من المتوقع أن يشهد إنتاج الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط طفرة كبيرة بحلول عام 2050، بدعم من إمدادات الدول الخليجية خصوصًا قطر والسعودية، مع تصاعد أهمية الغاز غير التقليدي حتى مع استمرار الدور الرئيس للنوع التقليدي.
ويوضح تقرير حديث، أن إنتاج منطقة الشرق الأوسط من الغاز الطبيعي ارتفع إلى 685 مليار متر مكعب في عام 2022، مقابل 670 مليار متر مكعب في 2021، بزيادة 2.2%.
وجاء معظم الزيادة الحاصلة لإنتاج
الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط خلال عام 2022 من السعودية وإيران، لتسهم دول
المنطقة بنسبة 17% من الإجمالي العالمي.
من المتوقع ارتفاع إنتاج الغاز
الطبيعي في الشرق الأوسط، ليصل إلى 1.165 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050، بحسب
التقرير الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز.
ويعني ذلك أن المنطقة ستشهد زيادة
إضافية في إنتاج الغاز الطبيعي تصل إلى 480 مليار متر مكعب، لترفع حصة دول الشرق
الأوسط في إنتاج الغاز العالمي إلى 21%.
يُشار إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي في
الشرق الأوسط نما بنسبة ملحوظة وصلت إلى 50% خلال المدة من 2010 حتى 2022، إذ
ارتفع من 460 إلى 685 مليار متر مكعب.
ويرى التقرير أن الزيادة المتوقعة
ستكون مدفوعة بصورة رئيسة من مشروعات الغاز التقليدي غير المصاحب خاصة في السعودية
وقطر وإيران، بالإضافة إلى دور مهم للغاز المصاحب في العراق.
وتشير التقديرات إلى أن إنتاج الغاز
التقليدي سيشكل 94% من إجمالي نمو إنتاج الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط حتى عام
2050، وفق التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وتوقع التقرير أن تضيف مشروعات الغاز
التقليدي في المنطقة نحو 385 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، كما يُعد مشروع توسعة
حقل الشمال بقطر محركًا رئيسًا جديدًا لنمو إنتاج الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط،
إذ من المتوقع أن يُسهم بنحو 110 مليارات متر مكعب بحلول عام 2050.
من المتوقع أن تقود كل من سلطنة عمان
والسعودية والإمارات زيادة إنتاج الغاز غير التقليدي، ليسهم ذلك النوع بصورة
تدريجية في نمو إنتاج الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط.
وفي عام 2022، بلغت نسبة مكامن الغاز
غير التقليدي بإجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط 1.8% فقط، لتسجل 13
مليار متر مكعب.
ورغم ذلك، يتوقع التقرير أن يقفز
إنتاج الشرق الأوسط من الغاز غير التقليدي إلى 37 مليار متر مكعب بحلول عام 2050،
ليسهم بنسبة 3.2% من إجمالي إمدادات المنطقة.
ومن أبرز مشروعات الغاز غير التقليدي
في الشرق الأوسط، يأتي حقل الجافورة السعودي باحتوائه على احتياطيات ارتفعت مؤخرًا
إلى 229 تريليون قدم مكعبة قياسية (6.48 تريليون متر مكعب)، بالإضافة إلى 75 مليار
برميل من المكثفات.
ومن المتوقع أن تبدأ السعودية الإنتاج
من حقل الجافورة في عام 2025، ليصل إلى ذروة الإنتاج عند 12 مليار متر مكعب بحلول
بداية عام 2040.
ومن بينها أيضًا حقل غاز خزان مكارم
في سلطنة عمان، الذي يقدر حجم احتياطياته بنحو 20 تريليون قدم مكعبة (0.6 تريليون
متر مكعب).
وفي السياق نفسه، تنفذ الإمارات مشروع
الرويس للغاز غير التقليدي الذي يهدف إلى إنتاج 10 مليارات متر مكعب بحلول عام
2030.
توقع التقرير أن تحقق قطر زيادة في
إنتاج الغاز بنسبة تصل إلى 70% بحلول عام 2050، بدعم رئيس من توسعات حقل الشمال،
مؤكدًا أن البلاد حققت زيادة مذهلة خلال العقدين الماضيين.
كما توقع أن ينمو إنتاج الغاز في
السعودية إلى مستوى 145 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، بدافع من خطط أرامكو
لتطوير حقول الغاز التقليدية وغير التقليدية، ومنها مكتشفة حديثًا مثل أوتاد
والدهناء، بالإضافة إلى مشروع غاز الفاضلي وحقل الجافورة.
يُشار إلى أن إنتاج السعودية من الغاز
الطبيعي قد ارتفع إلى 120.4 مليار متر مكعب في عام 2022، مقابل 114.5 مليار متر
مكعب في 2021، بحسب بيانات معهد الطاقة البريطاني.
ومن المتوقع أيضًا مواصلة إنتاج الغاز
في سلطنة عمان نموه، ليصل إلى 46 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، مقابل 38 مليار
متر مكعب في عام 2022.
وعلى صعيد دولة الإمارات، تسعى البلاد
إلى تطوير حقول الغاز التقليدية وغير التقليدية، بهدف زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي
إلى 80 مليار متر مكعب بحلول عام 2050.
وتوقع التقرير أن ينمو إنتاج الغاز
غير المصاحب في الإمارات بنسبة 51% بحلول عام 2050، كما يقدر أن تسهم حقول الغاز
الحالية بنحو 20 مليار متر مكعب في إجمالي إنتاج البلاد بحلول عام 2050.
وتوقع كذلك أن تسهم حقول الغاز (باب،
وجبل علي، والحيل وغشا، وأم الشيف)، بالإضافة إلى مشروع الرويس للغاز غير
التقليدي، في إنتاج 26 مليار متر مكعب بحلول عام 2050.
بينما توقع التقرير أن يصعد إنتاج
العراق من الغاز الطبيعي إلى 55 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، على أن يأتي معظم
الزيادة من الغاز المصاحب لاستخراج النفط، ليمثل 60% من إنتاج البلاد بحلول 2050.