الجمعة 22 نوفمبر

تعدين وطاقة

أرامكو السعودية تؤكد فشل خطة العالم لتحوّل الطاقة


أمين الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين

دعا رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، إلى وضع خطة محدثة لتحوّل الطاقة تكون بمثابة إصدار جديد للخطة الحالية التي أثبتت عدم نجاحها، على أن تأخذ الخطة الجديدة في الاعتبار احتياجات جميع الدول، وخاصة الآسيوية والجنوب العالمي بصورة عامة.

وضمن جهودها لتعزيز مكانتها في مجال الطاقة المتجددة، شيدت السعودية مزرعة رياح “دومة الجندل”، التي تُعد الأكبر في الشرق الأوسط، فضلًا عن مشروع “الغاط” لطاقة الرياح، الذي حقق رقمًا قياسيًا في انخفاض تكلفة إنتاج الطاقة، إذ بلغت كلفة إنتاج 1 كيلوواط في الساعة 1.57 سنت.

وفيما يتعلق بتحدّي تكاليف تحوّل الطاقة، قال الناصر: “سيكون التحوّل مكلفًا للجميع، حيث تُقدر التكاليف المطلوبة عالميًا بما يتراوح بين 100 و200 تريليون دولار بحلول عام 2050، وبالنسبة للدول النامية، فقد يتطلب الأمر نحو 6 تريليونات دولار سنويًا. وإضافة إلى ذلك، في عملية تحوّل تتطلب مبالغ هائلة من الاستثمار الرأسمالي المبدئي، فإن تكلفة رأس المال أعلى من ضعفي هذه التكلفة في الدول النامية حيث الحاجة أكبر”.

وخلال السنوات الماضية، عملت دول الخليج بنشاط على زيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة، في إطار خطة التحول الاستراتيجي التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وبما يتماشى مع الجهود العالمية الرامية إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة للتصدي لتغير المناخ.

وقال الناصر في كلمته أمام ملتقى أسبوع الطاقة الدولي في سنغافورة، “لا بدّ من وضع خطة جديدة لتحوّل الطاقة تراعي الدور الحاسم الذي تلعبه القارة الآسيوية على الساحة العالمية، وطبيعة الموارد المتاحة لها، وآفاق نموها المستقبلي”.

وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، ترى أن دول الخليج تتمتع بوفرة في مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وقد استفادت من ذلك بوتيرة متباينة في إضافة مصادر الطاقة المتجددة إلى مزيج الطاقة لديها، فضلًا عن تحقيق أهدافها الطموحة، وفق وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني.

مثلت الطاقة الشمسية تكنولوجيا الطاقة المتجددة الأوسع استخدامًا والأقل تكلفة خلال العقد الماضي، إلا أن التركيز في المنطقة انصب على طاقة الرياح في الآونة الأخيرة.

يضيف رئيس أرامكو السعودية، “ربما يكون القرن الـ21 هو قرن قارة آسيا ولكن في ظل التخطيط الحالي للتحوّل الذي أثبت عدم كفاءته، نراه لا يراعي صوت آسيا وأولوياتها ولا أصوات وأولويات دول الجنوب العالمي، والعالم بأسره يشعر بالعواقب نتيجة لفشل التخطيط الحالي. فالتقدم في عملية التحوّل أبطأ، وأكثر تعقيدًا مما توقعه الكثيرون، لذلك ينبغي أن ينصبّ تركيزنا الرئيس على ما يمكن تطبيقه عمليًا وعدم الاكتفاء بالتنظير”.

من الضروري إعطاء الأولوية لخفض الانبعاثات بشكل منهجي، لتحقيق أقصى تأثير ممكن، وبتكلفة مقبولة، وفي إطار زمني معقول.

وأعرب الناصر عن تفاؤل “أرامكو السعودية” إلى حد ما بشأن الطلب على النفط في الصين، خاصة في ظل حزمة التحفيز الحكومية التي تهدف إلى تعزيز النمو، مشيرًا بحسب وكالة رويترز، إلى أن النمو في الطلب في الصين يأتي بشكل رئيسي بسبب النمو في الاحتياجات الكيماوية، خاصة المتعلقة بالتحول في الطاقة، كالسيارات الكهربائية، والألواح الشمسية، وغيرها.

 من جانب آخر، توقع الناصر أن يبلغ الطلب على النفط أكثر من 100 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، مرجحا أن تعرف الدول النامية نموا كبيرا في الطلب على النفط لفترة طويلة نتيجة نمو الاقتصادات وارتفاع مستويات المعيشة،  ليستقر بعدها وهذا على الرغم من التحول في مجال الطاقة.

وأضاف أن الدول لا بد أن تختار المزيج المناسب لها من الطاقة والذي يساعدها على تلبية طموحاتها المتعلقة بالمناخ بالسرعة والطريقة المناسبة لها، ولهذا لا بد من التركيز على الوسائل المتاحة الآن، مبينًا أن ذلك يشمل تشجيع الاستثمارات في قطاعات النفط والغاز التي تحتاجها الدول النامية ويمكنها تحملها، وإعطاء الأولوية للحد من انبعاثات الكربون المرتبطة بالمصادر التقليدية من خلال تحسين كفاءة الطاقة وتطوير احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.