كشف المهندس مصطفى عبدالمجيد، مساعد رئيس الشركة المصرية للغازات الطبيعية “جاسكو” انه سيتم خلال عام الانتهاء من مشروع استيراد وتداول خام الإيثان عبر ميناء الدخيلة إلى منطقة مجمع غازات الصحراء الغربية فى يونيو المقبل.
ويذكر أن مشروع استيراد وتداول خام الإيثان عبر ميناء الدخيلة إلى منطقة مجمع غازات الصحراء الغربية، ينفذ لصالح شركة سيدى كرير للبتروكيماويات (سيدبك) والشركة المصرية لإنتاج الإيثلين ومشتقاته «إيثدكو».
وقال خلال كلمته فى جلسة التشاور المجتمعى التى عقدتها الشركة، بمجمع البترول بمنطقة العامرية، إن المشروع يأتى ضمن مشروعات وزارة البترول لزيادة القيمة المضافة من أنشطة ومشروعات البتروكيماويات فى مصر، مضيفًا أنه يهدف إلى توفير احتياجات السوق المحلية من المنتجات البتروكيماوية سواء الوسيطة أو النهائية، وهو الأمر الذى يتطلب توفير المادة الخام بالكميات الكافية لاستخدام كل الطاقة الإنتاجية والوصول إلى التشغيل الاقتصادى لمصانع شركات سيدى كرير، والشركة المصرية لإنتاج البولى إثيلين .
استيراد ونقل 300 الف طن من الإيثان
وأوضح عبد المجيد، أن المشروع يشمل تنفيذ خط الإيثان بقطر 24 بوصة وبطول 23 كيلو مترا، موضحًا أنه يبدأ من رصيف شركة “ميدتاب” الدخيلة إلى مجمع غازات الصحراء الغربية، فضلًا عن كونه أحد أهم مشروعات الشركة المصرية للغازات الطبيعية لاستيراد ونقل 300 ألف طن عبر الناقلات البحرية للإيثان السائل وإعادة تغييره باستخدام وحدات تخزين عائمة بميناء الدخيلة.
ومن جانبه قال الدكتور سامح رياض، مدير جهاز شئون البيئة بالإسكندرية، إن قانون البيئة ينص على أن جميع المشروعات قبل تنفيذها، لابد أن يسبقها دراسة لتقييم الأثر البيئى، مضيفًا أن المحافظة تحظى بالعديد من المشروعات التى يتم إنشاؤها حالياً والتى لابد أن تتماشى مع شروط ومتطلبات البيئة والحفاظ عليها كشرط لتنفيذها، مع توافر الاحتياطيات اللازمة للتغلب على السلبيات التى قد تنتج عن تلك المشروعات.
ومن جهتها أكدت المهندسة إيمان ماهر مسئول مكتب «إيكو كون سيرفي» للاستشارات البيئية، فى كلمتها، أن المشروع يعتمد على الإيثلين كمادة سائلة، مشيرةً إلى أنه سيتم استيرادها عبر ميناء الدخيلة، ثم تحويلها عبر وحدة عائمة برصيف شركة «ميتدتاب» بالميناء، ونقلها عبر أنابيب إلى منطقة مجمع الصحراء الغربية عبر خط طول 23 كيلو مترا، بهدف مد شركات البتروكيماويات بالمحافظة لتصنيع العديد من المواد البترولية.
وأضافت أن شركة بتروجيت ستنفذ أعمال الإنشاءات تحت إشراف شركة «جاسكو»، مشيرةً إلى أنه سيتم إنشاء المشروع مع رصد الإجراءات البيئية، وإمكانية تخفيف التأثيرات السلبية التى قد تقع أثناء التنفيذ ومنها التأثير على جودة الهواء أو حركة الشاحنات الخاصة بالمشروع على الطرق، وكذلك نواتج حفر الخط الذى سيخترق مناطق مختلفة منها المكس للملاحات، وأراضى زراعية وأخرى صحراوية.
الاستيلاء المؤقت على بعض الاراضي في مسار 5 كم طولي
ولفتت إلى إنه من المقرر أن يكون الحفر على بعد 1.5 متر وبعدها يتم عودة التربة لأصلها، لافتةً إلى أن «جاسكو» ستختار أماكن ليست مأهولة بالسكان حتى لا تكون هناك تأثيرات سلبية على تلك المناطق السكنية، ومن المقرر أن يمر الخط عبر أراض صناعية وزراعية وصحراوية، كما سيتم الاستيلاء المؤقت على بعض الأراضى فى مسار يزيد عن 5 كيلو طولى بالأراضى الزراعية وصولًا إلى مجمع الغازات بالصحراء الغربية.
وأوضحت أن «جاسكو» تنسق حاليًا مع جميع الجهات المعنية سواء قطاع الزراعة والرى والمصارف والسكة الحديد والملاحات وهى جميع الجهات ذات الارتباط بالمشروعات.
وأكد مسئولو الشركة خلال الجلسة أن الخط الجديد سيكون بطول 23 كيلو مترا منها 1.5 كيلو بميناء الدخيلة، وكيلو بمنطقة المكس، و3.5 كيلو بالملاحات التابعة لشركة المكس للملاحات، و500 متر بالمناطق البترولية، و3.5 كيلو بهيئة الثروة السمكية، و كيلو بأراض تابعة لجهات حكومية مختلفة، و11 كيلو أراضى زراعية وحرم ترع ، وكيلو داخل مجمع غازات الصحراء الغربية التابع لـ «جاسكو».
الخطط تعطلت 8 سنوات
وكانت الدراسات السابقة للمشروع تخطط أن يتم استقبال شحنات الإيثان الصخرى والنقل عبر خط أنابيب إلى تسهيلات شركتى «سيدبك» و«إيثيدكو» والتى تقدر كمياتها بحوالى 125 ألف طن سنويا ترتفع إلى 600 ألف طن مما يستلزم إنشاء خط أنابيب جديد بقطر 12 بوصة وبطول 25 كم من موقع «ميدتاب» بميناء الدخيلة وحتى موقع «سيدبك» و«إيثيدكو» علاوة على إنشاء موقع لتخزين وتداول وتغييز الإيثان الصخرى بغرض توفير احتياجات كل من الشركتين (سيدبك وإيثيدكو) من الإيثان الصخرى، وذلك منذ أكثر من 8 سنوات.
من جانبه، قال مسئول شركة «جاسكو» إنها تمد «سيدبك» و«إيثيدكو» بالإيثان والبروبان، إلا أنها بكميات منخفضة، مضيفًا أنه مع استيراد وزيادة الكميات التى سيتم توريدها عبر هذا الخط المزمع إنشاؤه سيتم مضاعفة إنتاج الشركتين من منتجاتهما المختلفة.
خبراء نقل يطالبون ببديل لرصيف "ميدتاب"
وبينما طالب بعض خبراء النقل البحرى المشاركين فى جلسة التشاور المجتمعى للمشروع بإمكانية التنفيذ من خلال بديل آخر غير رصيف شركة “ميدتاب” والذى يزيد حجم أعماله فى الفترة الأخيرة بعد أن أصبح يستقبل معظم المنتجات البترولية والسفن المخصصة لهذا الشأن، إلا أن المهندس إسلام حسين مدير منطقة الإسكندرية بشركة الشرق الأوسط للصهاريج وخطوط أنابيب البترول «ميدتاب» كان له رأى آخر، إذ قال إن رصيف الشركة تم إنشاؤه منذ عام 2000 وفقًا لأحدث المعايير الدولية ، موضحًا أن هناك زيادة فى حجم المتداول سنويًا عبر الرصيف، ولا يزال يتم التعاون مع الجهات المعنية لاستغلال الرصيف مع شركات البترول الأخرى.
وأوضح أن استقبال الرصيف الخاص بالشركة، لسفن غاز الإيثان سيتم وفقا للتعاون بين الشركات الحكومية التى تضم «جاسكو»، و«سيدبك»، و«إيثيدكو»، و«ميدتاب»، بالإضافة إلى شركة بتروجيت والتى ستقوم بتنفيذ المشروع، مشيرا إلى أنه يتم تحديث الشهادات الخاصة بالأيزو باستمرار، وتداول ما يزيد عن 140 ناقلة عبر الرصيف سنويا، بما يصل إلى قرابة 4 ملايين طن.
كانت “ميدتاب” قامت مؤخرًا بأعمال إصلاح الرصيف البحرى لها بميناء الدخيلة بتكلفة 7.5 مليون دولار، فضلا عن تطوير منطقة التسهيلات البرية بموقعها بميناء الدخيلة للاستفادة من المساحات غير المستغلة بالموقع بهدف إنشاء تسهيلات جديدة لتداول وتخزين المنتجات البترولية.
وتنفذ الشركة مشروعات البنية الأساسية لخطوط الأنابيب والمستودعات والتسهيلات المختلفة للبترول الخام، و البتروكيماويات، ومشتاقتها ومنتجاتها، والمياه ومعالجتها وتحليتها وجميع أنواع التسهيلات البحرية المرتبطة بما فى ذلك تموين وتزويد السفن بالوقود والخدمات المتكاملة لها.
وتشمل تلك المشروعات تعديل أحد أذرع الشحن للمنتجات البترولية على الرصيف البحرى للسماح باستقبال ناقلات البوتاجاز وإجراء بعض التعديلات الفنية على الخط لكى يتوافق مع المتطلبات اللازمة لنقل البوتاجاز للشبكة المحلية ، حسب مسئولى الشركة .
"جاسكو" لن يضار أصحاب الأراضي الخاصة بالمشروع
وقال المهندس كريم هيكل مدير المشروع الجديد بشركة “جاسكو”، خلال كلمته بالجلسة، إن شركته تعد المالكة للمشروع ،مضيفًا أنه تم إسناد التنفيذ بالكامل لشركة المشروعات البترولية والاستشارات الفنية “بتروجيت” تحت إشراف “جاسكو” التى تعد المسئولة عن توفير شبكة الغاز الطبيعى بالسوق المحلية.
ولفت إلى أن “جاسكو” تطبق أعلى درجات الأمان فى مثل هذه المشروعات، وذلك بعد أعمال الاختبارات اللازمة، مشيرا إلى أن الشركة انتهت مؤخرًا من تنفيذ مشروع ربط مدينة العلمين الجديدة بمنطقة العامرية بالإسكندرية عبر خط مماثل بطول يزيد عن 12 كيلو مترا وبقطر 32 بوصة.
وبحسب وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، يهدف المشروع إلى تدعيم الشبكة القومية من خلال نقل كميات الغاز الطبيعى لتغذية مدينة العلمين الجديدة، ومشروع توسعات مصفاة تكرير ميدور، بتكلفة استثمارية 540 مليون جنيه.
وحول الاستفسارات العديدة التى تم التقدم بها خلال الجلسة من قبل منتفعى الأراضى التى سيمر عبرها المشروع، وعد المهندس كريم هيكل، مسئول المشروع بعدم وقوع أى ضرر على الأراضى التى سيتم الاستحواذ عليها خلال التنفيذ، سواء بصفة مؤقتة أو دائمة، خاصة الأراضى الزراعية وأراضى المكس للملاحات.