تراجعت صادرات النفط الخام الأميركي إلى الصين بنسبة تقارب النصف هذا العام، حيث أثرت التحولات في الاقتصاد الصيني على الطلب، وزادت الصين من وارداتها من دول أخرى مثل روسيا وإيران.
بلغت صادرات النفط الأميركي إلى الصين
81.9 مليون برميل خلال العام، بانخفاض بنسبة 46% مقارنة بـ150.6 مليون برميل في
العام الماضي، وفقاً لبيانات شركة "كيبلر". أدى هذا الانخفاض إلى تراجع
الصين إلى المرتبة السادسة بين أكبر مستوردي النفط الأميركي، بعد أن كانت في
المرتبة الثانية العام الماضي.
يرجع هذا التراجع إلى تباطؤ النمو
الاقتصادي في الصين، وزيادة استخدامها للمركبات الكهربائية، وتعزيز مصادر الطاقة
الأخرى مثل الغاز الطبيعي المسال، مما قلل من شهيتها للنفط الخام. تراجعت واردات
بكين من النفط من جميع الدول بنسبة 7.2% مقارنة بالعام السابق. وساهم هذا التراجع
في خفض أسعار النفط العالمية هذا العام، حيث أصبحت التوقعات لعام 2025 محور اهتمام
السوق.
أظهر استطلاع خاص أن نشاط قطاع
الخدمات في الصين توسع بوتيرة أبطأ في نوفمبر مقارنة بالشهر السابق، مما يشير إلى
أن الطلب الاستهلاكي ما زال ضعيفاً
كما تعمل الصين على تنويع مصادر
النفط، حيث استوردت حوالي 26% من نفطها المنقول بحراً عبر روسيا وإيران وفنزويلا
هذا العام، مقارنة بـ24% العام الماضي، وفقاً لبيانات "كيبلر". ومع ذلك،
لا تزال الصين تعتمد بشكل أساسي على الشرق الأوسط، الذي يشكل حوالي 60% من
وارداتها من النفط البحري.
أصبحت أوروبا وجهة أكثر أهمية للنفط
الخام الأميركي، ويرجع ذلك جزئياً إلى إدراج خام غرب تكساس الوسيط ضمن مؤشر خام
برنت المؤرخ، وهو معيار أوروبي. وكانت القارة الأوروبية الوجهة الأولى للنفط
الأميركي على مدار ثلاث سنوات، منذ أن تفوقت على آسيا كأكبر مشترٍ بعد اندلاع
الحرب الروسية في أوكرانيا.
تواصل هولندا استيراد أكبر كمية من
النفط الخام الأميركي، حيث استوردت 194 مليون برميل في عام 2024، بزيادة قدرها 12%
مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للبيانات. وكانت كوريا الجنوبية ثاني أكبر مستورد
للنفط الأميركي في عام 2024، حيث اشترت حوالي 166 مليون برميل. تعمل كوريا
الجنوبية على تعويض النقص في بعض إمدادات النفط من كازاخستان، بعد أن بدأت الأخيرة
في شحن المزيد من النفط إلى إيطاليا.