الأربعاء 18 ديسمبر

تعدين وطاقة

روسيا تقرر قطع إمدادات الغاز إلى النمسا


شعار شركة "غازبروم" الروسية

قفزت أسعار الغاز في أوروبا بعد أن قالت شركة "أو إم في" (OMV) النمساوية إن روسيا ستخفض عمليات التسليم بدءاً من يوم السبت.

وقالت "أو إم في" في بيان لها إن "غازبروم" أخطرت الشركة بأنها ستخفض الإمدادات إلى النمسا إلى الصفر. ويأتي هذا القطع بعد أن قالت شركة الطاقة النمساوية إنها ستوقف المدفوعات لاسترداد تعويضات تحكيم بقيمة 230 مليون يورو (242 مليون دولار) ضد الشركة الروسية.

ارتفع سعر العقد المرجعي في المنطقة بما يصل إلى 2.7%، معوضاً خسائره السابقة. تجدر الإشارة إلى أن الأسعار تُتداول عند أعلى مستوياتها في عام.

حذرت شركة "أو إم في" من احتمال تعطيل إمدادات الغاز الروسي، إذ تعتزم وقف دفع ثمن الواردات من "غازبروم" مقابل تعويضات بموجب تحكيم دولي نتيجة أضرار لحقت بها.

ويأتي التوقف في 16 نوفمبر مع انخفاض درجات الحرارة وبدء موسم التدفئة. ويشكل هذا الخفض حدثاً مهماً حتى مع الجهود التي تبذلها أوروبا للابتعاد عن الغاز الروسي.

قالت فلورنس شميت، خبيرة استراتيجية الطاقة الأوروبية في "رابوبنك": "الأسعار ترتفع لأن وقف التسليمات إلى النمسا يأتي قبل أيام قليلة من الموعد المتوقع، وهو ما يزيد الوضع سوءاً. وفي حين أن السوق لديها حالياً إمدادات جيدة، فإن هذا التوقف يعني أنه سيكون من الضروري إجراء عمليات سحب أقوى للتخزين خلال فصل الشتاء بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي المسال".

في الوقت الحالي، تظهر الترشيحات لمنطقة "سودجا"، وهي نقطة حدودية على الحدود الروسية الأوكرانية، المستوى المعتاد للتدفقات ليوم السبت، بحسب بيانات مشغلة الشبكة في أوكرانيا. تجدر الإشارة إلى أن الغاز الروسي يتدفق إلى النمسا عبر أوكرانيا وسلوفاكيا.

ويُعد هذا الإعلان نقطة تحول بالنسبة للنمسا، التي حافظت على واحدة من أقدم وأعمق العلاقات في أوروبا مع الطاقة الروسية، وفي 2018 مددت عقد غاز طويل الأجل حتى 2040. ابتعد جزء كبير من المنطقة عن غاز موسكو في السنوات الأخيرة، وتعد النمسا –السوق المحلية لشركة "أو إم في"– والمجر وسلوفاكيا أكبر مستوردي الوقود المتبقين.

"أو إم في" قالت يوم الخميس الماضي إنها تستطيع الوفاء بالتزامات التوريد عبر مصادر بديلة حتى لو تعطل عقدها طويل الأجل (مع غازبروم).

ويأتي قطع الإمدادات أيضاً بعد أن أدى انخفاض درجات الحرارة، وتراجع الرياح إلى تسريع عمليات سحب الغاز من مواقع التخزين. وقد يؤدي ذلك إلى ترك كمية أقل من الغاز متاحة في وقت لاحق من الشتاء عندما ترتفع احتياجات التدفئة بشكل أكبر.

ومن شأن عمليات السحب القوية أن تزيد من صعوبة تجديد المخزونات في الصيف المقبل. وقد أدى ذلك إلى إبقاء أسعار الصيف للعام المقبل مرتفعة مقارنة بأسعار الشتاء المقبل.

كما ارتفعت تكلفة التحوط ضد ارتفاع الأسعار خلال موسم التخزين في العام المقبل. لتصبح فجوة التقلب الضمنية بين الخيارات الهولندية لشهر أبريل، عندما يبدأ المتداولون في بناء المخزونات، وتلك الخاصة بشتاء 2025، الآن عند أعلى مستوياتها هذا العام.

ارتفعت العقود الآجلة الهولندية لأقرب شهر استحقاق، وهو مؤشر الغاز الأوروبي، بنسبة 1% إلى 45.59 يورو لكل ميغاواط في الساعة في الساعة 4:10 مساءً في أمستردام.