هيمنت قضايا الاقتصاد والتجارة على أعمال اليوم الثاني من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية لسلطنة عمان.
فبعد أن عقد محادثات قمة مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان في اليوم الأول من الزيارة، شهد اليوم الثاني – الثلاثاء – ثلاثة لقاءات ذات طابع اقتصادي بحت.
فقد التقى الرئيس السيسي في العاصمة مسقط مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات العمانية، بحضور عدد من كبار المسئولين العمانيين وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة.
وأكد الرئيس خلال اللقاء حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات العمانية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في البلدين الشقيقين، كما تحدث عما توفره المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها في مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفي مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، والذي يتضمن عدداً من المناطق الصناعية واللوجيستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصاً واعدة للشركات العمانية الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي.
كما التقى الرئيس السيسي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني، وأكد خلاله أيضا تطلع مصر إلى تطوير التعاون مع سلطنة عمان الشقيقة إلى إطار مستدام من التكامل الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة والأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تموج بها المنطقة.
ومن جانبه، أعرب المسئول العماني عن تطلع بلاده إلى الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في تنفيذ المشروعات التنموية والإصلاحات الاقتصادية الشاملة، والتي ساهمت في صمود الاقتصاد المصري في مواجهة مختلف التحديات الدولية والإقليمية.
أما اللقاء الثالث، فكان بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، والذي تم فيه التباحث، بجانب القضايا السياسية الرئيسية، حول سبل تعميق العلاقات بين البلدين، وضرورة العمل على تطويرها في مختلف المجالات، وبخاصة الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والعلمية.
وتتمتع العلاقات المصرية العمانية بخصوصية شديدة على الصعيد الاقتصادي، بدليل أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2021 الماضي ارتفع بنسبة 7%، وهي نسبة ليست بالقليلة قياسا بالظروف الإقليمية والدولية التي فرضتها تداعيات جائحة كورونا.
ويبلغ التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين 586,2 مليون دولار، حيث تصدر مصر للسلطنة عدة منتجات أبرزها الفواكه والأثاث والمنشآت جاهزة الصنع، بقيمة 163,3 مليون دولار، بينما تصدر السلطنة لمصر الخامات والمعادن واللدائن ومصنوعاتها بقيمة 422,9 مليون دولار، وذلك وفقا لأرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن عام 2021.
وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تبدو ضئيلة جدا بالنسبة لتاريخ ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، فإنه من المرجح أن تساعد الزيارة الحالية على مضاعفة هذه الأرقام عن طريق البحث عن فرص تجارية واستثمارية جديدة بين البلدين، خاصة في ظل مشكلة الأمن الغذائي التي يعاني منها العالم في الفترة الحالية، فضلا عما تتمتع به مصر حاليا من قدرات باهرة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
جدير بالذكر أن الرئيس السيسي يقوم حاليا بجولة خليجية بدأت بزيارة سلطنة عمان ويختتمها بزيارة مملكة البحرين، حيث يجري خلالها محادثات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.