يشهد الطلب على وقود الطائرات في الصين انتعاشاً مع تزايد الرحلات الجوية، ما يوفر بعض الدعم للمصافي المحلية التي تعاني من ضعف استهلاك الديزل والبنزين مما أثر سلبياً على القطاع.
تعزز شركات معالجة النفط في أكبر دولة
مستوردة للخام حول العالم إنتاج وقود الطيران للاستفادة من هوامش الأرباح الأفضل،
حيث ارتفع إجمالي حركة السفر الجوي بنسبة 14% في يونيو الماضي، بالمقارنة مع نفس
الفترة خلال 2019 قبل وباء كورونا، مع زيادة الرحلات الداخلية 18% تقريباً، بحسب
بيانات حكومية.
عانت مصافي النفط الصينية - سواء
الحكومية أو الخاصة- خلال العام الحالي مع تراجع الاقتصاد، إذ قوض التحول نحو
أسطول السيارات الكهربائية لنقل الركاب الطلب على البنزين، وتحول المزيد من
الشاحنات إلى الغاز بدلاً من الديزل. ويعني هذا أن ارتفاع الطلب على وقود الطائرات
أمر إيجابي، رغم أن الزيادة محدودة نسبياً إذ أن حجم السوق أصغر من المنتجات
الرئيسية الأخرى.
العالم ينتظر مرور 10.5 مليون رحلة
جوية في سماء 2024 والطلب على وقود الطائرات يقود نمو الطلب الإجمالي على النفط في
العالم في 2024
في ضوء ذلك "ربما يكون النمو
بأكثر من 10% لاستهلاك وقود الطائرات العام الحالي قادراً على تعويض الانخفاض في
البنزين والديزل. لكن بالنظر إلى حصته السوقية الصغيرة، فإنه سيعكس التشاؤم إزاء
هوامش الأرباح الإجمالية بصورة طفيفة فقط، مع تسارع استبدال الوقود وسط الأداء
الاقتصادي الضعيف" حسبما ترى إيمي صن، مستشارة شركة "جي إل كونسلتينغ" (GL Consulting) المقيمة
في غوانزو، وهي مركز أبحاث تابع لشركة تزويد البيانات "مايستيل" (Mysteel).
بالنسبة لسوق النفط العالمية، ما يزال
قطاع الطيران أحد القطاعات الأكثر صموداً من حيث الاستهلاك حيث كانت عملية إحلال
بدائل لاستخدام المواد البترولية لتشغيل الطائرات تسير ببطء. في الصين، مع تخفيف
القيود المفروضة بسبب وباء كورونا، وعادت الرحلات الداخلية بوتيرة أسرع من رحلات
السفر للخارج، لكن يُتوقع إضافة المزيد من سعة السفر الدولية.
بعد طلب مكبوت على السفر بغرض الترفيه
والعمل لسنوات بسبب قيود كوفيد-19، عاد ملايين الصينيين إلى الأجواء مجدداً، لتقود
بلادهم طفرة الطيران في آسيا..
أوضحت جيانان صن، المحللة في شركة
"إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects) ومقرها لندن: "نتوقع توسعاً أكبر في الرحلات الجوية الدولية،
والتي من المرجح أن تصل إلى 90% من مستويات 2019 مع حلول نهاية 2024. وربما يبلغ
الطلب الصيني على وقود الطائرات متوسط 960 ألف برميل يومياً خلال 2024، أي أقل
بنسبة 2% فقط عن 2019".
تراجعت واردات الصين من النفط لأدنى
مستوى في نحو سنتين خلال الشهر الماضي، ما يعكس مخاوف بشأن ضعف الطلب الإجمالي.
ولتوضيح هذه الصعوبة، فإن معدلات التشغيل في مصافي قطاع الخاص، المعروفة باسم
"أباريق الشاي"، كانت أقل من 50% في بداية أغسطس الجاري، مقتربة من أدنى
مستوياتها في 4 أعوام.
في ظل هذه البيئة، تسعى المصافي جاهدة
لزيادة إنتاج وقود الطائرات لأقصى حد. وعززت مصافي شركة "تشاينا بتروكيميكال" (China Petrochemical) وشركة "بتروتشاينا" إنتاج وقود الطائرات لأقصى حد خلال
العام الجاري، مع استمرار التحول نحو استخدام المركبات التي تعمل بالغاز في
التأثير على الطلب على الديزل.
وزادت مصافي "سينوبك" في
يانغتسي وشنغهاي الإنتاج بنسبة 23% و12% على الترتيب على أساس سنوي، بحسب نشرات
الشركة. في الوقت نفسه، زادت مصفاة هوابي التابعة لشركة "بتروتشاينا" من
الإمدادات أيضاً.
على الصعيد العالمي، يوجد مجال أكبر
لتعافي وقود الطائرات، بحسب شركة "غولدمان ساكس غروب". ورغم أن عدد
المسافرين في كافة أنحاء العالم استعاد مستويات 2019 تقريباً، إلا أنه ما يزال أقل
كثيراً من اتجاهات النمو قبل الوباء، وما يزال الاستهلاك أقل بنحو 1.2 مليون برميل
يومياً -أو 15%- عن مستويات ما قبل الوباء، كما جاء في مذكرة حديثة.
ويعود ذلك جزئياً إلى أن الطائرات
الجديدة تستهلك وقوداً أقل لكل رحلة. كما تستبدل شركات الطيران الكبرى أساطيلها
القديمة بطائرات جديدة وحديثة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود بنسبة 25%، بحسب
جيانان صن من "إنرجي أسبكتس".