الجمعة 22 نوفمبر

تعدين وطاقة

الأزمة الليبية تتسبب في انخفاض إنتاج "أوبك" من النفط خلال سبتمبر


مصفاة للنفط بالولايات المتحدة

انخفض إنتاج "أوبك" من النفط بشكل حاد الشهر الماضي بعد أن أدت أزمة سياسية إلى خفض الإمدادات من ليبيا.

 

هبط إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول بمقدار 480 ألف برميل يومياً في سبتمبر إلى 26.61 مليون برميل يومياً، وفقاً لمسح أجرته بلومبرغ. إذ انخفض إنتاج ليبيا من النفط 38% بعد أن أوقفت إحدى الحكومتين المتنافستين الصادرات في معركة للسيطرة على البنك المركزي.

الأزمة التي شهدتها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا ساعدت دون قصد بقية الدول الأعضاء في المنظمة، التي تقيد الإنتاج في محاولة لدعم أسعار النفط. لكن هذا الدعم قد يكون قصير الأجل: إذ تستعد ليبيا لاستئناف الإنتاج بعد أن توصل الطرفان المتنافسان إلى تسوية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

اتفقت الأطراف في ليبيا على تعيين محافظ جديد للبنك المركزي، مما يمهد الطريق لحل الخلاف الذي أدى إلى خفض حاد في إنتاج النفط في الدولة العضو في منظمة "أوبك".

وعلى كل، تجاهلت أسعار النفط إلى حد كبير خسائر الإمدادات الليبية، وتراجعت 17% منذ أوائل يوليو  إلى حوالي 73 دولاراً للبرميل مع تركيز التجار على الطلب المتعثر في الصين. قفزت العقود الآجلة لخام برنت 2.8% يوم الثلاثاء، بعدما قال مسؤولون أميركيون إن إيران عضو "أوبك" تستعد لمهاجمة إسرائيل، في تصعيد للصراع المستمر منذ عام في المنطقة.

تراجع أسعار النفط يمثل تحدياً أمام "أوبك" وحلفائها في سعيهم للبدء تدريجياً في استعادة بعض إنتاجهم المتوقف. واتجه التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا، إلى تأجيل زيادته الأولى للإمدادات لمدة شهرين حتى ديسمبر بسبب ظروف السوق الصعبة.

من المقرر أن تجري لجنة من دول "أوبك+" الرئيسية، المعروفة باسم لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، اجتماعاً افتراضياً الأربعاء لمراجعة الأسواق العالمية. وقال مندوبون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إنهم لا يتوقعون أي تغييرات في سياسة المجموعة.

 

وقال المندوبون إن اللجنة ستركز في الغالب على أعضاء التحالف الذين فشلوا في تنفيذ التخفيضات التي تعهدوا بها، مثل العراق وكازاخستان. ولا يزال أمام "أوبك+" عدة أسابيع أخرى للنظر فيما إذا كان سيمضي قدماً في الزيادة المقررة في ديسمبر.

زاد العراق امتثاله بشكل طفيف في سبتمبر، إذ خفض الإنتاج بمقدار 70 ألف برميل يومياً إلى 4.25 مليون برميل يومياً. لكن بغداد -التي تحفظت في بعض الأحيان على حصص أوبك+ بينما تسعى إلى إعادة بناء اقتصادها المدمر- لم تبلغ بعد هدفها البالغ 4 ملايين، ناهيك عن البدء في التخفيضات الإضافية التي وعدت بها للتعويض عن الإنتاج الزائد.

قدم العراق وكازاخستان خططهما لتعويض الكميات التي تجاوزا فيها حصص إنتاج النفط ضمن اتفاق "أوبك"، كما تعهدا بتعويض كافة فروق الإنتاج البالغة 2.139 مليون برميل يومياً

أما الإمارات العربية المتحدة، التي تسعى إلى توظيف قدرة إنتاجية جديدة، فقد ابتعدت أكثر عن السقف المتفق عليه. إذ رفعت أبوظبي إنتاجها بمقدار 50 ألف برميل يومياً إلى 3.22 مليون برميل يومياً في سبتمبر، أو حوالي 308 آلاف برميل يومياً فوق هدفها.

وأظهرت الأرقام المراجعة لشهر أغسطس أن إيران، المعفاة من حصص "أوبك+" بينما تكافح مع العقوبات الأميركية، زادت إنتاجها ليصل إلى أعلى مستوياته في ست سنوات عند 3.37 مليون برميل يومياً. وتراجع قليلاً بمقدار 30 ألف برميل في سبتمبر.

تجدر الإشارة إلى أن استطلاع بلومبرغ يستند إلى بيانات تتبع السفن ومعلومات من المسؤولين وتقديرات من الاستشاريين، بما في ذلك "كيبلر" و"رابيدون إنرجي" و"ريستاد إنرجي" و"إف جي إي" (FGE).