تتجه شركة ميرسك الدنماركية لتوسعة نطاق أسطولها من السفن العاملة بالغاز المسال، فيما يشكّل علامة فارقة بالنسبة لصناعة الشحن البحري، خاصة أن الشركة اعتمدت على الميثانول وقودًا لسنوات طويلة.
ويأتي التحول بما يتوافق مع المسار
العالمي باتجاه خفض الانبعاثات من الصناعات، وقد يعزز وقود الغاز المسال هذه
الرؤية بوصف الغاز وقودًا انتقاليًا بعيدًا عن الوقود الأحفوري ومشتقاته.
ووفق معلومات تابعتها منصة الطاقة
المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المقرر بناء الناقلات والحاويات الجديدة في حوض صيني
عبر وسطاء، قبل أن تستحوذ ميرسك (Maersk) عليها بنظام الاستئجار محدد المدة.
ومع تحول عملاقة الشحن الدنماركية نحو
وقود الغاز المسال، يصبح أسطول أكبر 3 شركات لشحن الحاويات في العالم داعمًا لخفض
الكربون من صناعة الشحن البحري.
تعتزم شركة ميرسك الدنماركية استئجار
سفن حاويات تعمل بوقود الغاز المسال، بعد إتمام عملية بناءها في حوضين صينيين
تابعين لشركة نيو تايمز (New Times) وشركة يانغ زيانغ (Yangzijiang).
ويصل عدد السفن التي تعتزم الشركة
الدنماركية استئجارها من شركات وسيطة إلى 37 سفينة حاويات، وفق ما نقله موقع إل إن
جي برايم (LNG Prime).
وبصورة تفصيلية، طالبت شركة إس إف إل
كوربوريشن (SFL Corporation) الأحواض الصينية ببناء 5 سفن حاويات تعمل بوقود الغاز المسال تصل
سعتها إلى 16.800 وحدة من مقياس حجم الحاويات
(الوحدة الواحدة
TEU تعادل 20 قدم)، بتكلفة تصل إلى مليار دولار.
ولم تفصح الشركة عمّا إذا كانت
ستستعمل السفن أم سيكون لها وجهة أخرى، غير أنها اكتفت بالإشارة إلى أنها ستؤجّر
السفن لصالح شركة خطوط ملاحية، وكشفت مصادر أنها "ميرسك".
وتكرر الأمر مع شركة سي سبان (Seaspan) -ومقرّها هونغ
كونغ- إذ طلبت 5 سفن أخرى تعمل بالوقود المزدوج من الغاز المسال أيضًا من أحواض
البناء الصينية، يُرجَّح أنها ستذهب لصالح الشركة الدنماركية.
وحددت الشركة سعة السفن الـ5 بما
يعادل 16 ألف من وحدة قياس حجم الحاويات، بالإضافة إلى 22 سفينة أخرى (مقسّمة إلى
10 سفن تصل سعتها إلى 17 ألف من وحدة قياس الحاويات، و12 سفينة تتسع لـ8 آلاف
وحدة).
تستأجر شركة ميرسك الدنماركية السفن
السابق ذكرها من الشركات الوسيطة، بعد إتمام عملية البناء في الأحواض الصينية، ما
يعكس اهتمام الشركة بتوسعة نطاق أسطولها العامل بوقود الغاز المسال.
وكانت الشركة الرائدة في مجال الشحن
وسفن الحاويات تعتمد على الميثانول وقودًا لتسيير وتشغيل أسطولها، حتى وقت قريب،
وتشكّل السفن الـ37 المرتقب بناؤها نقطة تحول جذرية للشركة والصناعة عمومًا.
وبالنظر إلى أن شركة ميرسك الدنماركية
تعدّ ثاني أكبر شركات شحن الحاويات في العالم، يُعدّ تحولها من الميثانول إلى وقود
الغاز المسال علامة فارقة لخفض انبعاثات صناعة الشحن البحري، إذ سبقتها الشركة
الأولى عالميًا (إم إس سي MSC السويسرية الإيطالية)،
والثالثة (سي إم إيه سي جي إم CMA GCM).
وكانت الشركة الدنماركية قد أطلقت -في
سبتمبر/أيلول العام الماضي 2023- شركة جديدة لتوفير وقود نظيف للسفن، عبر إنتاج
الميثانول الأخضر في مصر وإسبانيا.
وحملت الشركة اسم سي تو إكس (C2X)، وتعمل بطاقة إنتاجية
تتجاوز 3 ملايين طن من الميثانول الأخضر، بحلول نهاية العقد 2030.
وقبل عام من هذه الخطوة، في
نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وقّعت شركة ميرسك الدنماركية مذكرة تفاهم مع وزارة
الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، للتعاون في إنتاج وقود بحري من الميثانول
الأخضر في منطقة العقبة، عقب معالجة المياه وتحليتها، واعتمادًا على مصادر الطاقة
المتجددة.