انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا لثاني يوم على التوالي، وسط مؤشرات على استمرار التدفقات الروسية عبر أوكرانيا، ما أدى لتباطؤ الاندفاع نحو الرهانات على صعود السوق.
تراجعت العقود المستقبلية الرئيسية
بما يصل إلى 2.4% بوقت مبكر من اليوم، لتتداول حول 39 يورو للميغاواط/ساعة.
تسببت المخاطر الجيوسياسية - أولاً في
الشرق الأوسط ثم في أوروبا الشرقية- في اضطرابات بالسوق بوقت سابق من الشهر
الحالي، ما دفع المضاربين إلى عمليات شراء تحوطية للحماية من ارتفاع أسعار الغاز.
وبدأت بعض هذه المخاوف تتلاشى، مع استقرار الأسعار في أعقاب صعودها 9% منذ بداية
أغسطس الحالي.
أوضحت فلورانس شميت، الخبيرة
الاستراتيجية في مجال الطاقة الأوروبية في بنك "رابوبانك": "في
الوقت الحالي بعد إعلان روسيا وأوكرانيا رغبتهما في مواصلة تدفقات الغاز، فإن
قدراً من علاوة المخاطر بدأ يتراجع. لكن علاوة المخاطر من الشرق الأوسط ما تزال
أمراً واقعاً، وهذا هو السبب في أن الأسعار ستبقى على الأرجح حول 35 يورو في حال
عدم حدوث تصعيد أكبر".
تتجه أيضاً أوروبا إلى موسم التدفئة
ومعها مخزون كبير، وتستمر تدفقات الغاز من أكبر مورد وهو النرويج، قبل فترة صيانة
واسعة بوقت لاحق من الشهر الجاري. يبقى الطلب الصناعي على الوقود كذلك ضعيفاً.
تبرز مؤشرات على احتمال بلوغ رهانات
زيادة الأسعار أقصى مستوى بعد وصول المخاطر لذروتها.
استأنفت أسعار الغاز الطبيعي في
أوروبا ارتفاعها لتصل إلى أعلى مستوى لها هذا العام، حيث يراقب المشاركون في السوق
توترات مرور الوقود الروسي عبر أوكرانيا.
قال ديفيد أوكسلي، كبير خبراء اقتصاد
المناخ والسلع في شركة "كابيتال إيكونوميكس"
(Capital Economics) ومقرها في لندن،
في مذكرة بحثية أمس: "ربما يكون تراكم مراكز شرائية صافية كبيرة في أسواق
العقود المستقبلية سبباً محتملاً لانخفاضات كبيرة في الأسعار إذا تراجعت المخاوف
الجيوسياسية والحربية".
وتراجعت العقود الهولندية المستقبلية
للشهر التالي -التي يٌنظر لها كمعيار لسوق الغاز في أوروبا- 1.33% مسجلة 39.13
يورو للميغاواط في الساعة عند 10:28 صباحاً بتوقيت أمستردام.