الجمعة 22 نوفمبر

تعدين وطاقة

قيود التصدير تفشل في منع تدفق البترول الليبي للخارج


ميناء البريقة النفطي في ليبيا

لا تزال شحنات النفط تتدفق من ليبيا، رغم القيود المفروضة على التصدير وسط الأزمة السياسية القائمة التي تسببت في تراجع إنتاج البلاد.

تم تحميل ما لا يقل عن 11 ناقلة بعد 26 أغسطس الماضي، عندما تعهدت الحكومة في شرق البلاد بإيقاف الإنتاج والتصدير بشكل كامل، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي نشرتها "بلومبرج". وتوالت تصريحات المسؤولين التي تفيد بتوقف التحميل بالموانئ الشرقية في البريقة والسدرة والحريقة وراس لانوف والزويتينة.

يُفترض أن تصل حمولة هذه الناقلات إلى حوالي 7 ملايين برميل، في حال تطابقت حمولاتها مع برامج التحميل التي اطلعت عليها "بلومبرج"، رغم عدم وضوح  كميات الشحنات الكاملة عند تحميلها. ومع ذلك، تشير بيانات التتبع إلى تباطؤ كبير في الصادرات خلال الأيام الأخيرة.

أثار هذا الوضع حالة من الارتباك بين التجار، حيث تتنافس حكومتا ليبيا في شرق البلاد وغربها للسيطرة على البنك المركزي، الذي يتحكم في مليارات الدولارات من عائدات الطاقة. هذا الوضع هز سوق النفط أيضاً، حيث هبطت أسعار خام برنت بحوالي 5% يوم الثلاثاء، بعد أن قال محافظ البنك المركزي في ذروة الأزمة إن اتفاقاً وشيكاً لحل النزاع ربما يكون قيد الإعداد.

أعلنت شركة النفط الوطنية الليبية حالة القوة القاهرة في حقل "الفيل" الرئيسي وسط توسيع عملية توقف الإنتاج الناجم عن صراع على السلطة في الدولة العضو في "أوبك".

انخفض إنتاج ليبيا اليومي بأكثر من النصف الأسبوع الماضي إلى حوالي 450 ألف برميل، بعد إغلاق الحقول الواقعة في شرق البلاد، حيث توجد معظم منشآت النفط التابعة للدولة العضو في "أوبك". فبعد أمر الإيقاف، بدأت عدة حقول في خفض إنتاجها، في حين صدرت أوامر لحقول أخرى بزيادة الإنتاج لتغطية الاحتياجات المحلية للتكرير وتوليد الكهرباء، مما أدى إلى ظهور إشارات متضاربة.

وفي غياب إعلان القوة القاهرة من قبل مؤسسة النفط الوطنية التي تديرها الدولة، يظل الوضع غامضاً أيضاً في محطات التصدير. تواصل الرافعات خطط التحميل الخاصة بها، إذ لم تُخطر رسمياً بإلغاء شحناتها، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

قال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم كونهم غير مخول لهم بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن ما لا يقل عن 90 ألف برميل من الخام يومياً، انخفاضاً من 300 ألف برميل يومياً، لا تزال تتدفق إلى السدر، أكبر محطة تصدير في البلاد.

يُحاط حجم إنتاج ليبيا من النفط بحالة من عدم اليقين، حيث صدرت أوامر لثلاثة حقول باستئناف تدريجي لضخ النفط، فيما تراجع الإنتاج على نحو أكبر في موقع رئيسي

حتى الآن، لم تُمنع أي ناقلة من التحميل في ليبيا منذ الأمر الصادر في 26 أغسطس، فقد سُمح لها بالرسو لتحميل حمولاتها بشكل كامل في الموانئ الخمسة الشرقية. وفي بعض الحالات، استمرت عمليات التصدير بعد أوامر الإيقاف حيث كان تحميل الناقلات جارياً بالفعل.

تُظهر بيانات تتبع الناقلات أن ثلاث سفن على الأقل قامت بالتحميل في ميناء السدرة منذ ذلك التاريخ. وبشكل منفصل، قامت سفينتان بتحميل شحنات في مليتة والزويتينة. ورُصدت شحنة واحدة على الأقل في موانئ البريقة والبوري والحريقة وراس لانوف، وفقاً لبيانات التتبع.

بلغت صادرات ليبيا من النفط في الأشهر الستة الأولى من العام حوالي مليون برميل يومياً. ومعظم الناقلات التي تم تحميلها في الأيام الأخيرة هي من نوع "أفراماكس"، والبالغة حمولتها القصوى نحو 600 ألف برميل.

وبحسب أحد الأشخاص المطلعين على الأمر، فإن سفينة "أفراماكس باسيفيك بيرل" لا تزال راسية منذ أيام في ميناء السدر بسبب نقص إمدادات النفط، مشيراً إلى أنها لم تتلق تعليمات بالرسو، رغم ذلك فلديها تصريح بالتحميل.

شوهدت أيضاً سفينة أخرى، وهي "إنرجي تريومف"، تبحر خارج ميناء الحريقة، في انتظار السماح لها بتحميل مليون برميل من النفط الخام. فيما رُصدت سفينة "فرونت جاكوار" قبالة ميناء البريقة ويبدو أنها متجهة نحو الميناء.