الثلاثاء 05 نوفمبر

تعدين وطاقة

تايوان تغلق مفاعلها النووي قبل الأخير في تحول مثير للجدل


محطة مانشان للطاقة النووية في تايوان

أغلقت تايوان أمس السبت، محطتها النووية قبل الأخيرة في خطوة من المرجح أن تجعل الجزيرة الواقعة في قلب التوتر بين الولايات المتحدة والصين أكثر اعتماداً على العالم الخارجي للحصول على الطاقة.

يأتي إغلاق المفاعل رقم 1 في محطة مانشان للطاقة النووية في الطرف الجنوبي من تايوان وسط نقاش مستمر بين المشرعين بشأن تمديد عمر مرافق الطاقة النووية الحالية في الجزيرة. وتمثل الطاقة النووية حالياً نحو 5% من استخدام تايوان للطاقة، والتي يهيمن عليها الفحم والغاز الطبيعي المسال.

وأمن الطاقة قضية بالغة الأهمية بالنسبة لتايوان وصناعة تصنيع الرقائق فيها، بقيادة "تايوان سيميكوندكتور مانوفاكتشورينغ". وقد اكتسبت القضية أهمية إضافية حيث تمارس بكين، التي تنظر إلى الجزيرة التي تحكمها إدارة ديمقراطية على أنها أراضيها، المزيد من الضغوط على تايبيه. ويثير التوتر مخاوف من أن الصين قد تقطع إمدادات الطاقة عن تايوان من خلال الحصار العسكري.

ومع ذلك، ساعد الانهيار النووي في محطة فوكوشيما النووية في اليابان عام 2011 في تحويل الرأي العام في تايوان ضد الصناعة. وقالت حكومة الجزيرة إنها لن تستبعد زيادة حصة الطاقة النووية في مزيج الطاقة في المستقبل، لكنها قالت إن التكنولوجيا بحاجة إلى التحسين.

شرعت "طوكيو إليكتريك باور هولدينغز" –"تيبكو"- (Tepco)، شركة الكهرباء اليابانية في تصريف ما يقارب 1.3 مليون متر مكعب (343 مليون غالون) من المياه المُشعة المعالجة

من المقرر إغلاق آخر مفاعل في تايوان، مانشان 2، في مايو 2025. وكل من هذا المفاعل وذلك الذي يغلق اليوم كان مقرراً إخراجهما من الخدمة بعد استخدامهما لنحو 40 عاماً.

وقال رئيس الوزراء تشو جونغ تاي للصحفيين في 17 يوليو: "إذا كانت تكنولوجيات الطاقة النووية الجديدة قادرةً على معالجة قضايا السلامة والنفايات النووية، وحظيت بقبول دولي، فبالطبع سنكون منفتحين للغاية لمناقشة الأمر". وأضاف أن الحكومة ستركز في الوقت الحالي على توسيع استخدام الغاز الطبيعي والحد من استهلاك الفحم.

وتتعارض تحركات تايوان مع اتجاه عالمي نحو الاهتمام المتجدد بالطاقة النووية، التي لا تنتج أي انبعاثات غازات مسببة للاحتباس الحراري، ولكنها تنتج نفايات سامة يمكن أن تظل مشعة لآلاف السنين. وأمضى المشرعون ساعات في مناقشات هذا الشهر بشأن ما إذا كان ينبغي تغيير مسار خطة الحكومة للتخلص التدريجي من الطاقة النووية، على الرغم من عدم إجراء تصويت.

ودائماً ما كان استخدام الطاقة النووية مصدر خلاف بين الحزب الحاكم والمعارضة في تايوان. وعندما تولى الحزب الديمقراطي التقدمي السلطة في 2016، قالت الرئيسة آنذاك تساي إنغ وين إن هدفها هو جعل تايوان خالية من الطاقة النووية بحلول 2025، وتحديد مزيج طاقة يمثل الغاز الطبيعي 50% منه و30% من الفحم و20% من الطاقة المتجددة. ومن ناحية أخرى، دعت أحزاب المعارضة إلى إعادة تشغيل المفاعلات النووية.

وتتوقع تايوان حالياً أن تشكل الطاقة المتجددة ربع مزيجها من الطاقة بحلول 2030، ارتفاعاً من نحو 12% هذا العام. ويتوقع أن ينمو استهلاك الكهرباء 2.8% سنوياً حتى 2033، مدفوعاً بقطاع الذكاء الاصطناعي. وفي حين تتمتع الجزيرة حالياً بفائض من الكهرباء، وفق تشو، فإن هذا النمو قد يحد من الطاقة الفائضة في السنوات المقبلة.