قدرت وكالة بلومبرج الاقتصادية أن يكتسب الغاز الطبيعي أهمية تفوق البترول في اقتصاديات العالم وذلك بعد عقود طويلة من سيطرة النفط.
وقالت إن بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير يتجهان لتخصيص المزيد من الأموال لاستثمارها في قطاع انتاج الغاز الطبيعي وذلك في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية مشيرة إلى أن أسعار الغاز ارتفعت بنسبة 700% في أوروبا الأمر الذي تسبب في حالة من الركود الاقتصادي.
وأشارت الوكالة إلى أن الغاز الطبيعي بات أهم سلعة في العالم بالوقت الراهن وهناك تكتلات اقتصادية تتشكل في العالم لضمان استمرار تدفق امدادات الغاز إلى الأسواق التي تعتمد عليه في انتاج الطاقة النظيفة.
وتشير إحصاءات حديثة إلى أن أكثر من 44 دولة حول العالم استوردت الغاز الطبيعي خلال العام الماضي فقط مقابل 22 دولة فقط كانت تستورد الغاز قبل عشر سنوات،
وقالت الوكالة أنه على الرغم من أن الغاز الطبيعي ظل من السلع الخاملة خلال السنوات الأخيرة ولم تشهد أسعاره تحركات كبيرة إلا أن هذا الوضع تغير تماما بعدما ارتفع الطلب العالمي على الغاز لدرجة أن الولايات المتحدة اضطرت لرفع انتاجها من الغاز لتنافس دولة قطر في عمليات التصدير.
وشددت على أن اتجاه العالم للاستغناء عن الوقود الأحفوري المتمثل في البترول سيضع الغاز الطبيعي تحت ضغط الطلب الكبير لاسيما مع رغبة الدول في الوفاء بالتزاماتها البيئية والحد من الخلل المناخي نتيجة النشاط الصناعي المعتمد على الوقود التقليدي.
وبالتوازي مع ذلك فإن استغناء أوروبا عن الغاز الروسي أدى لاشتعال أسعار الغاز لرغبة القارة العجوز في تأمين احتياجاتها قبيل حلول فصل الشتاء المقبل في الوقت الذي تتوقع ألمانيا أن يؤدي نقص الإنتاج من الغاز الطبيعي نتيجة لتلك الظروف إلى أزمة اقتصادية اشد وطأة مما أحدثته أزمة عام 2008.
وسجلت عمليات بناء سفن نقل الغاز طلبا كبيرة خلال الأشهر الماضية في كوريا الجنوبية حيث تتواجد أكبر منصات لبناء تلك السفن على مستوى العالم فيما تخطط الصين لتشغيل أكثر من عشر محطات للغاز خلال العام المقبل في الوقت الذي تسعى فيه المانيا لاستئجار أربع غاز عائمة لتوفير امدادات طويلة الأجل.