تضررت مصافي التكرير في آسيا، التي تعاني من تراجع الأرباح، من زيادة أسعار النفط السعودي مؤخراً، مشيرة إلى أن السعودية رفعت أسعار الخام بمعدل أكبر من المتوقع لتعكس المخاطر المتعلقة بالإمدادات الإيرانية.
زادت شركة "أرامكو" المملوكة للدولة سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا في نوفمبر بمقدار 90 سنتاً على أساس شهري، مقابل توقعات بزيادته 65 سنتاً وفق مسح أجرته "بلومبرغ". ولفتت المصافي إلى أن الزيادة رفعت تكلفة الخام مقارنة بالدرجات الحامضية الأخرى في الشرق الأوسط في السوق الفورية، ومع ذلك، فإن التهديدات الحديثة على صادرات إيران من النفط ستدفع الصين لمواصلة الاهتمام بشراء الخام السعودي.
رفعت السعودية علاوة أسعار مبيعاتها من النفط لسوقها الرئيسي في آسيا وسط تقلبات متزايدة بسوق الخام في ظل متابعة التجار تطورات الصراع في الشرق الأوسط.
تشعر مصافي التكرير في آسيا بقلق كبير منذ الأيام الماضية حيال تصاعد التوترات بين إسرائيل ووكلاء إيران، حيث تشتري أغلب صادرات النفط من الدولة المنتجة المطلة على الخليج العربي، وبلغ حجم هذه الصادرات 1.7 مليون برميل يومياً الشهر الماضي.
سيضر أي اضطراب في الإمدادات الإيرانية بمصافي التكرير الخاصة في الصين، التي يُطلق عليها اسم "أباريق الشاي"، والتي تمكنت من مواصلة التنافس مع المنافسين الإقليميين بفضل الواردات التي تُباع بتخفيض سعري كبير.
فضلاً عن زيادة سعر البيع الرسمي للخام السعودي، أشارت المصافي إلى أن زيادة أسعار استئجار السفن، والارتفاع العام في الأسعار المرجعية على مستوى العالم، كلها عوامل ترفع تكلفة مواد اللقيم، وتؤثر على الأرباح بشكل أكبر.
في سنغافورة، التي تُعد مركز تسعير النفط في آسيا، انخفض هامش ربح مصافي التكرير المعقدة إلى قرب نقطة التعادل خلال الأسبوع الماضي، فيما تحوم الأرباح عند مستوى أدنى من معدلاتها الموسمية منذ أسابيع.
ارتفعت المعدلات اليومية لاستئجار ناقلات النفط العملاقة أكثر من 30% الأسبوع الماضي، بسبب المخاوف من احتمال استهداف إسرائيل للسفن الإيرانية قبالة محطة التصدير الرئيسية في البلاد. على الصعيد العالمي، ارتفع سعر برنت بنحو 10% هذا الشهر، في ضوء تزايد المخاطر الجيوسياسية، وتمديد التجار مراكزهم الاستثمارية المرجحة لارتفاع أسعار الخام في الأسواق.