تحت شعار "مصر والإمارات .. قلب واحد"، انطلقت يوم الأربعاء في القاهرة الاحتفالية الكبرى التي تنظمها حكومتا مصر والإمارات بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.
وتمتد الاحتفالية ثلاثة أيام، وتشمل عددا من البرامج والأنشطة التي تستعرض العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، وأهم محطات وتجارب النجاح فى هذا المجال، وتختتم بحفل فنى ثقافى ضخم يشارك فيه أكثر من 7000 شخصية، من بينها مسئولو البلدين وشخصيات بارزة وعدد من رواد الفكر والثقافة والإعلام والفنون والاقتصاد.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي تطابق الرؤى مع قيادات دولة الإمارات، مضيفا بأن "التفاهم وتطابق الرؤي مع قيادات دولة الإمارات الشقيقية هي مما نفخر به فى مصر، بداية من المؤسس العظيم للدولة سمو الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، صاحب الموقف والمقولة التاريخية أبان حرب أكتوبر 1973، بأن البترول العربي ليس أغلي من الدم العربي، والمغفور له بإذن الله سمو الشيخ خليفة بن زايد، وكذلك جميع أصحاب السمو من حكام الإمارات، وصولا إلى رئيس الدولة الأخ والصديق العزيز سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأخ والصديق العزيز سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة".
وأضاف أنه على مدار تلك العقود، لم تتغير قوة العلاقات المصرية والاماراتية، بل زادت رسوخا، وظل التفاهم والإخاء والتوافق بين البلدين هو عنوان مسيرة العلاقات بين البلدين.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء إن الحكومة حريصة من خلال هذه الاحتفالية، على تأكيد عمق العلاقات الاستراتيجية مع الإمارات، وإبراز مدى التميز والخصوصية التى تجمع البلدين، مشيرا إلى إلى الامتداد الشعبى إلى جانب التعاون الحكومى، والتفاهم السياسى والتوافق فى الرؤى بين قيادتى البلدين.
وعلى الجانب الآخر، أكد محمد القرقاوى، وزير شئون مجلس الوزراء الإماراتي أن الاحتفالية تعكس مدى قوة العلاقات بين البلدين، وتعد خطوة نوعية فى سبيل تعزيز أواصر التعاون فى المجاالت كافة، انطلاقا من حرص قيادة البلدين على تسريع وتيرة التعاون وتوسيعه ليشمل مختلف القطاعات الحيوية.
وأكدت وزيرة تنمية المجتمع الإماراتية حصة بنت عيسى بوحميد أن الاحتفالية بداية لـ 50 عاما جديدة من علاقات المحبة والتعاون والأخوة بينهما، وقالت إن مصر والإمارات تجمعهما علاقات تاريخية ومتجذرة على مر العصور الماضية، ومصر لديها مكانة خاصة جدًا في قلب كل إماراتي.
وأكد جمال السادات رئيس مجلس الأعمال المصرى الإماراتى أن العلاقات بين البلدين تمثل نموذجا متميزا للعلاقات الثنائية بين الدول على مدار 50 عاما، موضحا أن التعاون الاقتصادى يقود قاطرة العلاقات الراسخة بين البلدين، وأشار إلى أن دور المجلس يتمثل فى مساعدة المستثمر الإماراتى لاقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر من خلال توفير جميع المعلومات بتحديث مستمر بهدف تعميق التعاون الاستثمارى المشترك بين البلدين.
وأوضح أن توجيهات القيادة السياسية المصرية هى العمل على تعميق التعاون فى جميع المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادى لاستغلال المجالات المتاحة للتعاون بين البلدين وتحقيق مصالح الشعبين وبناء نموذج يحتذى به على مستوى العلاقات العربية.
وتوقع السادات أن تسهم العلاقات الوطيدة بين البلدين، فى هذه الفترة التى وصفها بالذهبية، فى زيادة حجم الاستثمارات بشكل ملحوظ فى الأعوام القادمة، كما توقع ارتفاع حجم التبادل التجارى بشكل ملحوظ.
وأضاف أن مجلس الأعمال يسعى، بالتعاون مع الحكومة المصرية، إلى تذليل أى عقبات تواجه أو قد تواجه المستثمر الإماراتى داخل السوق المصرية.
وأشار إلى أنه من أهم المشروعات الاستثمارية المتاحة فى مصر أمام المستثمرين الإماراتيين، مشروعات القطاع الزراعى والقطاع العقارى وقطاع التصنيع، منوها إلى أن السوق المصرية فى الوقت الحالى تمثل عصرا ذهبيا للمستثمرين رغم الأزمات الاقتصادية العالمية.
جدير بالذكر أن الإمارات تحتل المركز الأول من بين الدول المستثمرة في مصر، بإجمالي استثمارات بلغت 1,9 مليار دولار في العام المالى 2019 – 2020، بعد أن كانت 712.6 مليون دولار خلال العام المالى 2018 – 2019، فى حين تقدر قيمة الاستثمارات الصادرة من الإمارات إلى مصر خلال الفترة من 2013 وحتى 2021 بشكل عام بنحو 16 مليار دولار، ووصل حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال الفترة من يناير إلى مايو هذا العام إلى أكثر من 3,8 مليار دولار، بينما وصلت التجارة الخارجية غير النفطية إلى قرابة 7.5 مليار دولار في عام 2021.