الخميس 21 نوفمبر

تعدين وطاقة

تسارع معدلات بناء محطات توليد كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي في الولايات المتحدة


محطة لتوليد الطاقة

تخطط شركات الطاقة في الولايات المتحدة لبناء محطات توليد كهرباء مُدارة بالغاز الطبيعي بوتيرة هي الأسرع منذ سنوات، مما يعد واحداً من أكثر المؤشرات وضوحاً حتى الآن على أن الوقود الأحفوري قد يظل جزءاً من مزيج الطاقة لفترة أطول مما كان متوقعاً سابقاً.

من ولاية فلوريدا إلى أوريغون، تتسابق شركات المرافق لمواكبة الزيادة في الطلب من مراكز البيانات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والمصانع والسيارات الكهربائية التي تتطلب إمدادات هائلة من الكهرباء.

وشكّل استمرار تفوق الغاز على الفحم منذ 2016 بوصفه مصدراً رئيسياً للطاقة في الولايات المتحدة، مفاجأة لبعض الخبراء الذين توقعوا قبل فترة ليست بالبعيدة أن يولّي عصر النمو المتسارع للطلب المحلي على هذا الوقود قريباً.

قال جِد دورشيمر، رئيس قطاع الطاقة والاستدامة في بنك الاستثمار "ويليام بلير" (William Blair): "قبل بضع سنوات، ساد توقع بأن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ستلبيان احتياجاتنا الإضافية من توليد الكهرباء"، كما توقع بلوغ الغاز الطبيعي 60% من الطاقة المولدة الجديدة.

وأضاف: "توقعات بدء تراجع الاعتماد على استخدام النفط والغاز مع وصوله للذروة في النهاية ستكون صحيحة" لكن ذلك لن يحدث قريباً.

سيؤدي استمرار الاعتماد على الغاز الطبيعي لفترة طويلة إلى عواقب بيئية جسيمة، على الرغم من أن كلا الجانبين يختلف حول طبيعة هذه العواقب، وفي أي اتجاه تسير. فمن ناحية، ساهمت وفرة الغاز الأميركي الرخيص الناتج عن ثورة تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي بالإسراع في وتيرة انخفاض الاعتماد على الفحم، الذي يُعد من أكبر المساهمين في حدوث انبعاثات كربونية. روّج أيضاً مؤيدو الغاز الطبيعي له لفترة طويلة باعتباره "وقوداً انتقالياً"، أي وسيلة ذات انبعاثات كربونية أقل لتسهيل التخلي عن الوقود الأحفوري الأكثر تلويثاً للبيئة.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد محطات الغاز خياراً جذاباً لشبكات الكهرباء التي تسعى لدعم استقرار توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية المتقطعة التي يتم دمجها فيها. وذكر دان برويليت، رئيس معهد "إديسون إلكتريك إنستيتيوت" للكهرباء الذي يمثل شركات المرافق المملوكة للمستثمرين: "يشكل الغاز الطبيعي شريكاً أساسياً للحفاظ على استقرار شبكة الكهرباء العامة، واستخدام المزيد من الطاقة المتجددة".

إن استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات الأميركية وحده مهيأ لأن يرتفع ثلاثة أضعاف من مستوياته في 2022، ليصل إلى 390 تيراواط ساعة بحلول نهاية العقد الجاري.

لكن البنية التحتية للغاز عرضة أيضاً لتسريب غاز الميثان، الذي يؤثر على ظاهرة الاحتباس الحراري بدرجة أكبر 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون خلال أول 20 سنة من وصوله للغلاف الجوي. وبمجرد تشغيل محطات الغاز الجديدة، فمن المحتمل أن يصل عمرها التشغيلي إلى 40 سنة وأكثر. ويعني ذلك أن اعتماد منشآت جديدة اليوم تنذر بخطر استمرار انبعاثات ضارة تسهم في الاحتباس الحراري لعقود مقبلة تتجاوز الهدف الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن للوصول إلى قطاع كهرباء خال من الانبعاثات بحلول 2035.

قالت كيندل كوبيرفيغ، مديرة التوعية في منظمة "كلين فيرجينيا"، التي تنادي بالاعتماد على الطاقة النظيفة في الولاية: "أوشكنا على الابتعاد عن نظام الطاقة القديم القائم على بنية تحتية مكلفة وملوثة للبيئة مثل محطات الفحم والغاز. لكننا الآن نسير في الاتجاه المعاكس. وهو أمر صادم للكثير من الأشخاص"