واصلت أسعار النفط ارتفاعاتها القياسية على خلفية النزاع المحتدم في شرق أوروبا بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا وسجل خام برنت 118 دولارا للبرميل فيما استقر سعر برميل خام غرب تكساس عند 115 دولارا للبرميل وسط توقعات بأن تذهب أسعار النفط بعيدا خلال الأسابيع المقبلة لتكسر حاجز ال 160 دولار للبرميل.
وأصابت روسيا منذ اجتياحها للأراضي الأوكرانية حزمة من العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة على المستوى الدولي بعد أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين معاقبتها على خلفية تحريكها لقواتها صوب أوكرانيا الأمر الذي انعكس على الأوضاع الاقتصادية العالمية حيث تعتبر روسيا من أكبر منتجي الطاقة في العالم فضلا عن كونها أحد أكبر منتجي القمح والحبوب.
وخلال الأيام الأخيرة أعلنت عدد من شركات النفط عن تجميد انشتطها في روسيا كجزء من العقوبات التي تفرضها العواصم الغربية على موسكو حيث قررت شركة "شل" البريطانية تجميد عقد الشراكة مع نظيرتها الروسية غازبروم في منشأة الغاز المسال “سخالين – 2” ومساهمتها في مشروع خط أنابيب “نورد ستريم 2" الذي يصل إلى المانيا.
في المقابل فقد قررت شركة بريتش بترليوم BP عملاق الطاقة البريطاني بيع كامل حصتها في شركة روسنفت الروسية البالغة نحو 20% على الرغم من أن هذا القرار سيخلف خسائر للشركة البريطانية تقدر بنحو 25 مليار دولار إلا أنها آثرت الانضمام للعقوبات التي تلاحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من كل حدب وصوب.
وبينما قال أندرس أوبيدال الرئيس التنفيذى لأكوينور التي تعد أكبر شركة للطاقة فى النرويج أن شركته بصدد تجميد مساهمته في مشروعاتها المشتركة بروسيا فإن شركتي توتلا انيرجيز وأكسون موبيل لما يعلنا عن أي خطوات من شأنها تجميد انشطتهم في روسيا على الرغم من كونهما يساهمان في أنشطة بحث وتنقيب كبيرة داخل روسيا.
وتواجه روسيا صعوبات كبيرة في عمليات بيع النفط المنتج في أراضيها بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على البنوك والمصارف الروسية التي جعلت من عمليات نقل وتحويل الأموال امر غاية الصعوبة في تلك الفترة وذلك على الرغم من إقدام منتجي النفط الروسي على إغراء العملاء بتخفيضات كبيرة.