الأربعاء 30 اكتوبر

تعدين وطاقة

قفزات متوالية في أسعار النفط تزامنا مع تهديد إسرائيل بالرد على صواريخ إيران


صهاريج تخزين النفط الخام في مصفاة نفط ومحطة تابعة لشركة أرامكو

سجلت أسعار النفط ارتفاعا لليوم الثاني تزامنا مع قيام إيران بإطلاق 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التعهد بالرد، ورفع المخاطر على إمدادات الخام.

ارتفع خام "برنت" القياسي العالمي فوق 74 دولاراً للبرميل، بعد ارتفاعه لفترة وجيزة بأكثر من 5% يوم الثلاثاء في أعقاب الهجوم الإيراني، والذي سبقه تحذير من الولايات المتحدة. تقدم خام "غرب تكساس" الوسيط إلى ما يقرب من 71 دولاراً للبرميل، على الرغم من أنه ظل أيضاً أقل من الذروة التي لامسها في الجلسة السابقة.

يعكس تقدم الخام قيام المستثمرين بتسعير علاوة المخاطر المتجددة لأهم سلعة في العالم، نظراً لأن الشرق الأوسط يمثل حوالي ثلث الإمدادات العالمية. كما ارتفعت أصول الملاذ الآمن، بما في ذلك السندات والذهب والدولار الأميركي، مع أحدث تصعيد للصراع.

وعلى الرغم من أن إسرائيل وإيران تواجهان بعضهما البعض منذ اندلاع الحرب في غزة ضد "حماس" المدعومة من طهران قبل عام تقريباً، فإن الارتفاعات السابقة كانت قصيرة الأجل في غياب أي انقطاعات فعلية لإنتاج النفط. وكانت إيران تضخ نحو 3.4 مليون برميل يومياً في أغسطس، وفقاً لمنظمة "أوبك".

في حين "تلاشى خطر" انقطاع الإمدادات، فإن البنية الأساسية للطاقة قد تصبح هدفاً لأي من الجانبين، كما ذكرت شركة "آر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets LLC) في مذكرة. وقالت إن مرافق التصدير الإيرانية في جزيرة خرج قد تكون هدفاً، وقد تهاجم طهران ووكلاؤها عمليات الطاقة "لتدويل التكلفة، إذا تحولت الأزمة الحالية إلى حرب شاملة".

خفضت وكالة "إس آند بي" تصنيف إسرائيل الائتماني، في وقت تراقب الأسواق العالمية تبعات التصعيد في الشرق الأوسط بعدما أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل.

زادت التوترات في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ بعد قتل زعيم "حزب الله" حسن نصر الله الأسبوع الماضي. قصفت إسرائيل وسط بيروت يوم الإثنين، وبدأت قواتها ما أسمته "توغلات برية مستهدفة" في لبنان. كما تدعم طهران "حزب الله".

بعد إطلاق الصواريخ يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن تحرك بلاده قد انتهى، ما لم تقرر إسرائيل "دعوة المزيد من الانتقام"، وفقاً لمنشور على "إكس". وفي إسرائيل، قال نتنياهو إن إيران ارتكبت "خطأً فادحاً، وسوف تدفع ثمنه".

من هنا، قال محللون من مجموعة "إيه إن زي" (ANZ) القابضة في مذكرة إن "أي ارتفاع مستدام في أسعار النفط سيتحدد من خلال ما إذا كانت إسرائيل سترد على هذه الخطوة الأخيرة" بهجوم مباشر على الجيش الإيراني أو البنية التحتية أو صناعة النفط.

وفي الوقت نفسه، من المقرر أن يعقد تحالف "أوبك+" في وقت لاحق من يوم الأربعاء اجتماعاً عبر الإنترنت للجنة الفنية -لجنة المراقبة الوزارية المشتركة- لمراجعة أسواق النفط العالمية. يستعد التحالف لإعادة بعض الإنتاج إلى الأسواق في ديسمبر، بعد تأخير هذه الخطة في البداية.

وفي الولايات المتحدة، أفاد معهد البترول الأميركي بأن مخزونات الخام على مستوى البلاد انخفضت بمقدار 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي.