الأحد 22 ديسمبر

تعدين وطاقة

ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا وسط مخاوف بشأن إمدادات الغاز الروسي


وحدة لتخزين وإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال

ارتفعت أسعار الطاقة الأوروبية، مع مواصلة الغاز الطبيعي مسيرة صعود الأسبوع الماضي بسبب المخاوف بشأن إمدادات خطوط الأنابيب الروسية عبر أوكرانيا.

صعدت العقود المستقبلية القياسية 2.6% لتُتداول عند أعلى مستوى منذ أوائل ديسمبر. وحذت أسعار الكهرباء في ألمانيا وفرنسا حذو أسعار الغاز، مع تداول العقود المستقبلية للعام المقبل عند أعلى مستوى منذ يونيو.

تستمر إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية في التدفق عبر نقطة الضخ سودجا على الحدود مع أوكرانيا، حتى بعدما شنت القوات الأوكرانية هجوماً مباغتاً عبر الحدود الأسبوع الماضي. وعلى الجانب الآخر، قالت أوكرانيا في وقت متأخر من أمس الأحد، إن القوات الروسية أضرمت النيران في مجمع محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها، على الرغم من أن مستويات الإشعاع تبدو طبيعيةً في المنشأة.

توقفت أوروبا عن استخدام معظم إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب منذ بداية الحرب في 2022، لكن بعض الدول -ولا سيما النمسا وسلوفاكيا- ما تزال تعتمد عليها. وسودجا الآن محطة العبور الوحيدة العاملة لتدفقات الغاز الروسية عبر أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

استأنفت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفاعها لتصل إلى أعلى مستوى لها هذا العام، حيث يراقب المشاركون في السوق توترات مرور الوقود الروسي عبر أوكرانيا.

تتنافس القارة مع آسيا على شحنات الغاز الطبيعي المسال، ومن المرجح أن تجذب أسعار الغاز الأوروبية المرتفعة خلال موسم التخزين الحاسم المزيد من الإمدادات من الولايات المتحدة، مزود القارة الأول. وأظهرت بيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ أن واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال انخفضت في يوليو، بينما تلقت آسيا أكبر شحنات أميركية شهرية منذ 2021.

تقول "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights) إن تراجع الطلب على الغاز الطبيعي المسال في آسيا هذا الشهر الذي يعود جزئياً إلى انخفاض درجات الحرارة، وارتفاع المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط ما أدى إلى تغيير طرق شحن الغاز الطبيعي المسال المربحة المعتادة "يفتحان الباب أمام إرسال مزيد من الشحنات الأميركية إلى أوروبا".

مع ذلك، لا تزال المنافسة على الغاز الطبيعي المسال بين أوروبا وآسيا شرسةً، كما أوضح الشهر الماضي مدى السرعة التي يمكن أن تتوقف بها التدفقات إلى أوروبا، حيث ساعدت موجات الحر، وخاصة في آسيا، على تعزيز الطلب في المنطقة. وتتوسع قدرة إنتاج الغاز في الصين سريعاً، على الرغم من أن الارتفاع كان محدوداً بسبب التكاليف المرتفعة وتوافر إمدادات الوقود، بحسب "بلومبرغ إن إي إف".

ارتفعت أسعار الغاز الأوروبي إلى أعلى مستوياتها هذا العام بعد تقرير يفيد بأن القوات الأوكرانية استولت على نقطة عبور الغاز الرئيسية في سودجا.

قال توم روبرتس، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إكسترنا غروب" ( Xterna Group) ومقرها لندن، والتي تحلل بيانات الطاقة: "لقد شهدنا موجة حر في كل من اليابان والصين خلال الشهر الماضي، حيث تفاعلت أساطيلهما بزيادة الإنتاج"، والصين على وجه الخصوص أصبحت تستهلك المزيد من الغاز.

وأضاف: "المشكلة الوضحة التي يتغافل عنها الجميع هي الشتاء المقبل. فالتركيز منصب في ما يبدو على الجغرافيا السياسية بشكل عام في الوقت الحالي، إلا أن هذه البلدان التي تعتمد على الغاز بكثافة تستهلك مستويات قياسية منه".

ارتفعت عقود الغاز الهولندية المستقبلية لأقرب شهر استحقاق (التي يُنظر لها كمعيار للسوق الأوروبية) بنسبة 2.3% إلى 41.39 يورو لكل ميغاواط في الساعة عند 11:30 صباحاً بتوقيت أمستردام. فيما بلغت عقود أسعار الكهرباء الألمانية للعام المقبل 100 يورو لكل ميغاواط في الساعة لأول مرة منذ الثالث من يونيو. كما ارتفع العقد المكافئ الفرنسي لها إلى أعلى مستوى خلال اليوم في شهرين.