الجمعة 18 اكتوبر

تعدين وطاقة

التدابير الغربية تفشل في منع روسيا من الاعتماد على أسطول الظل لنقل النفط


رافعات لضخ النفط بأحد الحقول في روسيا

يتسارع استخدام موسكو للناقلات الخاضعة للعقوبات لمشاركتها في تجارة النفط الروسي، مع عودة ما يقرب من ثلث السفن المدرجة بالقائمة إلى العمل.

 قامت 21 على الأقل من أصل 72 ناقلة خاضعة للعقوبات، من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية أو وزارة الخزانة البريطانية أو الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي، بتحميل إجمالي 24 شحنة من النفط الروسي منذ أن تم فرض عقوبات عليها رداً على غزو موسكو أوكرانيا في 2022.

ربما ساعد موسكو وعملاءها على إيجاد حلول بديلة مزيج من الثقة المتزايدة من جانب المشترين، وعلى وجه الخصوص، عدم القلق بشأن الإجراءات التي تفرضها لندن.

يتزايد معدل إعادة الناقلات إلى العمل، إذ استقبلت سبع ناقلات على الأقل الشحنات في الأيام العشرة الأولى من أكتوبر، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرج. مرتفعةً من ست سفن في كل من أغسطس وسبتمبر، وخمسة فقط في المجمل قبل ذلك.

تستعد ناقلة الغاز الطبيعي المسال "إيفريست إنرجي" للعودة إلى منشأة "أركتيك إل إن جي 2" في روسيا لتحميل شحنة جديدة من الوقود فائق البرودة رغم العقوبات

في بادئ الأمر، ظلت الناقلات المفروض عليها عقوبات متوقفة. ولم تنقل أي من السفن الخاضعة للعقوبات شحنة واحدة من النفط الروسي أو أي نفط آخر حتى أبريل، أي بعد ستة أشهر من إدراج أولى السفن بالقائمة. ولكن، بعد تسليم تلك الشحنات الأولى بنجاح، تزايد استخدام الناقلات الخاضعة للعقوبات.

فرضت الولايات المتحدة العقوبات الأولى في 12 أكتوبر 2023، عندما اتخذت إجراءات ضد سفينتين، "إس سي إف بريموري" (SCF Primorye) و "ياسا غولدن بوسفور" (Yasa Golden Bosphorus)، لنقل النفط الروسي المبيع بأعلى من سقف سعر البرميل البالغ 60 دولاراً المفروض لتقييد دخل موسكو من النفط.

39 ناقلة تابعة لشركتين إحداهما روسية والأخرى إماراتية مازالت خاضعة للعقوبات بسبب خرق سقف الأسعار ومعظمها متوقفة عن العمل لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر

بدأت حكومة المملكة المتحدة في تحديد السفن بشكل فردي في يونيو، وتبعها الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من ذلك الشهر. في المجمل، تم تحديد 73 سفينة، تمت معاقبة تسع منها من قبل أكثر من سلطة واحدة. وتمت إزالة ناقلة واحدة، هي "ياسا غولدن بوسفور"، من قائمة العقوبات الأميركية في أبريل.

يبدو أن التدابير التي فرضتها المملكة المتحدة هي الأقل فعالية. إذ نقلت سفن خاضعة لعقوبات لندن ما يقرب من ثلثي إجمالي الشحنات التي تم تحميلها حتى الآن. وفرضت بريطانيا عقوبات على جميع الناقلات التي تم تشغيلها في سبتمبر وأكتوبر، واستهدفت بروكسل واحدة منها فقط.

وهذا يعني أن ثلثي السفن التي فرضت عليها المملكة المتحدة عقوبات عادت الآن إلى العمل.

وفي المقابل، يبدو أن الإجراءات الأميركية كانت أكثر فعالية. إذ نُقلت ست شحنات فقط على أربع من أصل 39 ناقلة حظرتها واشنطن. وظلت معظم السفن المستهدفة من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية متوقفة منذ تحديدها، ولمدة وصلت إلى 11 شهراً تقريباً لبعضها.

وبشكل منفصل، أُعيد تسمية 50 سفينة منذ فرض العقوبات عليها، وتم تغيير أعلام العديد منها في نفس الوقت. وتبحر الآن ثلاث عشرة سفينة من السفن الخاضعة للعقوبات تحت علم بربادوس، التي يقع سجل سفنها في المفوضية العليا للبلاد في لندن.

معظم شحنات الخام توجهت إلى الموانئ الصينية، ولكن انتهى الأمر بحوالي ثلثها في الهند، في إشارة إلى أن إحجام البلاد السابق عن التعامل مع الكيانات الخاضعة للعقوبات أصبح الآن شيئاً من الماضي.

ساهمت جهود روسيا لتعزيز أسطول الظل من ناقلات النفط خلال النصف الأول من هذا العام في تخفيف تداعيات العقوبات الغربية، بحسب معهد "كيه إس إي" (KSE).

وفي حين تم تحميل جميع الشحنات الأولى على الناقلات الخاضعة للعقوبات في نوفوروسيسك على ساحل البحر الأسود الروسي، فقد تم جمع الشحنات الأحدث في جميع موانئ التصدير الروسية تقريباً. ويعكس هذا جزئياً قرار سلطات المملكة المتحدة بتحديد السفن التي تعمل حصرياً خارج موانئ روسيا في المحيط الهادئ.

وحتى إذا توقفت السفن الخاضعة للعقوبات مرة أخرى، فإن الناقلات المدرجة في العقوبات ليست سوى جزء صغير من أسطول الظل الذي جمعته روسيا لنقل منتجاتها الخام والمكررة بعيداً عن متناول القوى الغربية. وأدى ذلك إلى الحد من فعالية الإجراءات، مع وجود الكثير من السفن الأخرى المتاحة للحفاظ على تدفق النفط ودخل الكرملين.