الأحد 06 اكتوبر

تعدين وطاقة

أكبر محطة رياح في أوروبا تواجه خسائر قوية وإفلاسًا محتملًا


مزرعة رياح ماركبيغدن

تكبدت أكبر محطة رياح في أوروبا خسائر متراكمة على مدار السنوات الأخيرة، رغم ما تملكه من مقومات تصل إلى 179 توربينًا للمرحلة الأولى فقط حتى الآن.

وتؤول ملكية محطة "ماركبيغدن" الواقعة في السويد إلى مجموعة الصين للطاقة النووية (CGN) بنسبة 75%، ويشاركها في الحصة المتبقية شركة بي إن آر (BNR) التي تعدّ مشروعًا مشتركًا بي جي إي (GE)، وصندوق استثمارات صيني تابع لمبادرة الحزام والطريق لربط بكين بالعالم.

ووفق بيانات المحطة التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن نزيف الخسائر بلغ خلال العام الماضي 2023 وحده ما يصل إلى 157 مليون يورو (ما يزيد عن 171 مليون دولار أميركي).

ولم تكن الخسائر من نصيب أكبر محطة رياح في أوروبا وحدها، بل امتدت إلى مزارع الرياح الـ6 المملوكة للمجموعة الصينية في السويد، وحملت الشركة المشغّلة لمزرعة "ماركبيغدن 1" -يُطلق عليها "ماركبيغدن إي تي تي إيه بي" بالسويدية- هذه الخسائر إلى اتفاقيات شراء الكهرباء غير الملائمة.

طورت الشركة المشغّلة لأكبر محطة رياح في أوروبا المشروع على مراحل، وضمت المرحلة الأولى "ماركبيغدن 1" ما يقرب من 179 توربينًا بقدرة 653 ميغاواط.

ويمكن لتوربينات المرحلة الأولى -قيد التشغيل حاليًا- إنتاج كهرباء تعادل 2.2 تيراواط/ساعة، وفق موقع شركة سفينفيند نورديك التي اندمجت مؤخرًا مع شركة ستيت كرافت النرويجية، أكبر مولّد للطاقة المتجددة في القارة العجوز.

وتستعمل مزرعة الرياح البرية توربينات طراز "137 آي إي سي 3 بي" من إنتاج شركة جي إي رينيوبلز أحد وحدات جنرال إلكتريك الأميركية، بقدرة 3.6 ميغاواط للتوربين الواحد، وبارتفاع من 131 إلى 200 متر، وبمعدل دوران لشفرات التوربينات يبدأ من 137 حتى 223 مترًا.

وحصل المشروع الواقع شمال السويد على تمويل أوروبي قُدِّر عام 2017 لدى بدء أعمال البناء بنحو 800 مليون يورو، طبقًا لموقع غرين إنفستمنت غروب (GIG).

وتضم المرحلة الأولى من أكبر محطة رياح في أوروبا 3 مشروعات منفصلة، تقع جميعها في شمال السويد، هي: (كيلبرغت، غرابيرغت، وسنوبيرغن)، ويمتد تطوير هذه المرحلة على مدار 15 عامًا، بدأت عام 2017، طبقًا لموقع باور تكنولوجي (Power Technology).

تواجه مزرعة رياح ماركبيغدن خطر الإفلاس، بعد خسارة ما يزيد عن 322 مليون يورو (ما يقارب 351.5 مليون دولار أميركي) منذ بدء تشغيلها عام 2017 حتى العام الماضي 2023، بحسب ما نقله موقع بروسل سيجنال.

وتراكمت الأعباء المالية على محطة "ماركبيغدن 1" المملوكة غالبيتها للمجموعة الصينية، ما دفع المجموعة لمطالبة الهيئات المعنية في السويد بالموافقة على جدولة ديونها، منعًا لتوقّف عملها.

وسبق أن منح بنك الاستثمار الأوروبي المجموعة المشغّلة قرضًا بقيمة 174 مليون يورو (190 مليون دولار أميركي)، بضمان صندوق الاستثمارات الإستراتيجية.

وخسرت أكبر محطة رياح في أوروبا 157 مليون يورو، وفق نتائج سنوية لعام 2023، أُعلنت في شهر يوليو/تموز 2024.

ويبدو أن الازمة تحيط بمشروعات المجموعة الصينية بالكامل في السويد، التي تصل إلى 6 مزارع رياح، إذ وصلت المبالغ المستحقة على مشروعاتها كافة إلى 1.3 مليار يورو.

وقد يتفاقم الوضع المالي السيئ للمجموعة الصينية في السويد، ويثير ذلك المخاوف بشأن إمدادات الكهرباء لدى الدولة الأوروبية، خاصة أن مجموعة "سي جي إن" تشغّل 7 منشآت رياح بها تضم 390 توربينًا.

تتحفظ الهيئات المعنية في السويد على جدولة ديون المجموعة الصينية، التي قدّرتها تقارير بما يصل إلى 6 مليارات كرونة سويدية (567 مليار دولار أميركي)، طبقًا لموقع أركتيك توداي (Arctic Today).

ويمكن تفسير هذه الديون في إطار النظر إلى اتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل، خاصة الاتفاق مع مجموعة نورسك هيدرو النرويجية للألومنيوم والطاقة المتجددة.

وكانت المجموعتان (الصينية والنرويجية) قد وقّعتا اتفاقية شراء كهرباء عام 2017، وبموجب الاتفاق توفّر أكبر محطة رياح في العالم الكهرباء النظيفة للمجموعة الصناعية النرويجية ما يصل إلى 1.65 تيراواط/ساعة، من عام 2021 حتى عام 2039.

ومع انخفاض الإنتاج والعوائق المالية، توقفت محطة "ماركبيغدن 1" عن تزويد "هيدرو" بالكهرباء منذ 6 فبراير/شباط 2024، واتخذت المجموعة النرويجية إجراءً قانونيًا بحلول نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته.

ووصلت مستحقات المجموعة الصينية لنظيرتها النرويجية عن مدة انقطاع التوريد 12 مليون يورو، وفق الموقع الإلكتروني لها.

في المقابل، اتهمت المجموعة المشغّلة لمزرعة رياح ماركبيغدن، اتفاقيات شراء الطاقة بالوقوف وراء ديونها وأعبائها المالية، وكونها السبب الرئيس في نزيف الخسائر، خاصة مع تأرجح أسعار بيع الكهرباء وانخفاضها حال توافر الإمدادات، ما ينعكس سلبًا على أرباح الشركة.

واضطرت الشركة المشغّلة إلى شراء إمدادات كهرباء من السوق بتكلفة إضافية، للوفاء بالتزامها تجاه "هيدرو" في أوقات نقص الإنتاج والتوليد.

ويبدو أن الأمر سيتحول تدريجيًا إلى منافسة شرسة في الصناعة، إذ تستعد شركة "فاتنفول" السويدية إلى حصار أكبر محطة رياح في أوروبا، وسحب البساط من تحت أقدام المجموعة الصينية، ببناء مزرعة تضم 373 توربينًا بقدرة 2600 ميغاواط، قرب محطة "ماركبيغدن".