الأثنين 23 ديسمبر

تعدين وطاقة

تراجع مبيعات الفحم في الصين مع انخفاض الطلب في السوق


رافعة تفرغ شحنة من الفحم

بدأت شركات استيراد الفحم في الصين تقليص حجم شحناتها بعد تكبدها خسائر تجارية هذا العام حيث يتفاوض المشترون حالياً مع شركات التعدين في الخارج لتخفيض الشحنات المتفق عليها ضمن عقود طويلة الأجل ابتداءً من عام 2025، وفقاً لجمعية نقل وتوزيع الفحم الصينية. وجاء ذلك بعد أن تعرضت الشركات لخسائر من استيراد الفحم الحراري المستخدم في محطات توليد الكهرباء من أكبر الموردين في إندونيسيا وروسيا وأستراليا، وحتى من دول بعيدة مثل كولومبيا، بحسب ما صرحت به أكبر هيئة تجارية صينية في إفادة صحفية.

ساهم الإنتاج المحلي القياسي إلى جانب الواردات في إحداث فائض في مخزون الفحم في الصين، لتتضح صعوبة التخلص منه بسبب التباطؤ الاقتصادي. وعلى الرغم من زيادة الطلب على مكيفات الهواء في الصيف وضرورة تخزين الوقود اللازم للتدفئة خلال الشتاء، إلا أن الأسعار ظلت مستقرة دون تغيير يذكر. كما أن انعدام اليقين الاقتصادي المتعلق بالانتخابات الأميركية المحتدمة، بما في ذلك التهديد بحدوث نزاعات تجارية مع إدارة دونالد ترمب حال فوزه، زاد من مستوى القلق بين المستوردين.

أوقفت الصين مشروعات محطات الكهرباء الجديدة التي تعمل بالفحم، حيث أثبت الإقبال السريع على الطاقة النظيفة أنه كاف لتلبية نمو استهلاك الكهرباء.

يقول لي شيويغانغ، المحلل لدى جمعية نقل وتوزيع الفحم الصينية: "لا نتوقع أي تحسن جوهري يدعم ارتفاع الأسعار في العام المقبل". ومع ذلك، أقرت الجمعية بأن هناك مخاطر تصاعدية قد تترتب على رؤيتها المتشائمة، مثل تأثير الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها بكين لتحفيز الاقتصاد.

يعد الطقس عاملاً حاسماً أيضاً، حيث قد تؤدي الموجات الباردة الناتجة عن ظاهرة "إل نينيو" إلى رفع أسعار الفحم في الأمد القريب إلى 900 يوان (126 دولاراً) للطن، من قيمتها الحالية البالغة حوالي 850 يوان. ويبقى استمرار هذه الأسعار عند هذا المستوى مرهوناً بمدة استمرار موجة البرد، بحسب ما قاله لي.

كما أنه ينبغي أيضاً مراقبة الطاقة الكهرومائية مع تزايد تقلبات المناخ. وشهد شهر سبتمبر انخفاضاً في إنتاج هذا البديل الرئيسي للفحم، بعدما ساعدت الأمطار الغزيرة خلال الصيف مولدات الكهرباء على تمديد نمو الإنتاج لمدة 11 شهراً متتالياً.

على الرغم من وفرة مخزونات الفحم في الصين، إلا أن المخزون المحتفظ به في محطات توليد الكهرباء الساحلية لا يزال أقل من مستوياته القياسية المسجلة في نوفمبر الماضي، وفقاً لبيانات جمعية نقل وتوزيع الفحم الصينية. وهذا يعني أن المرافق قد تسعى إلى زيادة مخزوناتها، رغم أن الظروف الجوية السيئة قد تعرقل هذه الجهود.

استحوذت الصين على 96% من منشآت الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم و68% من المولدات التي دخلت الخدمة حديثاً وفقاً لـGlobal Energy Monitor

وأضاف لي أن "مقاطعات التعدين غير الساحلية قد تبطئ عملية إرسال الفحم إلى مناطق أخرى لإعطاء الأولوية لتلبية الاحتياجات المحلية".

وتتوقع جهات أخرى أيضاً أن تتراجع واردات الفحم في الصين خلال عام 2025. فقد تنبأت شركة الاستشارات الصينية "فينوي إنرجي إنفورميشن سيرفيس" (Fenwei Energy Information Service) بانخفاض قدره 4% على أساس سنوي لتصل الواردات إلى 490 مليون طن، وفقاً للمحللة آمي شو.