بحث المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية مع هيرو مصطفى جارج سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية فى مصر سبل تعزيز التعاون بين الجانبين من خلال شركات البترول الأمريكية العاملة بمصر فى أنشطة البترول والغاز ومشروعات كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات.
وخلال اللقاء، أكد بدوى أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة علاقة وطيدة وتُعد شريكا استراتيجيا لمصر فى عدة مجالات، وخاصة فى مجال البترول والغاز، لافتاً إلى أن شركتى أباتشى وشيفرون الأمريكيتين لديهما محفظة أعمال مهمة فى مصر، ولهما دور فى المساهمة فى نتائج الأعمال التي حققتها الدولة فى مجال الطاقة، بالإضافة إلى التعاون المثمر فى تنفيذ خطط الوزارة للإسراع فى تكثيف عمليات البحث والاستكشاف وتنمية وإنتاج البترول والغاز، خاصة فى مناطق البحر المتوسط والبحر الأحمر.
وأشار الوزير إلى ضرورة العمل سوياً والاستفادة من الخبرات والتكنولوجيات الأمريكية فى مشروعات تحسين كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات لجعل القطاع أقل كثافة كربونية.
وأضاف أنه تم خلال اللقاء أيضاً استعراض الحوافز المقدمة من الوزارة لشركات البترول العالمية العاملة فى مصر لمواجهة التحديات والتشجيع على ضخ استثمارات جديدة للإسراع بعمليات التنمية وزيادة معدلات الإنتاج من البترول والغاز، ومن ثم تحقق مصالح كافة الأطراف.
ومن جانبها، أكدت السفيرة الأمريكية أن العلاقة بين مصر وأمريكا علاقة استراتيجية، وهناك العديد من الشركات الأمريكية تعمل فى مصر فى مختلف المجالات وتسعى دائما لزيادة استثماراتها، وأن قطاع الطاقة من القطاعات المهمة، وهناك شراكات ناجحة فى هذا القطاع، لافتة إلى أن بلادها تدعم مصر كمركز إقليمى هام للطاقة فى المنطقة، ولديها من البنية الأساسية والتسهيلات التى تؤهلها لذلك الدور.
وأشارت إلى أهمية التركيز على مشروعات الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية ووضع برنامج للوصول إلى صفر انبعاثات فى المشروعات .
من جانب آخر، التقى المهندس كريم بدوى مع مجموعة سفراء مصر الجدد بدول العالم، وذلك بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية، حيث أدار الوزير حواراً مفتوحاً مع السفراء لإطلاعهم على أوجه التعاون الممكنة وفرص الاستثمار فى قطاعات البترول والغاز والتعدين والهيدروجين الأخضر.
كما أشار الوزير إلى الإجراءات وحزمة الحوافز الجديدة التى أطلقتها الوزارة لتحفيز شركاء الاستثمار فى مجال الاستكشاف والإنتاج للبترول والغاز على ضخ المزيد من الاستثمارات اللازمة لزيادة الإنتاج والعمل على رفع ثقة المستثمرين والشركات العالمية العاملة فى مصر من شركاء قطاع البترول .
وأكد الوزير أن الحوافز الجديدة المرتبطة بتحقيق معدلات إنتاج أعلى من المعدلات الحالية تأتى فى إطار مجموعة من الإجراءات المتكاملة لمواجهة التحديات وتشجيع الاستثمار وزيادة الإنتاج البترولى وتشمل فى مقدمتها توفير الموارد للانتظام فى سداد المستحقات الشهرية للشركاء الأجانب، وطرح فرص استثمارية جديدة فى مجال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعى فى البحر المتوسط فى إطار مزايدة عالمية جديدة للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، والعمل على تعظيم الدور المصرى كمركز إقليمى لنقل وتداول الغاز فى شرق المتوسط من خلال التعاون مع الجانب القبرصى ومع الشركات العالمية العاملة فى البلدين لتطوير حقول الغاز القبرصية المكتشفة بالبحر المتوسط وربط البلدين بخطوط لنقل إنتاج الغاز القبرصى إلى مصر ليعاد تصديره عبرها إلى الأسواق العالمية بما يمثل قيمة مضافة لمصر وتحفيزاً للشركات العالمية التى تستثمر فى البلدين على دعم الأعمال والإنتاج .
وألقى الوزير الضوء على مميزات صناعة البترول والغاز فى مصر من قدرات هائلة وبنية تحتية برية وبحرية واسعة النطاق على مستوى عالمى تدار بتكنولوجيات حديثة، سواء فى الاستكشاف والإنتاج وتكرير البترول ومرافق استقبال ونقل وتخزين المنتجات البترولية وتوزيعها، وتوافر موارد من الزيت الخام والغاز الطبيعى ومناطق إنتاج متنوعة وتواجد مختلف الشركات العالمية كمستثمرين، علاوة على ما لمصر من خبرة طويلة وكفاءات بشرية متميزة تقوم عليها عمليات الصناعة وشركات وطنية لتنفيذ المشروعات .
كما ألقى الوزير الضوء على بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج EUG أول بوابة استثمارية رقمية تضم المعلومات والبيانات الرقمية عن فرص البحث والاستكشاف والإنتاج للبترول والغاز وتتيح لأى شركة عالمية أو مستثمر الاطلاع على هذه الفرص وتقييمها من موقعه من أى مكان فى العالم للتيسير على المستثمر وسرعة اتخاذ القرار الاستثمارى.
وأوضح الوزير جهود الدولة فى صناعة الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مشيراً إلى أهمية الخطوة التى اتخذتها الدولة لإقامة مجلس وطنى للهيدروجين الأخضر برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء كجهة موحدة فى هذا المجال مما يضمن التيسير والكفاءة والفاعلية فى جذب الاستثمارات والتعاون بين الوزارات المتعددة التى تشترك فى عضويته ومنها وزارة البترول والثروة المعدنية.
وأشار إلى أن مصر تتوفر بها مقومات إنتاج الطاقة المتجددة من الشمس والرياح كمصدر لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأراضى اللازمة لإقامة المشروعات، لافتاً إلى نموذج ناجح يقوم به قطاع البترول مع شركة سكاتك النرويجية الرائدة فى مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء الجار تنفيذه وتوقيع اتفاقيات شراء الإنتاج مع شركة عالمية بالفعل كعنصر أساسى لنجاح المشروع .
وتطرق الوزير إلى أن صناعة التعدين فى مصر تتمتع بمقومات متميزة، مؤكداً أن هناك خطوات جارية لتعديل عقود الاستغلال للذهب لتواكب الممارسات العالمية وبما يسمح بجذب شركات عالمية جديدة للاستثمار فى هذه الصناعة .
ودعا الوزير سفراء مصر إلى التواصل مع الشركات العالمية فى الدول التى يمثلون مصر فيها لإبراز الإمكانيات والفرص فى قطاع البترول والغاز وتشجيعهم على الاستثمار، كما دعاهم إلى إلقاء الضوء فى الخارج على إمكانيات الشركات المصرية المتميزة فى أعمال تنفيذ المشروعات وأغلبها لها خبرة وباع طويل فى العمل خارجياً، وفى مقدمتها شركة بتروجت للتنفيذ والإنشاءات وإنبى للأعمال الاستشارية والهندسية وشركات صان مصر وإيبروم وبترومنت وخدمات البترول البحرية وتنمية وشركات توصيل الغاز الطبيعى غاز مصر وتاون جاس ومودرن جاس.