الأثنين 23 ديسمبر

تعدين وطاقة

توقعات بارتفاع استهلاك الطاقة في الصين خلال العام المقبل


مضخة نفط في أحد الحقول

تتصدر الصين حلبة سباق التحول إلى الطاقة النظيفة في الوقت الذي تسعي فيه "أرامكو السعودية" إلى تعزيز استثماراتها هناك، خاصة مع تصريحات إيجابية لرئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر بشأن استهلاك النفط في البلاد بعد اتخاذ الحكومة إجراءات تحفيزية لإنعاش الاقتصاد.

وتوقع روري غرين، كبير خبراء الاقتصاد ورئيس قسم أبحاث آسيا في "تي إس لومبارد" (TS Lombard) أن ينمو استهلاك الصين من الطاقة على الأرجح في 2025 مقارنة مع استهلاكها العام الجاري، وذلك بفضل التحفيزات الحكومية، على الرغم من تأثر القطاع بضعف نمو الاقتصاد بوجه عام.

وألغت أرامكو السعودية خططاً لبناء مشروع للتكرير والكيميائيات في المملكة، كما تُراجع ثلاثة مشاريع أخرى في وقت تقوم بتقييم خطط الإنفاق مع التركيز على التوسع في آسيا

كما يتوقع غرين الآن تعافي قطاع المواصلات الصيني والطلب على الوقود، فيما يقل عنه طلب قطاع التصنيع وكذلك تتسم الاستثمارات في هذا الاتجاه بالضعف.

يؤكد غرين أن آسيا تشكل سوق النمو لالأهم لقطاع الطاقة عالمياً، لأنها تضم أكبر عدد من السكان في العالم وهذا ما يقود النمو.  وعلى الرغم من أن آسيا تسعى للتحول إلى الطاقة النظيفة والخضراء في المستقبل، إلا أن البتروكيماويات والوقود التقليدي سيظلان يتسمان بالأهمية الكبيرة بالنسبة للقارة بحسب غرين.

توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجه العالم نحو عصر من أسعار الطاقة الأرخص مع التحول إلى استخدام الكهرباء، مخلفاً وراءه فوائض كبيرة من النفط والغاز.

وتهتم معظم منطقة آسيا بالطاقات المتجددة لكنها تظل بحاجة للمزيد من الوقود الأحفوري الذي يمثل محفزاً للنمو في المنطقة ولمصدري النفط كذلك.

عزم "أرامكو السعودية" لضخ المزيد من الاستثمارات الجديدة في آسيا وبالتحديد في الصين يندرج في سياق تأكيدات عملاق الطاقة السعودي الأخيرة عزمها توسيع الاستثمار في قطاع الكيماويات في الصين خلال العامين المقبلين، بهدف تعزيز طاقتها من تحويل السوائل إلى مواد كيماوية لتبلغ 4 ملايين برميل يومياً مقارنة بمليوني برميل حالياً.

مع وصول الاستهلاك الصيني للجازولين والديزل إلى أعلى مستوى، ومع توقعات تشير بأن الطلب على الوقود الاحفوري سيتوقف عن النمو خلال هذا العقد، أصبحت فرص النمو تكمن في قطاعات أخرى للطاقة. على سبيل المثال في إنتاج وقود الطيران والغاز المسال وإنتاج البلاستيك، ومن هنا تأتي أهمية سعي الشركات للدخول إلى مجالات أخرى للطاقة في الصين بديلة للوقود الأحفوري من جهة، ومن جهة أخرى تمثل فرصة حقيقة لخفض تكاليف الانشاء والعمالة والشحن ومخاطر الشحن التي تأتي من الصراعات في الشرق الأوسط، والتي منها مخاطر الشحن عبر البحر الأحمر و مضيق هرمز.

تتطلع "أرامكو السعودية" إلى ضخ استثمارات جديدة بمصانع الكيماويات في الصين خلال العامين الحالي والمقبل لتحويل مزيد من النفط إلى كيماويات

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الصين أكبر مساهم في العالم للتحول في مجال الطاقة، حيث تمثل حالياً 38% من الاستثمارات العالمية بقيمة 676 مليار دولار.

لذلك تمثل الصين أكبر سوق استهلاكي للطاقة على المستوى العالمي، وإمكانيات هائلة لتوفير التمويلات اللازمة للمشاريع، ومناطق لوجيستية كاملة ومتقدمة تساهم بتقليل خطر اضطرابات سلاسل التوريد والإمداد. يضاف إلى ذلك إنفاق الصين 20 مليار دولار على الأبحاث والتطوير فقط في مجال صناعة الكيماويات.

من هنا تكمن أهمية التواجد في الأسواق الصينية بالنسبة للشركات، وخاصة لـ"أرامكو السعودية"، للإنتاج في أكبر سوق للبتروكيماويات في العالم.