شارك وزير البترول والثروة المعدنية المهندس "طارق الملا" في مؤتمر التعدين الدولي الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية بمشاركة أكثر من 100 دولة.
والقى "الملا" كلمة مصر خلال الاجتماع التشاوري الثامن لوزراء التعدين والثروة المعدنية العرب بالرياض، والذي أقيم على هامش المؤتمر، بحضور كل من "بندر الخُريف" وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، و "سهيل المزروعي" وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، ولفيف من الوزراء العرب، و"عادل الصقر" مدير المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين.
وبداية كلمته ، أكد "الملا" أن مصر تنفذ برنامجًا طموحًا لتطوير صناعة التعدين لديها، انطلاقا من رؤية مصر ٢٠٣٠ ، لافتًا إلى أحد أهم أهداف تطوير صناعة التعدين في مصر، وهو الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.
وأوضح "الملا" أن البرنامج الذي وضعته وزارة البترول والثروة المعدنية، نجح في تطبيق إصلاحات شاملة للنهوض بمنظومة التعدين المصرية بعد دراسة كافة التحديات المحلية و الدولية ، مشيرًا إلى وجود فرص هائلة للاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي والطبيعة الجيولوجية الغنية لمصر كجزء من الدرع العربي النوبي، وهو ما يتطلب عوامل جذب استثمارية حقيقية تتحقق من خلال ضبط منظومة التشريع وطرح أنظمة تعاقد على غرار أسواق التعدين الدولية، وكذلك التحول الرقمي والركائز الرئيسية للاستثمار الجاد، كالنظام المالي ونظام الترخيص وحوكمة القطاع.
واستعرض "الملا" أبرز ماتم تطبيقه من إجراءات لتطوير قطاع التعدين المصري، وفي مقدمتها تعديل قانون التعدين ليعكس الإصلاحات التشريعية الجديدة والفرص المتاحة وتوفير الشفافية والمرونة، بما يعالج العديد من العقبات أمام جذب الاستثمارات اللازمة ، إضافةً إلى تغيير نظم الاتفاقيات من نظام المشاركة في الربح إلى نظام الإتاوة والضرائب، فضلًا عن تيسير نظام التراخيص لإيجاد بيئة جاذبة للشركات وتشجيع ضخ الاستثمارات مع تعظيم القيمة المضافة، و الاهتمام بالتحول الرقمي، وتعزيز المهارات اللازمة للعاملين بقطاع التعدين من خلال برنامج تدريب متخصص بالتعاون مع كبرى الجامعات العالمية.
وأكد "الملا" أن قطاع التعدين في مصر يجني ثمار ماتم تطبيقه من إصلاحات، مشيرًا إلى نجاح المزايدة العالمية الأولى التي تم اطلاقها عام ٢٠٢٠ في جذب مشاركة عالمية ومحلية غير مسبوقة في مجال تعدين الذهب بالصحراء الشرقية والبحر الأحمر بالرغم من التحديات العالمية لجائحة كورونا ، والذي أثمر عن نتائج إيجابية شجعت على طرح مزايدة ثانية للذهب .
وكشف "الملا " أنه يتم العمل حاليًا على تنفيذ أول مصفاة ذهب معتمدة في مصر بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية تعظيمًا للقيمة المضافة من موارد الذهب، وبما يؤدي لإكمال سلسلة القيمة لإنتاج الذهب عبر تعظيم المحتوى المحلي ، مشيرًا إلى مواصلة تشييد عدد من مجمعات صناعة الأسمدة الفوسفاتية لتعظيم القيمة المضافة والعائد الاقتصادي من خام الفوسفات لصالح الاقتصاد المصري .
وأوضح "الملا" أن رؤية تطوير قطاع التعدين تستهدف زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من نحو نصف بالمائة حالياُ إلى 5% خلال العقدين القادمين ، وتوفير عدد كبير من فرص العمل وتعظيم الأنشطة التعدينية عبر إصدار أكثر من مائتي رخصة بحث واستكشاف سنويًا .
ودعا "الملا" إلى إعداد مبادرة عربية مشتركة للطاقة النظيفة تضم كل الدول العربية ، من منطلق أهمية صناعة التعدين في خدمة الأهداف الحيوية، لافتًا إلى أن الصناعة الحديثة ان تستطيع تحق أهدافها في إزالة الكربون بدون المنتجات المعدنية التي تدخل في تكوينها، مقترحًا أن يتم طرح المبادرة في القمة العالمية للمناخ التي تستضيفها شرم الشيخ هذا العام تأكيدًا على التزام الدول العربية في هذا الشأن.
ونالت الدعوة التي وجهها وزير البترول والثروة المعدنية المهندس "طارق الملا" موافقة الوزراء العرب بالإجماع والتوصية بتكليف فريق عمل من المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين بالإعداد للمبادرة.
ووافق الاجتماع التشاوري الثامن لوزراء التعدين والثروة المعدنية العرب، على إطلاق مشروع أول منصة رقمية عربية لطلبات وعروض المنتجات الصناعية و التعدينية، بالإضافة إلى إعداد نظام استرشادي تعديني للدول العربية.
واستعراض الاجتماع أيضًا أبرز ماتم إنجازه من إنشاء لقاعدة بيانات عربية لإنتاج الخامات التعدينية والبوابة الجيولوجية والتعدينية العربية ومعهد عربي لبناء القدرات البشرية بقطاع التعدين.