الأحد 22 ديسمبر

تعدين وطاقة

عمليات التكرير تزيد من الضغوط على أرباح شركات نفط كبرى


مصفاة "إيسو"، التي تديرها شركة "إكسون موبيل

يُتوقع أن تشكل هوامش التكرير عقبة أمام أرباح صناعة النفط، مما يزيد الضغوط على قطاع يكافح لتحقيق التوازن بين عوائد المساهمين والنمو.

شهد الربع الثاني انخفاضاً في هوامش إنتاج الوقود نتيجة ضعف الطلب على الديزل، وزيادة المنافسة من الوقود الحيوي، وافتتاح مصافٍ جديدة في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يكون تهاوي هوامش الربح حاداً بالنسبة لشركة "إكسون موبيل"، ذات البصمة الأكبر بمجال التكرير بين عمالقة النفط، إلى درجة محو المكاسب الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط الخام.

وقال بول تشينغ، المحلل لدى "سكوتيا بنك" (Scotiabank)، إن "الرسالة واضحة.. عمليات التكرير ستشكل تحدياً كبيراً خلال هذا الربع".

تأتي الضربة التي تلقتها هوامش التكرير، التي غالباً ما تعمل كتحوط ضد تقلبات أسعار النفط والغاز الطبيعي، في وقت تجد فيه شركات النفط الكبرى صعوبة أكبر في مواكبة مطالب المساهمين بزيادة إنتاج النفط الخام والعوائد النقدية. وللتعامل مع الأمر، لجأ المسؤولون التنفيذيون إلى تأجيل المشاريع منخفضة الكربون، وزيادة الديون لتمويل عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيع الأرباح، وإنتاج الوقود الأحفوري في المستقبل.

انخفض صافي الدخل المعدل المجمع للربع الثاني لشركات "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"شل" و"توتال إنرجي" و"بي بي" بنسبة 3.9% ليصل إلى 28.1 مليار دولار مقارنة بالربع السابق، وفقاً لتقديرات جمعتها "بلومبرغ". وهذا التهاوي يأتي رغم ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية بنسبة 4%، والمكاسب الطفيفة في أسواق الغاز.

تتوقع شركة "إكسون موبيل" انخفاض أرباحها من أعمال التكرير وسط تراجع الهوامش في القطاع ككل، ما يخفض من تقديرات أرباحها للربع الثاني.

يختلف وضع السوق الحالي تماماً عن الفترة التي أعقبت الحرب الروسية على أوكرانيا في 2022، عندما ارتفعت هوامش التكرير بشكل قياسي. فهذا العام، وتحديداً في مارس، انخفض الطلب على الديزل إلى أدنى مستوياته الموسمية منذ 26 عاماً.

حذرت شركة "إكسون"، التي استفادت من عوائد التكرير القوية في عامي 2022 و2023، من أن تقليص الهوامش قلل من إجمالي الأرباح الفصلية بنحو 1.5 مليار دولار، وهو ما يزيد بأكثر من ضعف المكاسب الناجمة عن صعود أسعار النفط الخام.

وتتوقع شركة "بي بي" أن تكون هوامش التكرير "أقل بكثير" من ذي قبل، مشيرة إلى أنها قد تخفض قيمة مصنعها في غيلسنكيرشن بألمانيا بملياري دولار. كما تقلصت هوامش تكرير شركة "شل" بمقدار الثلث لتصل إلى 8 دولارات للبرميل.

تعليقاً عن الأمر، قال جيسون غابلمان، محلل "تي دي كوين" (TD Cowen) المقيم في نيويورك، في مقابلة: "نتوقع استمرار تراجع هوامش التكرير في المستقبل".

كانت استراتيجية شركات النفط الكبرى للتعامل مع انتعاش أسعار النفط والغاز بعد الجائحة تتمثل في زيادة عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيع الأرباح بدلاً من إنفاق الأرباح الإضافية على مشاريع جديدة. وكان لهذه الاستراتيجية فائدتان تتمثلان في سداد مستحقات المستثمرين بعد عقد من العوائد الضعيفة، وعدم إغراق الأسواق بالإمدادات، وهو أمر جيد بالنسبة للأسعار والبيئة.

لكن مع التحديات التي تواجهها صناعة التكرير واستعداد "أوبك+" لزيادة الإمدادات السوقية خلال الأشهر الـ12 المقبلة، تتعرض قدرة شركات النفط الكبرى على زيادة العوائد للخطر. قال محللو "سيتي غروب" إن اعتمادهم على الديون يتزايد، فيما قال محللو "إس آند بي غلوبال" الشهر الماضي إن قرارهم بإلغاء النظرة المستقبلية الإيجابية لديون شركة "بي بي" يجب أن يُعتبر "تحذيراً للصناعة".