في يوم 9 مارس الماضي، استخدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، لأول مرة مصطلح الجمهورية الجديدة، ومن وقتها بدأ الحديث عن ملامح هذه الجمهورية، وأبرز ما توفره الدولة الجديدة من خدمات توفر الراحة والرفاهية للمواطنين، وتعتمد الحكومة على دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل كبير لتحقيق هذا الهدف من خلال مشروعات عدة نسرد أبرزها في التقرير التالي.
المدن الذكية
تنفذ الحكومة 15 مدينة ذكية ضمن خطة طموحة لبناء 30 مدينة جديدة والتي من المتوقع أن تستوعب أكثر من 14 مليون شخص كما ستوفر أكثر من 6 ملايين فرصة عمل جديدة، وتدار تلك المدن بالتكنولوجيات الذكية الرقمية لتقديم الخدمات وإدارة المرافق ومنها العاصمة الادارية الجديدة التي تم اختيارها لتكون العاصمة العربية الرقمية في 2021 لبنيتها التحتية الرقمية والتكنولوجية فائقة التقدم.
وتخطط الحكومة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية، لمناقشة كيفية الاستفادة المثلى من تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل إدارة البنية التحتية، معالجة المخلفات، المواصلات الذكية، الصيانة الاستباقية، المباني الذكية وإدارة الأزمات، وتحويل المجتمع المصري إلى مجتمع رقمي من خلال رقمنة نظم العمل بالمؤسسات بما يسهم في تحسين كفاءة الخدمات وتقديمها بصورة أكثر شفافية مع تمكين أفراد المجتمع من التعامل بكفاءة مع التكنولوجيا؛ وذلك إلى جانب السعي نحو جعل مصر دولة منتجة ومصدرة للتكنولوجيا وهو الأمر الذى سيسهم في تحقيق النمو الاقتصادي من خلال الابتكار والتقدم التكنولوجي.
ومن المتوقع أن تشهد السنوات الثلاث القادمة زيادة الاعتماد على تطبيقات
وحلول الذكاء الاصطناعي في قطاعات الحكومة في ظل ما يتم تنفيذه من مشروعات لتحقيق
التحول الرقمي ولتنفيذ خطة انتقال الحكومة إلى العاصمة الادارية الجديدة كحكومة
رقمية وتشاركية لا ورقية.
الإنترنت
لسنوات ظلت أزمة الإنترنت، مأزق أمام المستخدمين بسبب تدني مستوى السرعة أو عدم القدرة على توصيل الخدمة، وضخت الدولة 60 مليار جنيه استثمارات لرفع كفاءة شبكة الإنترنت لتضاعف سرعة الإنترنت 7 مرات من 6.5 ميجابت/ث في يناير 2019 إلى 44.1 ميجابت/ث في أغسطس 2021، لتصبح مصر في المركز الرابع على مستوى أفريقيا مقارنة بالمركز الـ40 في يناير 2019.
ونفذت الدولة خطة عمل متكاملة لتطوير الإنترنت بداية من تطوير وتوسيع كل من
الشبكة الدولية والشبكة الرئيسية وشبكات التراسل وكذلك الشبكة الفقرية، والتوسع
بقوة في نشر وحدات التجميع الذكية MSAN اعتمادًا على
كابلات الألياف الضوئية وذلك بالتوازي مع رفع كفاءة الشبكة الأرضية لجميع
المستخدمين.
السيستم واقع
مع كل محاولة ميكنة للخدمات الحكومية، يصدم المواطنين بمقولة "السيستم
واقع" بسبب ضعف الربط بين الجهات الحكومية، ولذا اتجهت الحكومة إلى توصيل
الشبكة الحكومية، وانتهت من 14 ألف مبنى من إجمالي 31 ألف مبنى على أن يتم
الانتهاء من توصيل الشبكات لجميع المباني الحكومية بنهاية 2023، بهدف التنسيق بين
الجهات الحكومية، ليذهب المواطن لجهة واحدة للحصول على الخدمة، كما أنه يجعلها
حكومة لا ورقية تتعامل عبر منظومة رقمية بجانب حوكمة الأداء وتسجيل كل مجريات
العمل وتطوير الإجراءات.
مصر الرقمية
ولسهولة أداء الخدمات الحكومية من المنزل، أطلقت الحكومة منصة مصر الرقمية،
حيث تعمل المنصة على تحويل الخدمات الحكومية إلى خدمات رقمية سريعة التعامل وذات
كفاءة عالية لتسهيل الحصول عليها بمختلف أنواعها.
وقد جرى إطلاق المنصة فى عام 2020، بعد سنوات من الإعداد الصارم والدقيق للبنية المعلوماتية والعمل المستمر على اتباع المستوى الدولى للخدمات إلكترونيا، عن طريق التحول الرقمي.
وتضم المنصة 90 خدمة حكومية تتم إتاحتها من خلال منافذ متعددة تلائم كافة
أفراد المجتمع وهى منصة مصر الرقمية، ومكاتب البريد، ومراكز الخدمات الحكومية؛
ومركز الاتصال (15999)، وتستهدف الحكومة إطلاق 100 خدمة بنهاية هذا العام.
جامعة مصر المعلوماتية
ولاكتمال عناصر التكنولوجيا بالجمهورية الجديدة، بدأ الدراسة بجامعة مصر
المعلوماتية»، وهى أول جامعة معلوماتية متخصصة فى أفريقيا والشرق الأوسط
باستثمارات 8 مليارات جنيه بطاقة استيعابية 10 آلاف طالب، وتهدف الجامعة إلى تقديم
خدمات تعليمية متميزة بالشراكة مع كبرى الجامعات الدولية المرموقة فى مجال
الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تم توقيع اتفاقية مع جامعة «بيردو - ويست
لافييت» وهى واحدة من أفضل 10 جامعات فى تخصص هندسة الحاسبات فى الولايات المتحدة
الأمريكية.