الأربعاء 09 اكتوبر

تعدين وطاقة

واردات أوروبا من الديزل ترتفع لمستويات قياسية


مضخة ديزل في محطة وقود

تستعد أوروبا لاستقبال فيضان من واردات الديزل هذا الشهر، إذ يتزامن ارتفاع الشحنات من الولايات المتحدة مع وصول الإمدادات الضخمة من المملكة العربية السعودية.

الإمدادات ستصل إلى السوق الأوروبية التي أبلغت فيها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة عن طلب غير منتظم هذا العام. وتعد أوروبا مصدراً عالمياً مهماً لشراء الوقود على مستوى العالم.

ويُتوقع أن ترتفع واردات الديزل وزيت الغاز في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى حوالي 1.28 مليون برميل يومياً في النصف الأول من أكتوبر، وفقاً للتقديرات الأولية للبيانات التي جمعتها بلومبرغ من شركة التحليلات "فورتكسا". وهذا يضعها على مسار بلوغ أعلى متوسط ​​تدفق منذ فبراير 2023، عندما حظر الاتحاد الأوروبي شراء الوقود الروسي احتجاجاً على الحرب في أوكرانيا.

وقالت باميلا مونجر، كبيرة محللي السوق في "فورتكسا"، إن ارتفاع الإمدادات من الخليج الأميركي يرجع إلى حد كبير إلى انخفاض الطلب على الوقود في الأسواق الأميركية. وأضافت أن ذلك، إلى جانب توفر الكثير من الناقلات، أدى إلى تجارة مربحة لنقل الوقود إلى أوروبا.

تظهر بيانات سوق العقود الأوروبية في بورصة إنتركونتننتال أن علاوة الديزل مقارنة بالنفط الخام، وهو مقياس مهم للمتداولين ومصافي التكرير، تبلغ الآن حوالي 16 دولاراً للبرميل، أي نصف مستواها في فبراير.

واردات أوروبا من الولايات المتحدة يتوقع أن تصل إلى حوالي 417 ألف برميل يومياً في النصف الأول من أكتوبر، وهو أعلى مستوى في بيانات "فورتكسا" منذ بداية 2016. ومن المتوقع أن تقفز الواردات من المملكة العربية السعودية إلى 370 ألف برميل يومياً، وهو أعلى مستوى في أربع سنوات.

تراجعت عائدات إنتاج الديزل بحدة خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تجاوزت إمدادات الوقود الصناعي ووقود النقل الطلب، مما دفع شركات التكرير إلى خفض معدلات التشغيل.

لا تزال الأرقام عرضة للمراجعة مع معرفة المزيد من الوجهات والمعلومات حول الشحنات. وإذا تواصل المعدل الحالي، فإن التدفقات سوف تتجاوز المستوى المسجل في أغسطس.

ومن جانب آخر، دفع تصاعد الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر المزيد من الشحنات الواردة من الشرق إلى اتخاذ الطريق الأطول إلى أوروبا عبر رأس الرجاء الصالح. وشجعت عمليات التحويل التجار على تكييف الناقلات العملاقة -التي يتم توظيفها عادة في نقل الخام- لشحن الديزل بدلاً من ذلك.

وقالت مونجر: "إن ظروف الشحن المتغيرة تعمل على استمرار حصول الأسواق الأوروبية الأوسع على إمدادات جيدة من الديزل مع دخول فصل الشتاء خاصة من شرق السويس".

تخطط شركتا "إيه بي مولر ميرسك" و"هاباغ-لويد" اللتان تبدآن التعاون بمشاركة السفن، لبدء شراكتهما بالإبحار عبر جنوب أفريقيا، توقعاً لاستمرار أزمة البحر الأحمر.

التدفقات السعودية تعني أن إجمالي الواردات من الشرق الأوسط وآسيا يتوقع أن يرتفع إلى أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر عند حوالي 663 ألف برميل يومياً. متضمناً الوقود المنقول على متن ثلاث ناقلات نفط خام كبيرة جداً وواحدة من طراز "سويزماكس".

من المرجح أن تستورد المنطقة الأوروبية حوالي 1.36 مليون برميل يومياً من الديزل ووقود الغاز (gasoil) هذا الشهر، حسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ"

وقد تساعد أعمال التكرير الموسمية، إلى جانب تخفيضات التشغيل من قبل بعض المصافي الأوروبية، على استيعاب واردات الديزل المرتفعة في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإن استمرار ضعف الطلب قد يزيد الضغط على هوامش ربح الديزل الأوروبي.

وقال أجاي بارمار، مدير إدارة أسواق النفط وانتقال الطاقة في شركة معلومات البيانات "آي سي آي إس" (ICIS): "مع اقتراب انتهاء أعمال صيانة مصافي التكرير وانتعاش معدلات التشغيل، يرجح أن تتراجع واردات الديزل إلى الاتحاد الأوروبي"، و"بخلاف ذلك، قد تواجه هوامش الديزل الأوروبية ضغوطاً كبيرة، خاصة مع اقتراب نهاية العام".