الثلاثاء 05 نوفمبر

سياحة وطيران

دراسة علمية تكشف لأول مرة أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول


مومياء الملك أمنحتب الأول

نشرت مجلة فرونتيرز المتخصصة في الطب مؤخرًا دراسة علمية أجراها الدكتور "زاهي حواس" عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق والدكتورة "سحر سليم" أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، كشفت أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول التي ظلت مخبأة تحت اللفائف وقناع الوجه الجنائزي

واستخدمت الدكتورة " سحر سليم" والدكتور "زاهي حواس" تقنية أشعة متطورة من التصوير المقطعي المحوسب وبرامج الكمبيوتر المتقدمة لفك اللفائف من على مومياء أمنحتب الأول بشكل رقمي آمن ودون الحاجة إلى لمس المومياء، فكشفت الدراسة المصرية لأول مرة عن وجه الفرعون وعمره وحالته الصحية، إضافةً إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء وإعادة دفنها.

وأوضح  "حواس" أن الدراسة نجحت ولأول مرة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة عن إزاحة اللفائف بواسطة الكمبيوتر عن وجه الملك أمنحتب الأول والذي اتضح أنه يشبه والده الملك أحمس الأول والمحفوظة في متحف الآقصر.

وحددت الدراسة بشكل دقيق عمر الملك أمنحتب الأول وقت الوفاة وقدرته بـ 35 عامًا ، كما كشفت الدراسة حالته الصحية كانت جيدة ولم تظهر أي أمراض أو إصابات بالمومياء توضح سبب الوفاة.

وقالت الدكتورة "سحر سليم" أن الدراسة أثبتت أن المخ لا يزال موجودًا في جمجمة الملك أمنحتب الأول، ولم تتم إزالته في عملية التحنيط، عكس معظم ملوك المملكة الحديثة مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني وغيرهما، حيث تمت إزالة المخ ووضع مواد تحنيط وراتنجات بداخل الجمجمة.

وفحص العالمان المصريان مومياء الملك أمنحتب الأول باستخدام جهاز التصوير المقطعي المحوسب والموجود في حديقة المتحف المصري بالقاهرة، حيث استخدما التقنيات الحديثة للأشعة المقطعية في إزاله اللفائف عن مومياء الملك أمنحتب الأول بشكل افتراضي آمن بواسطة برامج الحاسب الآلي وبدون المساس بالمومياء، حيث تحفظ هذه التقنية المومياء سليمة بدون لمس عكس الطريقة القديمة في فك اللفائف بشكل فعلي والذي كان يعرضها للتلف.

وأوضحت الدراسة معلومات مثيرة عن طريقة تحنيط الملك أمنحتب الأول المميزة، حيث أظهرت أن وضعية تقاطع الساعدان على جسد مومياء الملوك (التي تسمى الوضعية الآوزيرية) بدأت بمومياء الملك أمنحتب الأول، وأن  الوضعية الآوزيرية لم تر في من سبق الملك امنحتب الأول، واستمرت بعده في ملوك المملكة الحديثة.

كما كشفت صور الأشعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة في الدراسة عن وجود 30 تميمة في داخل المومياء وبين لفائفها، ووجود حزام أسفل ظهر مومياء الملك مكون من 34 خرزة من الذهب.

وأوضحت الدراسة التي قام بها الفريق المصري الخالص عن التقنية الدقيقة للمصريين القدماء في صناعة القناع الجنائزي للمومياء ووضع الأحجار الثمينة عليه، وكشفت  عن أسرار معالجة كهنة الأسرة 21 للمومياوات الملكية لإعادة دفنهم في الخبيئتين الملكيتين في وادي الملوك والدير البحري.

وأثبتت الدراسة العناية الفائقة التي أولاها كهنة الأسرة 21 في إعادة دفن مومياء الملك أمنحتب الأول والحفاظ على الحلي الذهبية ووضع العديد من التمائم بداخل المومياء مما يعيد الثقة في حسن النوايا في مشروع إعادة دفن المومياوات الملكية للحفاظ عليها عكس المزاعم التي أثيرت عن أن الهدف كان لسرقة الحلي والنفائس من مومياوات الملوك القدامى لإعادة استخدامها لملوك الأسرة الـ 21.


يذكر أن مومياء الملك أمنحتب الأول القناع الجنائزي هي إيقونة حفل موكب المومياوات الملكية المهيب لنقلها من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط في أوائل أبريل من العام الجاري.

والملك أمنحتب الأول هو ابن الملك أحمس قاهر الهكسوس والذي تولي عرش مصر بعد والده وحكم البلاد لمدة واحد وعشرين عاما .

وتم العثور على مومياء الملك أمنحتب الأول عام 1881 في مخبأ الدير البحري الملكي في الأقصر، حيث قام كهنة الأسرة الحادية والعشرين بإعادة دفن وإخفاء مومياوات العديد من الملوك والأمراء لحمايتهم من لصوص المقابر.

وبعد نقلهم إلى القاهرة، تم فك اللفائف عن كل المومياوات الملكية، وذلك في الفترة ما بين 1881 1896 عدا مومياء الملك أمنحتب الأول، فهي المومياء الملكية الوحيدة التي لم يتم فك اللفائف عنها في العصر الحديث، وذلك حفاظا على جمال المومياء المغطاة بالقناع الجنائزي وبأكاليل الزهور الملونة.

وظل وجه صاحب هذه المومياء والمعلومات عنه حبيسة اللفائف وخلف القناع الملكي حتى كشفت عنها الدراسة العلمية التي نشرت مؤخرا في المجلة العلمية Frontiers in Medicine المرموقة عالميا بواسطة الدكتور زاهي حواس عالم الاثار الشهير مع الدكتورة سحر سليم أستاذ الأشعة بكلية الطب بجامعة القاهرة.

جدير بالذكر أن دكتور زاهي حواس والدكتورة سحر سليم قاما باستخدام الأشعة المقطعية لفحص أربعين مومياء ملكية من المملكة الحديثة في مشروع المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية والذي بدأ منذ عام 2005 ومستمر حتى الآن.

ومن أهم النتائج لهذا المشروع الكشف عن أسرار مقتل الملك رمسيس الثالث في مؤامرة الحريم ومقتل الملك سقنن رع في معركة تحرير مصر من الهكسوس مما يدل على أن علوم الآثار الحديثة بأيادي الخبراء المصريين يمكنها إعادة كتابة التاريخ.