الأحد 22 ديسمبر

تعدين وطاقة

مخاوف الطلب تطغى على التوترات الجيوسياسية وتضغط على أسعار النفط


رافعات ضخ النفط في أحد حقول النفط في روسيا

تراجعت أسعار النفط بعدما سجلت أكبر مكاسبها منذ أكثر من تسعة أشهر، حيث تغلبت علامات تباطؤ الاقتصاد الأميركي على المخاوف من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يعرض الإمدادات للخطر.

انخفض خام "غرب تكساس" الوسيط بنسبة 2.1%، متخلياً عن مكاسبه السابقة، ليستقر عند أقل من 77 دولاراً للبرميل. النفط الخام ارتفع بنسبة 4.3% يوم الأربعاء، وهي أكبر زيادة يومية منذ أكتوبر.

ابتعدت الأسواق عن الأصول الخطرة يوم الخميس، بعد أن أظهرت البيانات أن نشاط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة انكمش بأكبر قدر خلال ثمانية أشهر، مما أثار مخاوف من احتمال ضعف الطلب على النفط.

وفي الوقت نفسه، فإن التقرير الذي يفيد بأن إيران تخطط للانتقام من إسرائيل لقتلها أحد قادة "حماس" في طهران، يثير مخاوف من أن الصراع قد يتطور إلى حرب أوسع قد تتورط فيها الولايات المتحدة وإيران، وربما تعيق صادرات النفط الخام.

وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في بنك كوريا للأوراق المالية، إنه في حين أن التوترات الجيوسياسية "تستحق بالتأكيد احترام السوق"، فإن الارتفاع الأخير في أسعار النفط مبالغ فيه بعض الشيء.

وقال: "إلى أن نرى المعروض العالمي يخرج فعلياً من السوق، أعتقد أننا نبالغ في التوسع"، خاصة بالنظر إلى علامات التباطؤ الاقتصادي العالمي.

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المرشد الإيراني علي خامنئي أمر بتوجيه ضربة مباشرة لإسرائيل. ويأتي ذلك بعد أن قالت إيران إن إسرائيل اغتالت الزعيم السياسي لحركة "حماس" في طهران، بعد وقت قصير من قتلها لأحد كبار المسؤولين في "حزب الله" في بيروت.

وفي الوقت نفسه، يضغط المسؤولون الأميركيون من أجل وقف إطلاق النار في غزة، لكنهم يقرون بأن الأمر أصبح أصعب من أي وقت مضى بعد قتل الزعيم السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، وهو الممثل الرئيسي خلال المفاوضات.

كما هو الحال مع فترات أخرى من الاضطرابات الجيوسياسية في الأشهر الأخيرة، كانت هناك موجة من النشاط في سوق خيارات النفط. كانت أحجام عقود خيارات الشراء يوم الأربعاء هي الأعلى منذ أبريل، في حين يدفع المتداولون الآن علاوة نادرة لتلك العقود على عقود انخفاض الأسعار.

يأتي هذا التصعيد في وقت لم يقدم فيه اجتماع المراجعة الذي أجراه الأعضاء الرئيسيون في "أوبك+" أي توصية بشأن سياسة الإنتاج. وأعلن التحالف في وقت سابق، عن خطط لاستعادة الإنتاج تدريجياً بدءاً من أكتوبر، لكنه كرر أنه يستطيع إيقاف هذه الخطوة مؤقتاً أو عكسها، إذا احتاجت الأسواق إلى ذلك.

استعرضت اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج في تحالف "أويك+" بيانات إنتاج النفط الخام لشهري مايو ويونيو 2024

لا يزال سعر النفط الخام مرتفعاً هذا العام، على الرغم من تسجيل انخفاض شهري في يوليو، مع تزايد القلق بشأن الطلب من الصين أكبر مستورد للخام، بعدما أظهرت بيانات يوم الخميس انكماشاً مفاجئاً في التصنيع.

كان الاتجاه الصعودي مدفوعاً بالتوترات في الشرق الأوسط، وقيود "أوبك+"، والتوقعات بأن التيسير النقدي سيعزز الطلب الأميركي. قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء، إن خفض أسعار الفائدة قد يتم في سبتمبر المقبل.