الأربعاء 16 اكتوبر

تعدين وطاقة

وكالة الطاقة تؤكد استقرار إمدادات النفط بوفرة ما يعوض تأثير المخاطر الجيوسياسية


ناقلة نفط راسية في محطة نفط البصرة جنوب العراق

أكدت وكالة الطاقة الدولية أن المخاطر الجيوسياسية التي تهدد إنتاج النفط في الشرق الأوسط ومناطق أخرى يتم تعويضها بوفرة الإمدادات العالمية، مما يسهم في استقرار الأسعار.

بالرغم من أن التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران تشكل تهديداً للبنية التحتية للطاقة في المنطقة، إلا أن الإنتاج الأميركي المتزايد سيؤدي إلى فائض في النفط بحلول أوائل عام 2025، بجانب اقتراب فائض الإنتاج لدى تحالف "أوبك+" من مستويات قياسية، وفقاً للتقرير الشهري للوكالة.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها يوم الثلاثاء إن "المخاوف المتزايدة بشأن أمن إمدادات النفط تأتي في ظل سوق عالمية متخمة على ما يبدو بإمدادات كافية، كما أشرنا منذ فترة. في الوقت الحالي، يستمر تدفق الإمدادات، ومع غياب أي تعطيل كبير، يُتوقع أن تواجه السوق فائضاً كبيراً في العام المقبل".

انخفضت العقود المستقبلية لخام برنت 3.7% لتتداول تحت حاجز 75 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء، عقب تقرير يفيد بأن إسرائيل قد تستهدف المنشآت العسكرية في إيران بدلاً من المنشآت النفطية أو النووية. وبهذا تكون الأسعار قد تراجعت بنحو 15% منذ بداية يوليو.

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد لضرب منشآت عسكرية في إيران، بدلاً من المنشآت النفطية أو النووية.

أجرت الوكالة، التي تقدم استشارات لاقتصادات كبرى وتتخذ من باريس مقراً لها، تعديلات طفيفة على توقعاتها، حيث توقعت أن يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط إلى 860 ألف برميل يومياً هذا العام، ويرتفع إلى مليون برميل يومياً في عام 2025. وهذا يمثل حوالي نصف معدل النمو الذي شهدته السوق في عام 2023، حيث تلاشى انتعاش ما بعد جائحة كوفيد-19 وتباطأ النشاط الاقتصادي في الصين، مع تسارع التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري.

وأوضحت الوكالة أن "طلب الصين على النفط ضعيف بشكل خاص"، حيث تراجع الاستهلاك بمقدار 500 ألف برميل يومياً في أغسطس مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.

ورغم هذا التباطؤ في الطلب العالمي، فإن المعروض النفطي من خارج تحالف "أوبك+" من المتوقع أن يزداد بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً هذا العام والعام المقبل، بفضل نمو الإنتاج في الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا.

ونتيجة لذلك، ستشهد الأسواق العالمية فائضاً يزيد عن مليون برميل يومياً العام المقبل، مما سيسهم في تعزيز المخزونات من مستوياتها المنخفضة الحالية، حسبما جاء في التقرير. وسيكون الفائض أكبر بكثير إذا مضت منظمة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها في تنفيذ خططهم لاستعادة الإنتاج المتوقف في ديسمبر.

ومنذ أواخر عام 2022، قلص تحالف "أوبك+" الإنتاج بهدف دعم الأسعار، مما ترك بعض الدول الأعضاء بقدرة إنتاجية فائضة تزيد عن 5 ملايين برميل يومياً، بحسب وكالة الطاقة الدولية. وتُعد هذه المستويات قياسية باستثناء فترة الجائحة خلال 2020.