انخفضت أسعار الشحن الفوري للنفط الخام على أكبر السفن للمسار من الشرق الأوسط إلى الصين، وهو المسار القياسي، بمقدار الثلث هذا العام، مع تباطؤ الطلب في أكبر مستورد وتأجيل تحالف "أوبك+" لإعادة ضخ الإمدادات المتوقفة.
من المعتاد ارتفاع أسعار النفط في الربع الأخير من السنة بسبب العوامل الموسمية مقارنةً بالأشهر الثلاثة السابقة، لكن هذا العام خالف الاتجاه المعتاد.
يُركز تجار النفط على الطلب الضعيف في الصين، إذ استمر استيراد النفط
حتى الآن في عام 2024 أقل بنسبة تقارب 2% مقارنةً بمعدل العام الماضي، بوقت يواجه
فيه صناع السياسات تباطؤاً يؤثر على الطلب على المواد الخام. في الوقت نفسه، أدى
التحول نحو السيارات الكهربائية وتلك التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال إلى تقليص
استخدام النفط الخام. هذا ما ساعد في جعل أسعار النفط تتجه نحو انخفاض للسنة
الثانية على التوالي.
أجل "أوبك+"، -التحالف الذي يضم منتجي النفط بقيادة المملكة
العربية السعودية وروسيا- إعادة ضخ إنتاج الخام المتوقف تدريجياً ثلاث مرات
متتالية، ما يعكس أفاق الطلب الصعبة، بالإضافة إلى الزيادة في الإمدادات من
منافسيها. أسفر ذلك بصورة فعالة عن تقليص حجم الشحنات المحتملة المعروضة.
انخفضت أسعار النفط بعد تسجيلها مكاسب أسبوعية، حيث خيمت المخاوف
المستمرة بشأن طلب الصين على الدفعة التي تلقاها الخام بعد تهديد فرض عقوبات
أميركية على النفط الروسي
أوضح هنري كورا، رئيس قسم البحوث في شركة "بريمر" (Braemar) للوساطة: "كانت ناقلات النفط الضخمة هي
الأكثر تأثراً بتباطؤ واردات النفط الخام الصينية المفاجئ العام الحالي"،
مشيراً إلى ناقلات النفط الخام العملاقة جداً
(VLCCs) التي عادة ما تنقل نحو مليوني برميل.
انخفض مؤشر "تي دي 3 سي" أو
(TD3C) في بورصة البلطيق، الذي يعكس أسعار ناقلات النفط العملاقة جداً على
المسار من الشرق الأوسط إلى آسيا، إلى ما يُسمى بـ"وورلد سكيل 39.05" أو (Worldscale 39.05) الجمعة الماضية، حسبما ذكرت شركات
وساطة الشحن. يمثل هذا انخفاضاً بنحو 33% بالمقارنة مع العام الحالي، أي ما يعادل
أقل من 8.50 دولار للطن.
اضطرت أيضاً ناقلات النفط العملاقة جداً على المسار من الشرق الأوسط
إلى الصين لمواجهة منافسة من زيادة حصة ما يُسمى بناقلات أسطول الظل التابعة
بإيران، بالإضافة إلى تدفقات النفط من أقصى شرق روسيا، وفق شركة "كورا" (Curra).
تتسبب الرسوم المنخفضة في المزيد من المتاعب لشركات تشغيل الناقلات،
التي عانت أيضاً من تعطل الشحنات التي عادة ما تمر عبر البحر الأحمر بسبب الهجمات
على السفن من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
نظراً لضعف الطلب الصيني، هبط عدد السفن العملاقة المتجهة إلى البلاد
إلى أدنى مستوى له في شهر، بينما بدأ المستأجرون في تقديم عروض منخفضة للاستفادة
من ضعف الثقة في السوق، حسبما أفادت شركات وساطة على دراية بالسوق.