الأربعاء 30 اكتوبر

تعدين وطاقة

أسعار النفط ترتفع وخام برنت يسجل 73 دولارا للبرميل مع تزايد المخاطر السياسية


منطقة بحر بوفورت الغنية بالنفط

ارتفعت أسعار النفط مع ترقب السوق لكيفية رد إيران على مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله على يد إسرائيل، كما يسعر المستثمرون خطوات الصين لدعم اقتصادها الذي يعد أكبر مستورد للنفط في العالم.

وتجاوز خام برنت تسليم شهر ديسمبر -العقد الأكثر نشاطاً- 73 دولاراً للبرميل، ويتداول غرب تكساس الوسيط فوق 69 دولاراً. قُتل نصر الله في غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، مما وجه ضربة كبيرة للجماعة وراعيتها طهران. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافًا في اليمن بعد الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على البلاد هذا الشهر.

يظل الخام منخفضًا هذا العام حيث لم ترتق التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط حتى الآن إلى مواجهة شاملة يمكن أن تهدد إمدادات النفط من المنطقة. في الوقت نفسه، يظل الإنتاج العالمي وفيرًا، حيث تخطط "أوبك+" لتخفيف قيود الإنتاج، كما أضر تباطؤ الصين بالطلب، على الرغم من أن الحوافز التي أقرتها بكين مؤخرًا.

"أصبحت سوق النفط خاملة بشكل متزايد تجاه التطورات في الشرق الأوسط"، كما قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في مجموعة "آي إن جي". وأضاف: "استمر الصراع لأكثر من عام دون أي تأثير على إنتاج النفط، في حين تواصل أوبك الجلوس على كمية كبيرة من الطاقة الاحتياطية. وبدلاً من ذلك، يبدو أن تدابير الدعم القادمة من الصين هي التي توفر الدعم".

يبدو أن إيران ليست في عجلة من أمرها لتصعيد الصراع مع إسرائيل، والذي اندلع على خلفية الحرب في غزة بين الدولة اليهودية وحماس، والتي ترعاها طهران أيضًا. توقف الرئيس مسعود بيزشكيان عن التعهد بهجوم مباشر على إسرائيل وكان حديثه مقيد نسبيًا في خطابه بالأمم المتحدة.

اتفقت الولايات المتحدة وكندا على بدء المفاوضات حول حقوق المطالبة بمنطقة في قاع بحر المحيط المتجمد الشمالي، يُحتمل أن تكون غنية بالنفط، وتتزايد أهميتها الاستراتيجية

منذ اندلاع الحرب في غزة قبل عام تقريبًا، كان تجار النفط في حالة تأهب للانقطاعات الفعلية للإمدادات، وخاصة في أوقات التوترات المتزايدة بين إسرائيل وإيران. وفي حين أجبرت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بعض الناقلات على الالتفاف حول جنوب أفريقيا - مما أدى إلى إطالة الرحلات - إلا أن إنتاج الخام من المنطقة لم يتضرر إلى حد كبير.

أدى التحول الأخير في مسار الصراع في الشرق الأوسط إلى تحفيز التداولات على نحو أكبر من المعتاد، إذ جرى تداول أكثر من 55000 عقد لخام برنت في الساعات الأربع الأولى من الجلسة.

وفي الوقت نفسه، تشير فروق الأسعار إلى أن نشاط السوق من حيث حجم السيولة والتداولات، تراجع، إذ بلغ الفارق الفوري لخام برنت - الفجوة بين أقرب عقدين -  44 سنتًا للبرميل، مقارنة بـ 69 سنتًا قبل أسبوع.

وقال محللون في "أر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets LLC)، ومنهم "هيلما كروفت" (Helima Croft)، في مذكرة: "بعض المشاركين في سوق النفط سيتجاهلون هذا التصعيد نظرًا لأنه لم يحدث حتى الآن انقطاع كبير في الإمدادات ولم تظهر إيران أي رغبة في الدخول في هذا الصراع المستمر منذ ما يقرب من عام. ومع ذلك، من الصعب للغاية معرفة إلى أين يتجه هذا الصراع الإقليمي، وما إذا كانت هذه بداية النهاية، أو نهاية البداية".