الأثنين 23 ديسمبر

تعدين وطاقة

تراجع الاهتمام العالمي بالهيدروجين الأخضر بسبب ارتفاع تكاليف انتاجه


خزانات للهيدروجين الاخضر

تم التخلي هذا العام عن مجموعة من مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر (وهو الوقود الذي تتم الإشارة إليه باعتباره عنصراً حاسماً للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية) وسط عدم تحقق التوقعات بانخفاض التكاليف.

أشادت الحكومات وشركات الطاقة الكبرى بالهيدروجين كوسيلة لتخليص مجموعة صناعات من التلوث، لكن التكلفة غير الاقتصادية للإنتاج أجبرت العديد من المطورين على إلغاء خططهم، مما ترك القطاع الناشئ يكافح لجذب مليارات الدولارات التي يحتاجها لخفض الانبعاثات الكربونية بشكل ملموس.

أُجري تقييم واقعي فيما يتعلق بالتكاليف التي تتطلبها مشاريع الهيدروجين، وبالغت الصناعة في الوعود لكنها لم تفِ بما وعدت. ومن الطبيعي أن يكون هناك نوع من التراجع وتهدئة بعض الوعود المبالغ فيها، بحسب جينيومير فليس، محلل الهيدروجين المستقل.

تم الترويج للهيدروجين الأخضر، الذي يُنتج باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر متجددة لفصل جزيئات الماء، كحل محتمل لخفض الانبعاثات من كل ما يعتمد حالياً على الفحم أو الغاز الطبيعي، مثل إنتاج الصلب والشحن وحتى التدفئة المنزلية.

قررت ألمانيا إلغاء خططها لتخصيص 350 مليون يورو (368 مليون دولار) لدعم مشروعات الهيدروجين، مما يعقد مساعيها لتحقيق أهداف التحول نحو الوقود النظيف

ورفع المحللون تقديراتهم لتكاليف مشاريع الهيدروجين الأخضر في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بنسبة 55% هذا العام، مقارنة بتوقعات عام 2022. ويرجع ذلك إلى أن عمليات التصميم والهندسة اتضح أنها أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد في البداية. في أوروبا، أدى ارتفاع أسعار الطاقة أيضاً إلى ارتفاع تكاليف المدخلات.

نتيجة لذلك، فإن تكلفة الهيدروجين المنتج باستخدام الطاقة النظيفة أعلى بأربع مرات من تكلفة الهيدروجين المصنع من الغاز الطبيعي. ليس من المستغرب إذن أن غالبية المشاريع لا تجد عميلاً واحداً يتقدم لشراء الوقود. وبدون مشترين راغبين في الوقود، لا يمكن الإنتاج.