افتتحت وزيرة التجارة والصناعة، "نيفين جامع"، مؤتمر إطلاق تشغيل وحدة خلايا الطاقة الشمسية الكهروضوئية بسوق الجملة للخضروات، الذي نظمته الغرفة التجارية بالإسكندرية، بحضور كل من الدكتور "علي المصيلحي" وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء "محمد الشريف"، محافظ الإسكندرية، والسفير "كريستيان برجر"، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر، والسيد "أحمد الوكيل" رئيس الغرفة التجارية بالإسكندرية ورئيس اتحاد غرف البحر الأحمر، واللواء "محمد الزلاط"، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، والسيد "حاتم العشري" مستشار الوزيرة للاتصال المؤسسي، والدكتورة "شيرين طه"، مساعد وزيرة التعاون الدولي لشؤون التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية، والمهندس "محمود محرز"، رئيس شركة القاهرة للاستثمار.
وألقت وزيرة التجارة والصناعة، "نيفين جامع" كلمة خلال فعاليات افتتاح المؤتمر، أكدت فيها أن الحكومة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوسيع استخدامات الطاقة النظيفة في القطاعات الانتاجية والخدمية، بهدف تقديم منتجات وخدمات مبتكرة وصديقة للبيئة، لافتةً في هذا الاطار إلى أنه تم وضع استراتيجيات واضحة لتوفير التكنولوجيا الحديثة لإحداث طفرة في قطاعى الصناعة والتجارة ، وتعظيم دورهما في التنمية الاقتصادية، بما لا يؤثر على البيئة المحيطة، ويسمح بمواكبة المنافسة العالمية.
وقالت "جامع" في كلمتها، أن تدشين هذا السوق ليكون أول سوق يعمل بالطاقة الكهربائية النظيفة يتماشى مع توجهات الحكومة لتبني مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، حفاظًا على البيئة، حيث اتخذت الحكومة في سبيل ذلك عددًا من السياسات والإجراءات التي تضمنت وضع استراتيجية التنمية المستدامة 2030، واستراتيجية ترشيد الطاقة 2035، وإصدار استراتيجية التنمية الصناعية 2020، والتي تضم برنامج دعم الصناعات الخضراء ودعم ريادة الأعمال لإنشاء صناعات إعادة التدوير والتأهيل للتصدير، إضافةً إلى إعداد استراتيجية لإدارة وترشيد المياه، وتوطين التكنولوجيات الخضراء التي تحافظ على التنوع البيولوجي من خلال المراكز التكنولوجية، وتنفيذ سياسات لتحفيز المستهلكين على تبني مبادرات الترشيد في الاستهلاك والإنتاج المستدامان.
وأوضحت "جامع" أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة تضمنت أيضًا الترويج للاستثمار في التنوع البيولوجي، وتعميق التصنيع المحلي للتكنولوجيات الخضراء وخاصة المواد القابلة للتدوير، ومعدات الطاقة الجديدة والمتجددة ومكوناتها، بالإضافة إلى إقرار قانون لإصدار دراسات تقييم الأثر البيئي من هيئة التنمية الصناعية، وبرنامج تأهيل المدن الصناعية لتكون صديقة للبيئة من خلال وضع الاشتراطات والمواصفات البيئية طبقًا لقانون البيئة، فضلاً عن نقل وتطوير ٦ تجمعات صناعية ملوثة، وهي "مصانع الطوب والمسابك والمدابغ ومكامير الفحم وكسارات الرخام والفواخير" ، لافتةً إلى أن هذه الإجراءات كان لها آثار إيجابية ملحوظة على البيئة وصحة المواطن المصري وسلامته مقارنةً بالأوضاع السابقة.
وأكدت "جامع" أن الحكومة تدرك أهمية الطاقة باعتبارها عاملاً رئيسيًا في تعزيز تنافسية الصناعة المصرية ، وزيادة قدرتها على النفاذ للأسواق العالمية، مشيرةً إلى أن مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر تمثل اليوم نحو 20% من مزيج الطاقة، ومن المستهدف وصولها إلى 42% بحلول عام 2035 بالتزامن مع ترشيد دعم الطاقة طبقًا لاستراتيجية وزارة الكهرباء والطاقة.
وأضافت "جامع" أن الحكومة تعمل أيضاً على التحول إلى وسائل النقل النظيف من خلال مبادرة تخريد السيارات القديمة وإحلالها بسيارات حديثة تسير بالغاز الطبيعي، إلى جانب السيارات الكهربائية، وتجهيز البنية التحتية اللازمة لذلك، بالإضافة إلى الاهتمام بمشروعات الطاقة الشمسية التي تشمل المشروعات الممولة من خلال منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" في مجال رفع كفاءة المواتير واستخدامات الطاقة الشمسية في أنظمة تسخين المياه بالمنشآت الصناعية للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، والعديد من المشروعات الأخرى ذات الصلة بالحد من الانبعاثات الضارة.
وأوضحت أن استراتيجية وزارة التجارة والصناعة ترتكز على زيادة نسبة مساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة ضمن مزيج الطاقة، والتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية للمراجعة الدورية لمزيج الطاقة المستقبلي، للتخلص التدريجي من استخدامات الفحم، وتشجيع استخدام المصادر النظيفة للطاقة، فضلاً عن المبادرات الخاصة بخفض الانبعاثات الكربونية، ورفع كفاءة الطاقة عن طريق المشروعات التي يتم تنفيذها من خلال الهيئات والجهات المختلفة التابعة للوزارة، مشيرةً إلى أن تنفيذ مثل هذه المبادرات الهامة لن يتحقق الا بالتكاتف بين الحكومة المصرية، ومؤسسات القطاع الخاص، والمؤسسات الدولية لبذل مزيد من الجهود نحو إرساء بيئة نظيفة ومتطورة.
من جانبه، أعرب السفير "كريستيان برجر"، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر، عن سعادته بكون الاتحاد الأوروبي المساهم الرئيسي في تخفيض ما يقرب من طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في أول سوق جملة يعمل بالطاقة الشمسية في الإسكندرية إلى جانب تزويد جامعة الإسكندرية التاريخية بفرصة لتحسين كفاءة الطاقة في المباني العامة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يلتزم بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55٪ بحلول عام 2030 في أوروبا، فضلًا عن العمل عن كثب مع دول الجوار والشركاء لتحقيق نتائج عالمية.
من جهته، أكد السيد "أحمد الوكيل" رئيس الغرفة التجارية بالإسكندرية، أن وحدة خلايا الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي سيتم تشغيلها بسوق الجملة للخضروات والفاكهة بالإسكندرية ستعمل بقدرة 100 كيلو وات وستغطي كافة احتياجات السوق من الطاقة، لافتاً إلى أن هذا المشروع تم تنفيذه بدعم من وزارة التعاون الدولي وبتمويل من مشروع "MAIA TAQA" وذلك في إطار برنامج التعاون عبر حدود حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأعرب "الوكيل" عن فخره بكون الغرفة التجارية بالإسكندرية، أول غرفة تجارية على مستوى العالم تعمل بالطاقة الشمسية، وذلك في إطار مشروع سابق من التعاون عبر حدود حوض البحر الأبيض المتوسط.
و على هامش فعاليات المؤتمر، تم توقيع اتفاقية تشغيل كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية بالطاقة الشمسية في إطار مشروع "SOLE" الممول من نفس البرنامج.