الأثنين 23 ديسمبر

تعدين وطاقة

مطالب بضرورة إعادة تدوير الألواح الشمسية التالفة في مصر


الواح شمسية

تُمثّل إعادة تدوير الألواح الشمسية التالفة تحديًا جديدًا لمصر في ظل زيادة التوسع بإقامة المحطات الشمسية بسرعة كبيرة لتحقيق رؤية الدولة لرفع مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 42% بحلول عام 2035.

وبحسب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع أن تعاني مصر من مشكلة تراكم الألواح الشمسية التالفة في المستقبل القريب، ولا سيما في محافظة أسوان؛ نظرًا إلى وقوع مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى على أراضيها بمدينتي بنبان وكوم أمبو، اللتين تتمتعان بموارد شمسية هائلة ونسبة سطوع عالية.

ويتكون مشروع بنبان في أسوان -حاليًا- من 32 محطة شمسية، بقدرة 1465 ميغاواط، ويشتمل على نحو 5 ملايين و800 لوح شمسي تقريبًا، ومن المتوقع أن يصل إنتاجه في مرحلته النهائية إلى 2050 ميغاواط من الكهرباء النظيفة، أي ما يعادل نحو 90% من الكهرباء المنتجة من السد العالي.

وعلى مسافة أقل من 20 كيلومترًا من مشروع بنبان، تقع محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية على مساحة 4.8 كيلومترًا مربعًا، بقدرة 200 ميغاواط، وتضم 387 ألفًا و465 لوحًا شمسيًا ثنائي الوجه، ما يكشف أهمية إعادة تدوير الألواح الشمسية التالفة في هذه المحطات.

قال الباحث في معمل تطبيقات الإلكترونيات الصناعية بجامعة أسوان الدكتور يوسف بدري -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن جميع محطات الطاقة الشمسية تشتمل على ألواح وخلايا تالفة قد تعرضت للكسر خلال التركيب، ومن تلك المحطات -على سبيل المثال- محطة بنبان للطاقة الشمسية.

وأضاف البدري أن محطة بنبان تشتمل على 32 محطة، منها 26 محطة بقدرة 50 ميغاواط، ونحو 5 محطات بقدرة 25 ميغاواط، ومحطة واحدة بقدرة 30 ميغاواط، وجميع هذه المحطات تشتمل على ألواح طاقة شمسية تالفة ومهشّمة منذ مرحلة التركيب.

ولفت إلى أن عدد الألواح التالفة في المحطة الواحدة يتراوح ما بين 2000 و2500 وحدة، موضحًا أن هذا العدد قابل للزيادة سنويًا؛ نظرًا لأنه خلال عمليات التشغيل والصيانة يمكن أن تتسبب جرارات أو روبوتات النظافة في كسر عدد من الألواح أو الخلايا الشمسية.

وتابع أن هذه الألواح التالفة يترتب عليها أثر بيئي ضار؛ ما يستدعي التخلص منها، مشيرًا إلى أن معظم دول منطقة الشرق الأوسط -حتى الآن- لا تتخلص من هذه الألواح التالفة بطريقة صحيحة.

واستطرد قائلًا، إن الألواح التالفة في مصر يُتخلَّص منها من خلال مدفن الإسكندرية للعناصر الكيميائية الضارة، موضحًا أن هذه الطريقة غير صحية؛ لأن الخلايا الشمسية -بجانب احتوائها على عناصر كيميائية- تمثّل مصدرًا للكهرباء، ومن ثم لا يصلح أن تُدفَن في حالتها الحالية.

كما سلّط الضوء على احتواء الخلايا الشمسية عناصر كيميائية ضارة ومشعّة، مثل الفسفور الذي يدخل في تركيبة شرائح السيليكون.

أكد الدكتور يوسف البدري -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن التخلص من الألواح الشمسية التالفة بطريقة صحيحة يتطلب خضوعها لعملية إعادة تدوير، تُفصَل خلالها أجزاء اللوح الشمسي من السيليكون والزجاج والبلاستيك وطبقات النحاس المطلية بالقصدير، كلٌّ على حدة.

وأشار إلى أن عملية الفصل ستكون مكلفة؛ نظرًا لأن خط الإنتاج يمكن أن يعمل يوميًا على فصل نحو 100 ألف لوح شمسي، لافتًا إلى أن هذا العدد غير متحقق -حتى الآن- في مجمع بنبان وغيره من المشروعات الكبرى، مقترحًا جمع 120 ألفًا من الألواح التالفة حتى يتخلص منها خط الإنتاج خلال يومين.

وأشار البدري إلى أنه في ظل تزايد المستهدف من المشروعات الشمسية حتى 2030، يمكن توقُّع الأثر البيئي الضار في ظل تلف نحو 500 لوح شمسي من كل محطة سنويًا على أقلّ تقدير، مشيرًا إلى أن هذه القيمة قابلة للزيادة على نحو مستمر.

وناشد الجهات البحثية والسلطات المعنية لإيجاد حل لهذه القضية، من خلال عمل خط إنتاج لإعادة تدوير الألواح الشمسية التالفة للتخلص من الأجزاء الضارة واستغلال الأجزاء النافعة، مثل السيليكون والزجاج والبلاستيك، في صناعات أخرى.

كما اقترح طحن طبقات السيليكون للحصول منها على مادة السيليكون لتصنيع خلايا شمسية جديدة وإلكترونيات، والتخلّي من الجزء الصغير الذي يشتمل على عناصر مشعّة، مثل الفوسفور، عن طريق المدافن المُصرَّح لها بدفن العناصر المشعّة أو هيئة الطاقة النووية.