجم ناقلة عملاقة من خام حقل "فورتيز" الأسبوع الماضي بسعر أقل من سعر البيع الفوري في بحر الشمال بمقدار يتراوح ما بين 3.5 دولار و4 دولارات للبرميل بعد احتساب تكاليف الشحن. وقالوا إن المشتري هي شركة التكرير الكورية الجنوبية "جي إس كالتكس" (GS Caltex ).
يلعب الطلب الآسيوي دوراً مهماً بالنسبة لدرجات خام بحر الشمال التي تسهم في تحديد سعر خام برنت المؤرخ، الذي يُنظر له كمعيار عالمي لسوق النفط الفعلية. ويمكن أن تمثل التدفقات للمنطقة ما يصل إلى 13% من صادرات خامات بحر الشمال، أو تنخفض لدرجة وصولها إلى الصفر.
تجنب المشترون الآسيويون خلال الأشهر الأخيرة نفط بحر الشمال بسبب ضعف الطلب واختيارهم إمدادات أرخص من أماكن مثل الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأميركية. وتزامن ذلك مع ضعف عمليات الشراء في أوروبا، إذ تملك المصافي مخزوناً كافياً لتغطية احتياجاتها في الأجل القريب.
ارتفعت أسعار النفط، لتنهي سلسلة من الخسائر، بعد تقرير صادر من داخل القطاع أشار إلى أن مخزونات الخام الأميركية انخفضت للأسبوع الرابع على التوالي
في حين أن الشحنات تُباع عادة للمشترين قبل أسابيع من موعد التحميل، إلا أن هذه الشحنة لم تُبَع إلا في اللحظة الأخيرة. ويبرز هذا الأمر -إلى جانب السعر المخفض الذي دفعته شركة "جي إس كالتكس"- بيئة التداول الصعبة للنفط الخام.
تُوضح بيانات تعقب السفن لدى بلومبرغ أن الشحنة التي تبلغ نحو مليوني برميل جاري تحميلها حالياً على الناقلة العملاقة "سي. سبرينت" من محطة في المملكة المتحدة. ونوه التجار إلى أن الشحنة كانت تعود في مرحلة ما لمجموعة "غنفور غروب" (Gunvor Group)، قبل أن تتنقل بين تجار آخرين لتشتريها في النهاية شركة "جي إس كالتكس. ولم يُعرف السعر الذي باعها به التجار السابقون.
استحوذت شركة "جي إس كالتكس" على الشحنة بسعر أعلى بمقدار 2.5 دولار للبرميل تقريباً عن مؤشر دبي القياسي، كما أنها أرخص من خام أبوظبي "مربان" والذي يحظى بشعبية في آسيا.
تقدمت كل من شركة "غنفور" وشركة تجارة السلع العملاقة "ترافيغورا" (Trafigura Group) الشهر الماضي بعروض شراء كبيرة لأنواع الخام التي تساهم في تحديد سعر خام مزيج برنت المؤرخ. واستمرت موجة الصعود لأقل من أسبوعين، لكنها انعكست على السوق العالمية. وجمعت الشركتان كمية كبيرة من خامات النفط القياسية، وكانت أغلب الكمية من خام غرب تكساس الوسيط الأميركي. وتكشف بيانات جمعتها بلومبرغ أن شركة "غنفور" احتفظت في مرحلة ما بـ17.5 مليون برميل على الأقل من برميل خام النفط المعياري.
تواجه سوق النفط العالمية نقاط تراجع لتوقعات طلب الصين خلال النصف الحالي من السنة، ما قد يفاقم الظروف غير المواتية لأسعار النفط الخام.
مع الحاجة إلى إيجاد مشترين لتلك الإمدادات، قامت ناقلة عملاقة أخرى -تُدعى "بالتيك لويالتي"- بتحميل مليوني برميل من خام "فورتيز" من ثلاث ناقلات أصغر في أواخر يونيو الماضي وأوائل يوليو الحالي، وفق بيانات تعقب حركة السفن. واستأجرت "غنفور" اثنتين من الناقلات الثلاث وأمضت أكثر من شهرين وهي تطوف في البحر قبل بدء عمليات التفريغ.
وبدلاً من الإبحار في رحلات لآلاف الأميال، رست الناقلة العملاقة قبالة سواحل المملكة المتحدة لمدة أسبوعين. وفرغت جزء من حمولتها في ميناء روتردام، وهي رحلة قصيرة على غير العادة بالنسبة لمثل هذه السفينة العملاقة، قبل أن تعود إلى عرض البحر. وامتنعت شركة "غنفور" عن التعليق على الموضوع.