توقّف إنتاج أكبر حقل نفط في ليبيا اليوم الاثنين، بعد أن أُجبرت الشركة المشغلة على تقليص الإنتاج تدريجياً خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً لشخصين مطلعين على العمليات.
توقف إنتاج حقل "الشرارة"
في جنوب ليبيا بشكل كامل بعد أن وصل إلى ما يقرب من 270 ألف برميل يوم السبت،
عندما تلقى العاملون بالحقل أوامر بتخفيض الإنتاج، وفقاً لشخصين طلبا عدم الكشف عن
هويتيهما لأنهما غير مفوضين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
لم يتضح على الفور ما الذي دفع إلى
اتخاذ قرار بتقليص الإنتاج. صرّحت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً يوم الأحد،
بأن إغلاق الحقل يمثل "ابتزازاً سياسياً" من دون تقديم توضيحات.
تعد الدولة الواقعة في شمال أفريقيا
مقسمة بين حكومتين متنافستين، إحداهما في العاصمة طرابلس في الغرب والأخرى في
الشرق.
ويوم الأحد الماضي، أعلنت ليبيا،
استئناف إنتاج النفط من حقل الشرارة، ورفع حالة القوة القاهرة، وذلك بعدما أنهى
محتجون اعتصاماً أوقف الإنتاج منذ مطلع الشهر الجاري
يمثل التوقف أحدث مثال على المشكلات
الأمنية التي أعاقت البنية التحتية للطاقة لسنوات. كان حقل "الشرارة" قد
واجه حالة القوة القاهرة، وهي بند في العقود يسمح بتعليق التسليمات، في يناير عقب
احتجاجات استمرت لأسابيع. كما واجه حقل "الوفاء" الأصغر في غرب ليبيا
وخط الغاز الطبيعي إلى إيطاليا، توقفاً لفترة وجيزة في فبراير نتيجة احتجاجات.
وصل إنتاج ليبيا من النفط إلى حوالي
1.8 مليون برميل يومياً في عام 2008، قبل أن يتراجع إلى حوالي 100 ألف برميل بعد
مقتل معمر القذافي في الحرب الأهلية في عام 2011. ظل الإنتاج متذبذباً منذ ذلك
الحين، لكنه استقر إلى حد كبير عند حوالي 1.2 مليون برميل يومياً في الأشهر
الأخيرة.
ذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية أن
إغلاق حقل "الشرارة" جاء نتيجة احتجاجات طلباً لتحسين الأوضاع
الاجتماعية والاقتصادية، مستشهدة برسالة من شركة "أكاكوس أويل" (Akakus Oil) المشغلة
للحقل. في حين نسبت وسائل إعلام أخرى الإغلاق إلى صدام حفتر، نجل قائد الجيش
الليبي خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء كبير من الجنوب، ونفذ حصاراً في
السنوات الأخيرة.
يُعتبر حقل "الشرارة"
مشروعاً مشتركاً بين المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا وشركات "توتال
إنرجيز" الفرنسية، و"ريبسول" الإسبانية، و"أو إم في"
النمساوية، و"إكوينور" النرويجية.